موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
تنمية الشخصية: تنشئة تراكمية تساعد على التزود بالمهارات والمعارف
ترى إسراء رافع العاملة في أحد المراكز المختصة في تقديم دورات اللغة الإنجليزية والحاسوب، أنه ليس من الصعب تمييز الأشخاص الطموحين الساعين إلى تطوير ذواتهم باستمرار.
وتبين أن الأشخاص الذين يأتون إلى المركز عادة هم من الطموحين الذين يسعون إلى التزود بالمعارف الجديدة، أو تقوية مهاراتهم لتحقيق فرص أفضل في الحياة.
وتلفت إلى أن ثمة آخرين لا يسعون التطور، واصفة إياهم بالمستسلمين للروتين القاتل، مؤشرة عليهم بالأشخاص الذين يعملون في وظائف محددة الوقت، دون أي محاولة لتطوير الذات من خلال برامج اجتماعية تطوعية.
وتنتقد إسراء الأشخاص العاجزين عن وضع هدف والسعي لتحقيقه، مشيدة في المقابل بآخرين لا يتوقفون عن السعي للنجاح، مؤشرة على ذلك بمنْ يكملون تعليمهم حتى وإن تقدموا في العمر.
وتضيف إلى ذلك الذين يسعون لتقديم يد العون والمساعدة لمن حولهم من خلال أنشطة تطوعية، أو يحاولون الاستزادة من الثقافة لاكتساب شخصية عميقة، معتبرة أنها كلها سلوكيات تؤدي الى تنمية الشخصية وصقلها.
ويرى الاعلامي والخبير في التنمية البشرية عدنان حميدان أن الحاجة لتنمية الشخصية أمر بأهمية الطعام للجسد، مشيرا إلى أنها تأخذ أبعادا عديدة منها تطوير المعارف والمهارات والاتجاهات الوجدانية من حيث التحفيز والعزيمة وامتلاك الهمة.
ويشدد على ضرورة تننظيم الانسان لطريقة تفكيره، لافتا إلى أنه يصل بذلك إلى معادلة واضحة وطريقة مدروسة للتطوير المنشود، مقسما إياها إلى ثلاثة مجالات: التخصص والشخصية والإدارة.
ويقصد حميدان بالتخصص مجال العمل مهما كان بسيطا أو معقدا، مؤشرا على ذلك بالمحاسب الذي يستطيع أن يطور تخصص عمله من خلال حضور الدورات التدريبية.
ويتابع ان ذلك يتيح له أيضا الدخول إلى مواقع الكترونية في مجال مهنته، والاشتراك في جمعيات ومنظمات ذات علاقة بالتخصص، وحضور مؤتمرات ومنتديات والاشتراك في مجلة دورية واحدة على الأقل.
وفيما يخص المهارات الشخصية يوضح حميدان أنها تشمل العمل على تطوير الثقة بالنفس وتحقيق الأهداف، وإزالة عامل الخوف والتخطيط الشخصي، ومحاولة الخلق والإبداع وتعلم مهارات العرض والإلقاء.
أما المهارات الإدارية فتكون، بحسب حميدان، بقدرة الشخص على إدارة عمله من خلال التزود بالمهارات المطلوبة، وخدمة الجمهور الذي يتعامل معه، وإدارة الاجتماعات وبناء فريق العمل ومهارات التفاوض والقيادة والاتصال.
وتبدو تنمية الشخصية للبعض أمرا مرتبطا بطريقة التربية المحفزة على النجاح المستمر. وفي هذا الصدد يرى المختص التربوي الدكتور محمد أبو السعود أن السعي لتنمية الشخصية لا يكون وليد الساعة.
ويرى د. أبو السعود أن التنمية تنشئة تراكمية سواء في المرحلة الدراسية المبكرة أو في الحياة العائلية والبيئة المحيطة، حتى يصل الشخص إلى مرحلة العمل والتي يستمر فيها السعي الى التزود بالمعارف والمهارات بشكل مستمر.
ويلفت إلى أنه إذا كان هناك رصيد عالٍ من التجارب التراكمية الناجحة والمحفزة على قوة الشخصية والتماسك، تكون الفرصة أكبر للعمل على تنمية الشخصية، معتبرا أن كثيرا من الأشخاص يقف عملهم على تطوير شخصيتهم عند مرحلة عمرية معينة.
وينصح أبو السعود الأهل اشراك الطفل في النشاطات اللامنهجية في المدرسة وتشجيعه على ممارسة الهوايات المفيدة، وإلحاقه ببرامج تدريبية مختلفة، رائيا أن كل هذه الأمور تقوم على بناء شخصية الإنسان المستقلة وتعزيز ثقته بنفسه.
وفيما يخص الكبار يقول أبو السعود إنه من الممكن لأي شخص أن ينمي شخصيته ويكسبها العمق المطلوب من خلال التزود بالمهارات المهنية والاجتماعية المختلفة.
ويؤشر على ذلك بمهارة إدارة الوقت وإدارة الأزمات وفنون التعامل مع الآخرين، من خلال الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتدرب على ضبط الانفعال وامتصاص غضب الآخرين، وإجادة مهارات الاتصال ووضع هدف دائم للحياة.
ويؤكد أبو السعود أن الاستسلام للروتين يقتل الطموح ويولد الشعور بالإحباط والكآبة والفشل، معتبرا أن المتابعة لكل مستجدات الحياة هي الأساس.
المفضلات