طرح مركز الدراسات العربي الأوروبي سؤالاً فحواه : " هل تمكنت الفضائيات العربية من التأثير على الرأي العام الدولي من اجل خدمة القضايا العربية المشروعة ، ام انها موجهة فقط الى المشاهد العربي ؟ من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي ، وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة.



وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها حيث اعتبر ما نسبتهم 41.3 % على أن الفضائيات العربية ليس لها دور مؤثرعلى الرأي العالم الدولي لابراز القضايا العربية المشروعة بسبب غياب الارادة المؤمنة بالقضايا العربية , و غياب الكفاءات الاعلامية والاستراتيجيات الاعلامية التي تستطيع التاثير في الاخرين وتتقن فن مخاطبة الراي العام العالمي بلغته , و غياب الديمقراطية وحرية الرأى والشفافية , لا يوجد توجه تجاه الاعلام العربي باختراق المجتمع الدولي برمته.

و اعتبر 24.1 % من المصوتين أن الفضائيات العربية لم تستطع تقديم القضايا العربية للرأي العام الدولي لانها موجهة بالأساس الى تدمير فكر وحضارة وتراث الامة العربية والاسلامية . ورأوا ان الجزء الأعظم من عمل الفضائيات هو لتأجيج النار والفتن والتحريض على عدم الإندماج مع العالم المتطور من خلال نشر الأفكار المشوهة .

ما نسبتهم 22.1 % اعتبروا ان الفضائيات العربية محكومة بالجغرافيا وبأجندات الداعمين,وقالوا ان الفضائيات التابعة للحكومات العربية موجهة إلى الجماهير التي تقع تحت حكم تلك الحكومات، وهي تعبر عن وجه نظر حكوماتها من ناحية القضايا العربية أو المحلية، وهي تعمل أساسًا على ترسيخ نظم الحكم التي تديرها.

أما 11.3 % اعتبروا تأثير الفضائيات العربية على الراي العام الدولي موجود على ارض الواقع لكنه محدود .

و ما نسبتهم 1.2 % اعتبروا أن الرأي العام العالمي ليس على استعداد لان يستمع الى القنوات الفضائية العربية لأنهم غير مهيء ولا معد إلا ليسمع قنواته فقط.

رأي مركز الدراسات العربي ـ الأوروبي ..

تفيد احصاءات شبه رسمية ان العرب يمتلكون نحو 450 فضائية تبث على مدار الساعة برامج ترفيهية وسياسية وفنية وإقتصادية وثقافية ورياضية ولكنها جميعها باللغة العربية بإستثناء بعض القنوات التي لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة . وهذا يعني ان الفضائيات موجهة الى الراي العام العربي لتقدم له صورة الخلافات العربية – العربية ، او النميمة السائدة في الوسط الفني ، او وصفات اطباق الطبخ ، او للتزلف لنظام ما وشتيمة نظام اخر .

علماً ان الرأي العام العربي يتابع نفس الأجواء في الصحافة المكتوبة وفي الإذاعات .

وبما اننا في العالم العربي نعتبر انفسنا اننا معنيين بأهم الأزمات المشتعلة عالمياً من حيث لدينا قضية فلسطين ، وأزمة العراق ، وإنعكاسات الملف النووي الإيراني ، والأطماع الغربية بالنفط ، ومخططات الحروب المستقبلية من اجل المياه فكان من المفترض ان تكون لدينا فضائيات موجهة الى الرأي العام الغربي لتكون خير مدافع عن قضايانا وخير معبَر عن احقيتها .

و لكن وللأسف تركنا الساحة العالمية لوسائل الإعلام الغربية لتقدم ما تريده ولتشرح المواقف التي ترى انها مناسبة لتوجهاتها وتطلعاتها ، و اكتفينا نحن بتوجيه الشتائم لها لأنها تشوه الحقائق ولا تدافع عن قضايانا ..!

والأنكى من ذلك اننا ننقل عن الفضائيات الغربية معلومات ومواقف وريبورتاجات ومقابلات لها علاقة بنا فيما كان من المفترض ان تنقل الفضائيات الغربية معلومات عن منطقتنا عن الفضائيات العربية .

والمفارقة ان مشاريع الفضائيات العربية بأكثريتها هي مشاريع خاصة تجارية تفتش عن الربح فيما المشاريع الإعلامية الغربية هي مشاريع مربحة مهنياً ولكنها وجدت من اجل غاية او في سياق مخطط استراتيجي .

والمفارقة ايضاً ان الفضائيات الغربية اذا تناولتنا بالسوء فهذا الأمر برأي السلطات الغربية له علاقة بحرية الإعلام ، اما اذا تناولت فضائياتنا الغرب بالنقد فإن السفارات الغربية تتدخل مباشرة لدى سلطات دولنا لمنعنا من القيام بما نقوم به حتى وإن كنا محقين .

وبذلك يتبين ان الواقع الإعلامي العربي ما هو إلا انعكاس للواقع السياسي العربي .. فالاثنان وجهان لعملة واحدة .

عكس السير

تكنولوجياالخميس - 17 أيلول - 2009 - 13:51:16