عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
دعوة للتفاؤل .... الحياة جميلة... لا تحرم نفسك من بهجتها وروعتها!!!
ما الذي يتحكم في رؤيتك ونظرتك للعالم من حولك؟؟؟؟
تخيل أن شخصين ركبا منطادا حلق بهما في السماء، وكان أحدهما يخاف من المرتفعات، فتقوقع في مكانه وسيطر عليه الفزع والهلع وتسارعت الأفكار في ذهنه... " يا الهي! يا الهي! سيتحطم بنا هذا المنطاد ونحترق في الهواء! سنموت جميعا!!!!” بينما كان الآخر في قمة الاستمتاع بتلك الرحلة والمنظر البديع من حوله، دون خوف أو رهبة من هذا الارتفاع الشاهق.
السؤال الآن: أي الشخصين حقق الهدف المرجو من هذه الرحلة؟؟؟
فكلا الشخصين مرا بنفس التجربة، إلا أن أحدهما استمتع بتلك الرحلة وعاش اللحظة أما الآخر فكان أهون عليه أن يضحي بنصف ممتلكاته ولا يتعرض لمثل هذا الموقف المرعب. إن الفرق بينهما يكمن في نظرتهما للواقع أو للعالم من حولهما.
اعلم جيدا أن نظرتك للعالم من حولك قد تكون سببا لسعادتك/ أو تعاستك في هذه الدنيا... لذا حاول أن تتحكم في رؤيتك ولا تجعل أي شخص مهما كان أن يؤثر عليها ويقضي على الأمل والتفاؤل.
لماذا يجب أن أكون متفائلا؟؟؟
إذا كنت من المميزين في هذه الدنيا ممن ينظرون للجانب المشرق للأمور، فسوف تشعر بالسعادة والرضا والاطمئنان النفسي مهما كانت المواقف التي تمر بها صعبة أو قاسية، فمثلا إذا تعرضت لحادث بالسيارة وأصبت ببعض الجروح الطفيفة، سوف تقول: “ حمدا لله! أنا أفضل حالا من جاري الذي أقعده المرض وجعله طريح الفراش منذ سنوات."
بالتأكيد لا يمكننا أن نفرض عليك أن تتبنى توجها أو رؤية مختلفة في حياتك، بل نحاول فقط أن نبرز بعض الفوائد التي قد تعود عليك من التفاؤل والايجابية، فتابع معنا السطور التالية:
1. التفاؤل خير وسيلة للنجاح والتميز
الشخص المتفائل يتخطي العقبات التي يراها الغير أمورا مستحيلة، وهو لا يسمح بأية صعوبات مهما كان حجمها أن تعرقل مسيرة كفاحه. قد يتهمه بعض المتشائمين بالجنون أو يستغربوا من إصراره على النجاح على الرغم من أن النتائج ليست مبشرة من وجهة نظرهم، لكنه لا يبالي بكافة المحبطات ويمضي قدما بحماس وهمة، فهو يعلم جيدا أن الأعمال بخواتيمها، ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا.
وصفحات التاريخ مليئة بآلاف الأمثلة المضيئة لقادة وعلماء بارزين حققوا انجازات باهرة كان يراها البعض ضربا من الخيال. فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واجه العديد من الصعوبات والعقبات في بداية دعوته لكنه لم يفقد همته ولا عزمه في إتمام رسالته ونشر مبادئ الإسلام السامية لتنقل العالم من ظلام الوثنية والجهل إلى نور الإسلام. بالتأكيد كان هناك فريق من المتشائمين ممن حاولوا بكافة الطرق ثني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عزمه، لكن الحبيب لم يرضى إلا أن يكون حسن الظن بالله فهو دائما ما يثق في قدرة المولى عز وجل في تيسير الأمور. وبالفعل نجح الحبيب المصطفى في رسالته بعد سنوات من الصبر والتحمل والإصرار والعمل الجاد والنظرة الايجابية.
تأمل معي قوله عندما أذاه قومه وكذبوه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. يا الله!!! أي تفاؤل هذا؟؟؟ أي نوع من الرجال كان هذا النبي العظيم؟؟؟ سبحانك يا ربي انه التفاؤل والنظرة الايجابية للمستقبل بغض النظر عما يحمله الحاضر من آلام وتحديات. وهذا ما نحتاجه الآن... نحن في حاجة لأن نتبع هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكما قال عز وجل " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً."
