أحياناً يكون الغضب شعور طبيعي وصحي يساعد على تحديد ومواجهة موقف يهددك شخصياً أو أي من مصالحك أو أحبائك بإيجابيه. بل وأكثر من ذلك إذا ما وجه الغضب بصورة صحيحة يصبح قوة دافعة مهمة وأحياناً يكون الغضب ضاراً لحياتنا الشخصية والمهنية إذا خرج عن السيطرة.

فالغضب قد يأتي بصورة عارمة يدمر كل شيء لشخصك ولكل من حولك ويسبب ضغطا نفسيا شديداً عليك، ويؤثر على صحتك ويفقدك الشعور بالسعادة وينمي داخلك الشعور بالعدوانية تجاه كل شيء وأي شيء.



الغضب نوعان


وبحسب ما ورد في الكتاب الأكثر مبيعاً للكاتب الأمريكي ردفورد ويليامز وزوجته " الغضب يقتل Anger Kills فإن الغضب نوعان:


1. الغضب الإيجابي: وهو ميكانيكيه نلجأ إليها عندما تحبط أهدافنا أو هدف منها أو نشعر بالتهديد لأنفسنا أو لأشخاص أو أفكار عزيزة علينا. فالغضب في هذه الحالة يساعدنا على الاستجابة السريعة عندما
لا يكون هناك وقت لتدبر حريص أو تحليل عقلاني للموقف. فقد يساعد على حل المشكلة أو تحقيق الهدف ويحسن من تأكيد الذات والثقة بالنفس عند إزالة التهديد.



2. الغضب السلبي "الحماقة": إن الغضب السلبي يدمر العلاقات ويؤدي لخسارة الاحترام بين الناس وأيضاً احترام الذات. ويحدث ذلك عندما نرد انفعالياً دون تفكير بغضب شديد لما نظن أنه تهديد ويكون هذا الظن خاطئ. هذا التصرف يجعلك تظهر في عيون من حولك على أنك شخص أحمق يجب تجنبه خاصة إذا تكرر هذا الموقف منك.



لذلك يجب أن تتعلم كيف تواجه غضبك السلبي وتحوله لغضب إيجابي بناء يؤدي إلى نتائج إيجابيه. إذا كان الموقف يشكل تهديداً غير مباشر، عليك أن تهدأ وتقيم ما شعرت به نتيجة هذا الموقف بعقلانيه وتتأكد من وجود إهانه أو تهديد قبل أن ترد بعدوانية.

إن إدارة الغضب هي عمليه تعلم التنفيث عن الغضب قبل أن يصل لمرحلة السلوك العدواني المدمر، كما يجب أن تدرك أن ما يثير غضبك قد يبدو لكثيرين غيرك شيء عادي لا يثير أي مشاعر من الغضب أو حتى الضيق مما يظهرك على أنك شخص أحمق ومثار سخريه لديهم.


أسباب الغضب


بالرغم من اختلاف مستويات الغضب الذي نشعر به تجاه المواقف المختلفة إلا أن هناك أسباب عالميه تثير الغضب تقريباً عند الجميع منها الفشل في تحقيق الأهداف أو التعرض للإساءة أو الظلم، التعرض للتهديد أو للهجوم الشخصي والتجريح.


من الطبيعي أن نشعر بالغضب أو لمحات من غضب في حياتنا اليومية ولكن أن يصبح صفة في الإنسان هو ما يستوجب الانتباه له ومعالجته وبسرعة قبل أن تفقد كل من حولك.

إذا ما تعلمنا كيف نسيطر على الغضب سنتعلم أن نعبر عنه بطريقه صحيحة وبناءه فالحليم من امتلك نفسه عند الغضب.



حدد الكاتب المعروف ردفورد 12 خطوة للتخلص من الغضب واستعاده الهدوء نوردها فيما يلي:


1- من الحقائق المؤكدة أنك لن تستطيع تغيير شيء إلا إذا اعترفت بوجوده، لذلك من المهم أن تعترف وتوضح مشكله الغضب لديك وتقر بأنها عقبه في طريق نجاح علاقاتك مع الآخرين وابتعادهم عنك.


2- عندما تعرف ما الذي دفعك للغضب، وتحليل المواقف ستكون في وضع أفضل يساعدك على تنميه أساليب مفيدة لاحتواء غضبك أو توجيهه بإيجابيه إذا واجهتك مواقف مشابهه في المستقبل.


3- اجعل الأشخاص المهمين من حولك يعرفوا انك تحاول التخلص من هذه المشكلة حتى يساعدوك ويحفزوك وينبهوك كلما غضبت أو تراجعت عن المحاولة.


4- تمهل:
. خذ نفساً عميقاً قبل التصرف.
• اقنع نفسك بأنك قادر على معالجه الموقف بحكمة.
• أوقف الأفكار السلبية والشكوك داخل رأسك.


