ورد في المقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا وصلى الله على محمد وآله. هذا كتاب يشتمل على ثلاثة أقسام: منطقى وطبيعى وإلهى. المنطقيات كل لفظ لا تريد أن تدل بجزء منه على جزء من معناه فهو مفرد كقولك: إنسان فانك لا تدل بأجزائه فيه على شئ. وكل لفظ تريد أن تدل بجزء منه على جزء من معناه فهو مركب كقولك: رامى الحجارة فانك تدل برامي على شيء وبالحجارة على شيء آخر. سواء كانت كثيرة فى التوهم أو فى الوجود. وكل لفظ لا يمكن أن تدل به بمعناه الواحد على كثيرين يشتركون فيه فهو جزئى كقولك: زيد. الكلى الذاتى هو الذى توصف به ذات الشئ فى ذاته كما توصف النار بالحرارة واليبوسة اللتين فى ذاتها. والكلى العرضى هو الذى توصف به ذات الشئ بعد ذاته كالسواد والبياض فى الإنسان. المقول فى جواب أى ما هو: هو الكلى الذاتى الذى يميز شيئا عما يشاركه فى ذاتى له. المقول فى جواب ما هو بالشركة: ما يكون دالاً على كمال حقيقة أشياء يسأل عنها معاً ولا يكون كذلك لأفرادها. الجنس: هو المقول على كثيرين مختلفى الحقائق فى جواب ما هو. الفصل: هو المقول على كلّى فى جواب أى ما هو. النوع: هو أخصّ كلّيين مقولين فى جواب ما هو. الخاصة: هى كلّية عرضية مقولة على نوع واحد. العرض العام: هو كلى عرضى يقال على أنواع كثيرة. فصل كل لفظ مفرد يدل على شيء من الموجودات فإمّا أن يدلّ على جوهر وهو ما ليس وجوده فى موصوف به قائم بنفسه مثل إنسان وخشبة وإما أن يدل على كمية: وهو ما لذاته يحتمل المساواة بالتطبيق أو التفاوت فيه إما تطبيقاً
متصلاً فى الوهم - مثل الخط والسطح والعمق والزمان وإما منفصلاً كالعدد - وإما على كيفية وهو كل هيئة غير الكمية مستقرة لا نسبة فيها مثل البياض والصحة والقوة والشكل: - وإما على إما تطبيقاً متصلاً فى الوهم - مثل الخط والسطح والعمق والزمان وإما منفصلاً كالعدد - وإما على كيفية وهو كل هيئة غير الكمية مستقرة لا نسبة فيها مثل البياض والصحة والقوة والشكل - وإما على إضافة كالبنوة والأبوة - وإما على أين كالكون فى السوق والبيت - وإما على متى كالكون فيما مضى أو فيما يستقبل أو فى زمان بعينه - وإما على الوضع ككل هيئة للكلّ من جهة أجزائه كالقعود والقيام والركوع - وإما على المِلك والجِدَة كالتلبُّس والتسُّلح - وإما على أن يفعل شئ مثل ما يقال: هو ذا يَقطَعُ هو ذا يُحرِق - وإما أن ينفعل شىءٌ كما يقال: هو ذا ينقطع هو ذا يحترق. فهذه هى المقولات العشر. فصل اللفظ الذى يقع على أشياء كثيرة إما أن يقع بمعنى واحد على السواء وقوع الحيوان على الإنسان والفَرسَ ويسمى متواطئاً - وإما أن يقع بمعانٍ متباينة وقوع العين على الدينار والبَصَر ويسمى مشتركاً - وإما أن يقع بمعنىً. الاسم: لفظ مفرد يدلّ على معنى دون زمانه المحّصل. الكلمة: وهى الفعل: لفظ مفرد يدلّ على معنى وعلى زمانه كقولنا: مَضَى. القول: كل لفظٍ مركب. والقول الجازم: ما احتمل أن يُصَدَّق به أو يكّذب به وهو القضيّة. والقضية الحملية: هى التى يحكم فيها بوجود شىء هو المحمول لشىء هو الموضوع أو بعدمه له: كقولنا: زيد كاتب زيد ليس بكاتب والأول يسمى إيجاباً والثانى يسمى سلباً. والقضية الشرطية المتصلة: هى التى يحكم فيها بتلو قضية تسمى تاليا لقضية أخرى تسمى مقدما أو لا تلوه. والأول هو الإيجاب كقولك: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود والثانى هو السلب: كقولك: ليس إذا كانت الشمس طالعة فالليل موجود. والشرطية المنفصلة هى التى يحكم فيها بتكافؤ القضيتين فى العناد أو سلب ذلك: مثال الأول: إما أن يكون هذا العدد زوجا وإما أن يكون فردا مثال الثانى: ليس إما أن يكون هذا زوجا
وإما أن يكون فردا. والقضايا الحملية ثمان: شخصية موجبة كقولك: زيد كاتب وشخصية سالبة كقولك: زيد ليس بكاتب - والموضوع فيهما جميعا لفظ جزئى ومهملة موجبة كقولك: (إن الإنسان لفى خسر) ومهملة سالبة كقولك: الإنسان ليس فى خسر - والموضوع فى كليهما كلى وتقدير الحكم عليه مهمل ومحصورة كلية موجبة كقولك: كل إنسان حيوان ومحصورة كلية سالبة كقولك: ليس ولا واحد من الناس بحجر وجزئية موجبة كقولك: بعض الناس كاتب وجزئية سالبة كقولك: ليس كل إنسان بكاتب وبعض الناس ليس بكاتب - فان كلتيهما تسلبان عن البعض ويجوز أن يكون فى البعض إيجاب. والنقيضتان فى الشخصيات هما قضيتان مختلفتان بالإيجاب والسلب بعد الاتفاق فى معنى الموضوع والمحمول والشرط والإضافة والجزء والكل - إن كان هناك جزء وكل - والفعل والقوة والزمان والمكان - وفى المحصورات أن تكون هذه الشرائط موجودة ثم أحدهما كلى والآخر جزئى. جهات القضايا ثلاثة: الواجب والممكن والممتنع: الواجب كقولك: الإنسان حيوان والممتنع كقولك: الإنسان حجر والممكن كقولك: الإنسان كاتب. العكس: يصير الموضوع محمولا والمحمول موضوعا مع بقاء الإيجاب والسلب والصدق على حاله. - الكلية السالبة تنعكس مثل نفسها: فإنه إذا لم يكن شىء من كذا ذاك فلا شىء من ذاك كذا: فانه إذا لم يكن أحد من الناس حجرا فلا يكون أحد من الحجارة إنسانا. فأما الكلية الموجبة والجزئية الموجبة فلا يجب أن تنعكسا كليتين: فإنه ليس إذا كان كل إنسان حيوانا أو بعض المتحركين أسود يجب من ذلك أن يكون كل حيوان إنسانا أو كل أسود متحركا - ولكن يجب أن تنعكس جزئية: فإنه إذا كان كل كذا أو بعض كذا ذاك فبعض ذاك الذى هو كذا هو كذا. - والجزئية السالبة لا تنعكس: إذ ليس إذا لم يكن كل حيوان إنسانا يجب أن لا يكون كل إنسان حيوانا.
المفضلات