استقبلت جامعة الإمارات أمس 154 طالباً وطالبة من العائدين من بعثات خارجية خلال الإجازة الصيفية والذين تم ابتعاثهم بالتعاون مع أكثر من 13 جامعة ومؤسسة عالمية، إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات الاقتصادية العالمية.

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات أن فلسفة الابتعاث للطلبة خلال الإجازة الصيفية «تمثل أحد المحاور القوية في منظومة التعليم العالي بالدولة»، مشيراً إلى أن ابتعاث الطلبة يترجم السمعة الأكاديمية البارزة لجامعة الإمارات كجامعة وطنية رائدة، كما يعكس جهود التطوير التي تشهدها مسيرتها الأكاديمية خلال الفترة الماضية. وأوضح معاليه خلال اطلاعه على تقرير علمي حول نتائج البعثات التدريبية لطلبة كلية القانون بالجامعة من الدكتور عبدالله الخنبشى مدير الجامعة أن رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لعدد من هذه الرحلات العلمية يعزز من ثقة الطلاب والطالبات، ويشجع كلا منهم على بذل الجهد في التحصيل الدراسي والتميز العلمي. وأكد معاليه أن رؤية سمو ولي عهد أبوظبي تجعل من البعثات العلمية للخارج جسراً للتواصل العلمي والحضاري مع العالم، بل وتؤهل طلابنا للانفتاح على العصر والإفادة من تجارب المؤسسات والمجتمعات التي يتم ابتعاثهم إليها، مشيراً إلى أن البعثات التدريبية خلال الصيف تفتح آفاق الطالب على ما يدور في العالم من نهضة علمية في مجال تخصصه، كما تمنحه الفرصة لاكتساب ثقافة عمل جديدة تقوم على أسس موضوعية، وترتكز على فلسفة الفريق الواحد، كما تتيح هذه البعثات للطالب نقل القيم الحضارية الأصيلة لمجتمع الإمارات إلى الدول والمجتمعات التي يزورها، ويقدم من خلال تفاعله الثقافي والفكري مع نظرائه صوراً صادقة حول الازدهار الذي تشهده الدولة في جميع المجالات.

محامي الأعمال التجارية

من جانبه، أشار الدكتور عبدالله الخنبشي مدير جامعة الإمارات إلى أن الرحلات العلمية تضمنت عدداً من البرامج التطبيقية التي أنجزها الطلاب والطالبات في عدد من الدول المتقدمة، وداخل مؤسسات عالمية تم انتقاؤها بعناية كبيرة، ومن هذه البرامج: برنامج سالزبورغ الصيفي في النمسا الذي جاء بعنوان «محامي الأعمال التجارية الدولية «واستمر 3 أسابيع، تقدمه كلية ماك جورج للقانون في جامعة الباسيفيك «المحيط الهادئ» والتي تقع أساساً في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع كلية القانون في جامعة سالزبورغ بالنمسا. واشترك في هذا البرنامج طالبان من كلية القانون في جامعة الإمارات، حيث قال الخنبشي إن فوائد هذا البرنامج تتمثل في مساعدة الطلبة على تحسين مهاراتهم باللغة الإنجليزية، وتمكّينهم من معرفة مزيد عن الأنظمة القانونية السائدة في الدول الأخرى وبالتحديد النظام القانوني الأنجلوساكسوني والنظام القانوني اللاتيني، وتزويدهم بمعلومات مهمة ومعرفة جيدة عن الأعمال التجارية الدولية بشكل عام وعن دور المحامي. كما شملت الرحلة زيارة مباني الأمم المتحدة التي تقع على الضفة الغربية لنهر الدانوب.

العدل الدولية

كما ابتعثت الجامعة وفداً طلابياً لزيارة المعهد الهولندي لحقوق الإنسان التابع لجامعة «أوترخت»، الذي تم إنشاؤه العام 1981، وتضمن البرنامج الإطلاع على مهام المعهد ومنها عمل البحوث المتعلقة في مجال حقوق الإنسان، وتوثيق السوابق القضائية بشأن القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، وجمع المنشورات الأكاديمية والوثائق الدولية من المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية. كما شمل البرنامج زيارة محكمة العدل الدولية التي تعتبر الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وقد تأسست في يونيو 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ويقع مقر المحكمة في قصر السلام في لاهاي هولندا، والتقى الطلبة عدداً من قضاة محكمة العدل الدولية للتشاور بشأن القضايا المعروضة عليهم، للتعرف على طريقة عمل المحكمة، ودور المحكمة في تسوية المنازعات القانونية التي تقدمها الدول، وفقاً للقانون الدولي العام، وتقديم آراء استشارية في المسائل القانونية المحالة إليها من إذن من أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. كما قام الوفد الطلابي بزيارة للمحكمة الجنائية الدولية، وزيارة جامعة امستردام.

جدار العزل

أوضح الخنبشي أن برنامج زيارة الطلبة شمل حضور ندوة دولية حول جدار العزل الإسرائيلي في فلسطين في لاهاي، وما سببه هذا الجدار من أضرار خطيرة على الشعب الفلسطيني، وكانت الندوة وسيلة لمناقشة هذه المعاناة لما فيها من تعدٍ على حقوق الإنسان واستقرار الشعب الفلسطيني ووجوب إزالة الجدار وذلك استناداً للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في شأن هذه المسألة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. والتقى الوفد الطلابي البرفيسور ثيو فان بوفن في جامعة ماستريخت الهولندية، مدير شؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة «سابقا»، وناقش الطلاب معه انتهاكات حقوق الإنسان ودور الأمم المتحدة في التصدي لهذه الانتهاكات.


المصدر : جريدة الإتحاد