5- إذا كان مصدر غضبك شخص آخر، حاول أن ترى الموقف من وجهة نظره. ذكر نفسك أن تكون موضوعياً وأن كل فرد يخطأ حتى أنت وأنه من خلال الخطأ يتعلم الناس الصواب ويحسنوا قدراتهم ويكتسبوا الخبرة لتجنب الخطأ.


6- الفكاهة هي أفضل دواء. تعلم أن تسخر من نفسك ومن تصرفاتك عند الغضب، مثلاً إذا أردت أن تركل الشخص الذي أغضبك تذكر أن منظرك سيثير ضحك الآخرين وستصبح موضع سخريتهم، اضحك واسخر أنت أيضاً وتوقف فوراً عن عمل ذلك حتى لا تصبح دائماً مثاراً للسخرية.


7- إن الشخص الغضوب هو الذي يجعل الأشياء التافهة تضايقه وتستفزه. إذا تعلمت أن تهدأ نفسك لتفهم الموقف على حقيقته ستدرك أنك لست في حاجه لكل هذا الانفعال لتعبر عن ضيقك من الموقف أو الشخص الذي ضايقك وبذلك تقلل من مرات ثورات الغضب لديك.


8- إن الشخص الغضوب عادة ما يكون شخص فاقد الثقة في الآخرين "شكاك". فهو دائماً يفترض سوء النية عند الآخرين ولا يثق في مكانته عندهم. إن الشخص الغضوب دائماً ما يظن أن من حوله سيقوموا بشيء ضده وأنهم يتعمدوا إهانته ويفسر أي تصرف على أنه موجه إليه بسوء نية. إذا ساعدت نفسك على أن تبني الثقة داخلك "ليست الثقة العمياء" سيقل تحفزك الدائم وتصيدك للأخطاء. فإذا حدث خطأ ما ستواجهه بعقلانيه وتعاتب الطرف المخطئ وتسمع تفسيره لما حدث بتروي وتأخذ حقك دون أن تخسر أي شيء.



9- إن سوء الفهم يساهم في خلق الشكوك والمواقف المحبطة. الأفضل أن تستمع لشرح الطرف الآخر حتى تتخذ القرار الصحيح الذي بالتأكيد لن يحتوي على رد فعل غاضب يزيد الموقف تعقيداً ويجعلك تفقد شخص قد يكون من المحبين والمخلصين لك.



10- عندما تكون غاضباً يصبح من الصعب أن تعبر عن ما بداخلك بصوره صحيحة ومفهومه. وقد تسيء التعبير فتجرح كلماتك الطرف الآخر مما يفقدك حقك وتصبح أنت المسيء مما يغضب الطرف الآخر ويفقده إحساسه بالخطأ تجاهك ومحاولة إصلاحه. الغضب يجعلك أنت الخاسر على طول الخط ويجعل من حولك يتجنبوا التعامل معك بل وقد يكرهوك.



11- عش اليوم وكأنه آخر يوم في حياتك: هذا القول قد يعتبره البعض مبالغاً فيه ولكنه يحتوي على حقيقة أساسية هي أن الحياة مهما طالت تنتهي بسرعة. الأفضل أن تقضيها في إيجابية وليس في مشاكل مع كل من حولك. تذكر أنك إذا قضيت وقتك في الغضب ستفقد كل جوانب المتعة والسعادة والمحبة التي ستندهش أن الحياة تقدمها لك بدون مقابل.


12- سامح: لتتأكد أن التغيرات التي تقوم بها قد تعمقت داخلك، عليك أن تسامح من أساء إليك. إنه ليس من السهل نسيان الإساءة والجروح التي تركتها والتي أغضبتك في الماضي، ولكنك يمكن أن تتعايش معها ومن الأفضل تركها خلفك وتبدأ من جديد. ولكن بالطبع يمكنك عدم إعادة العلاقة مع من تسبب في أذى شديد لك ولكن يمكنك نسيان غضبك منه بل والتخلص منه نهائياً حتى إذا ما قابلته صدفه قدلا تشعر بأي ضيق تجاهه.


هذه الخطوات الإثنى عشر كلما بدأتها مبكراً كان أفضل لك قبل أن تفقد حب كل من حولك حتى لو أنك مازلت
لا تشعر أن الغضب مشكله لديك يفضل أن تبدأ تطبيق هذه الخطوات لتساعدك على بناء سلوك ايجابي في التعامل مع الآخرين دون خسائر معنوية أو مادية.


إن استباقك للحصول على القدرة لإدارة الغضب لديك سيضمن لك تكوين مشاعر إيجابية صحية تحميك من الألم وتخلصك من شعورك بوجود تهديد غير ضروري نتيجة كراهية الناس وعدائهم لك نتيجة سوء سلوكك ساعة الغضب.