أصبحت مشاعر الوحدة ترافق كثيرا من الناس فهي بمثابة فنجان القهوة الصباحي الذي يحتسون مرارته يوميا. وتختلف مشاعر الوحدة بين شخص وآخر، فالبعض قد يكون السبب بشعوره هذا هو أنه يعيش منذ مدة وحيدا وبعيدا عن الآخرين، والبعض الآخر قد يكون بين عائلته لكنه يشعر بأنه غريب بينهم.


تعد الوحدة من المشاعر السلبية لذا فإنها تؤدي إلى شعور المرء بالحزن والفراغ الداخلي ويعيش في ظلمة روحية. قد يكون السبب المؤدي لهذا الشعور هو حدوث طلاق بين الزوجين، الأمر الذي انعكس سلبا عليهما وربما على أطفالهما أيضا. أو قد تكون مشاعر الوحدة ناتجة عن فقدان شخص عزيز الأمر الذي يقود المرء لأن يشعر بأنه أصبح وحيدا في هذا العالم.

ولتخفيف حدة الشعور السلبي بالوحدة فقد ذكر موقعا Pick The Brain وSelf Growth عددا من النصائح من ضمنها ما يلي:


- تفهم الفرق بين الوحدة والعزلة: يجب عليك أن تعلم بأن قضاء بعض الوقت وحيدا ليس بالضرورة أن يعد أمرا سلبيا، فالكثير من الناس قديما وحديثا آثروا إمضاء أيام وربما أشهر بعيدا عن الناس وكانوا سعيدين بهذا الأمر. وحسب ما يقول الفيلسوف الألماني بول تيليتش إن اللغة أوجدت كلمة "وحدة" للتعبير عن الألم الذي يخلفه هذا الشعور، وأوجدت كلمة "عزلة" للتعبير عن البهجة التي يخلفها الشعور نفسه .


- عزز تقديرك لذاتك: غالبا ما يكون سبب الشعور بالوحدة هو افتقاد الشخص المناسب الذي يمكنه أن يبعدك عن عتمة نفسك ليقودك إلى النور الذي تحلم به. لكن لو نظرت بعمق أكبر فإنك قد تجد بأن شعور الوحدة ما هو إلى سبب لقلة تقديرك لذاتك. لذا قد يكون الحل لتجاوز شعورك بالوحدة هو أن تسعى لتقوية تقديرك لذاتك بشكل يسمح لك أن تستمتع بقضاء وقتك معها.


- حدد طبيعة العلاقة التي تبحث عنها: في حال استمر شعورك بالوحدة بالرغم من أنك قد عززت تقديرك لذاتك فإنه عليك أن تحدد طبيعة العلاقة التي تريد إنشاءها لتجاوز مشاعر الوحدة التي تعانيها. هل تبحث عن صديق تتحدث معه؟ أم عن شريكة حياة يمكنها تفهمك ومشاركتك أحلامك التي تتمنى تحقيقها؟ هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نتمنى أن نكون برفقة صديق أو شخص معين أو حتى مجموعة من الأصدقاء، وكل ما علينا هو تحديد طبيعة العلاقة التي نبحث عنها.


- لا تقم بتضخيم الأثر السلبي لشعور الوحدة في ذهنك: يجب عليك أن تعلم بأن التركيز على المشكلة التي تعاني منها لن يؤدي بك سوى إلى تفاقم مشاعرك السلبية تجاهها. لذا فإن إلقاء اللوم حتى على نفسك بأنك السبب في أنك تعيش بوحدة لن يفيدك في شيء، بل بالعكس سيزيد من تركيز المشكلة في ذهنك ويجعلك تشعر بمزيد من التعاسة. وعليك أن تعلم حقيقة أن أي شيء يحدث لك ما هو إلا تراكمات ناتجة عن اختياراتك السابقة، وبالتالي فإنه عليك تقبل الأمر الواقع والبدء بمحاولة تغييره للأفضل وتذكر بأن جميع الأمور الإيجابية تبدأ من تقبلك لكل الأمور التي تحدث لك وأنت متيقن من قدرتك على تغييرها للأفضل.


- تجنب إجراء المقارنات: معظم الألم الذي نشعر به يكون ناتجا عن المقارنات التي تستمر عقولنا بإجرائها وليس بسبب شعور الوحدة ذاته. فعلى سبيل المثال عندما تمسك بأحد الكتب الشيقة التي تريد قراءتها، فإنك تبدأ تفكر كيف أن قضاء الوقت مع أحد الأشخاص والخروج معه يمكن أن يقدم لك أضعاف المتعة التي يمكن أن تقدمها لك قراءة الكتاب، هذه المقارنة ستؤدي إلى تبخر متعة القراءة لديك. إن استمرارك بإجراء تلك المقارنات لن يؤدي بك سوى إلى الدوران بمتاهة عدم الحصول على السعادة الكافية مهما حاولت، لذا عليك أن تتوقف عن إجراء المقارنات وأن تستمتع بتذوق قطعة الحلوى التي بين يديك بدون التفكير حول ما إذا كان يوجد أكبر وألذ منها أم لا.


- استمتع بمشاعر الوحدة: قد تندهش لهذه النصيحة، لكن الفيلسوف الألماني نيتشة ذكر بأن من لا يستطيع قضاء ثلثي اليوم لوحده يقوم بما يشاء فإنه مجرد عبد يباع ويشترى. إن وجودك وحيدا سيسمح لك بأن تفكر باستقلالية بدون تدخلات من الآخرين، وتفكيرك باستقلالية سيمنحك قدرة أكبر على تفهم نفسك والإصغاء لصوتك الداخلي والذي يعبر عن أفكارك وحاجاتك بشكل واضح. لذا استمتع بوجودك وحدك وحاول أن تعثر بداخلك عن إجابات لطالما بحثت عنها خارج إطارك الذاتي وفشلت بأن تعثر عليها.


- اعلم بأن ما تعانيه ما هو إلا جزء من حياتك:عندما تسافر بأي وسيلة نقل ستمر بأماكن خلابة وأخرى مقفرة لكن عليك أن تعي بأن تلك الأماكن ما هي إلا جزء من رحلتك ويجب أن تمر بها كلها حتى تصل لمكان سفرك. علينا أن ندرك بأنه مثلما يكون هناك ضوء النهار فإنه توجد عتمة الليل وعلينا أن نتعايش ونستمتع بالوقتين وليس أحدهما فقط.
على الرغم من أن القهوة تقدم لنا الطعم المر، إلا أنها تعد بالنسبة للكثيرين أفضل مشروب في العالم. لذا، بدلا من رفض تقبل شرب القهوة حاول أن تضيف لها الكمية المناسبة من السكر حسب رغبتك وستجد بأنك أصبحت تستمتع بهذا المشروب الذيذ بالرغم من مرارته.