وبسؤاله عن شعوره بعد 800 محاولة فاشلة في صناعة المصباح الكهربي، رد توماس إديسون: “ من قال أنني أخفقت ثمانمائة مرة؟ أنا لم اخفق ولا مرة واحدة. كل ما فعلته هو أنني أثبت أن هناك 800 طريقة لا تصلح لعمل مصباح كهربي. وعندما أتوصل لكافة الطرق التي لا تجدي، فسأصل حتما إلي الحل الصحيح.”
وبعد سنوات عديدة من العمل والكفاح، أثبت توماس إديسون نجاح نظريته التفاؤلية الرائعة إذ تمكن أخيرا من صناعة المصباح الكهربي. وهكذا، أضاء إديسون العالم ليس فقط بنور مصباحه بل بتفاؤله أيضا.
2. التفاؤل يجعلك شخصية جذابة تحظى بالحب والاحترام بين الناس
يمتلك الشخص المتفائل روحا خفيفة تجذب الجميع إليه وتقربهم منه، فهو دائما محاط بأصدقائه ومحبوب بين زملائه في العمل لما يتميز به من قدرة رائعة على بث الثقة والحماس في نفوس من حوله. تخيل مثلا أنك اقترحت فكرة غير تقليدية لقضاء العطلة مع أصدقائك، ماذا تحب أن يكون رد فعلهم؟ أتحب أن يتحمسوا لفكرتك ويؤيدوها ، أم تحب أن ينفضوا من حولك ويحبطونك ويطلبوا منك أن تدعهم وشأنهم، ويبدأوا في الشكوى والتحدث عما يلاقوه من صعوبات ومشكلات في حياتهم اليومية.
3. التفاؤل يجعلك أكثر سعادة وإقبالا علي الحياة
فالشخص المتفائل يستمتع بحياته ويعيش اللحظة مهما كانت قاسية أو مؤلمة لأنه يؤمن أن الأمور سوف تتحسن وأن بإمكانه أن يتعلم أو يستفيد من الخبرات والمواقف التي يمر بها. لذلك، نادرا ما تجد المتفائل حزين أو يحمل الهموم، بل يقبل على الحياة ويستمتع بكل ما فيها.
4. التفاؤل يقوي المناعة
نعم ما قرأته صحيح فالتفاؤل يرفع من مناعة الجسم ومقاومته للأمراض. وربما كان السبب في ذلك أن المتفائلين هم أقل الناس عرضة للتوتر والضغط العصبي الذي يؤثر تأثيرا سلبيا علي صحتنا.
كيف أصبح متفائلا؟؟؟؟
والآن، وبعد أن اقتنعت بأهمية التفاؤل في حياتنا، يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي:" ماذا أفعل حتى أكون متفائل؟؟؟" الحل بسيط، فمن خلال بعض التقنيات يمكنك أن تكتسب هذه المهارة المميزة، تابع معنا السطور التالية واستعد لحياتك الجديدة التي لا مكان فيها للتشاؤم أو الحزن.
1. واظب على ممارسة بعض التمارين الرياضية
تزيد أعباء الحياة وهمومها من الإجهاد والتوتر والضغوط بداخلنا. وتعتبر الرياضة من أفضل الطرق التي تساعدنا علي التخلص من تلك الضغوط والشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي.
2. فكر بايجابية
عادة ما تؤثر معتقداتنا علي تصرفاتنا وتوجهاتنا في الحياة. فحينما تكون متفائلا ينعكس ذلك بدوره علي طريقة تفكيرك ورؤيتك للحياة والعالم من حولك. ولذلك، يجب أن تقوم بتصفية لمعتقداتك وأفكارك، وخذ منها ما يفيد فقط، ودع ما قد يعرقلك في مشوار حياتك. ابحث دائما عن الجانب الايجابي لأي موقف. واعلم جيدا أنه كلما فكرت بنوع من الايجابية ستشعر بالسلام النفسي والسعادة والرضا ، وتتحسن علاقاتك بمن حولك. كما يساعدك التفكير الايجابي أيضا علي تيسير أمور حياتك وتبسيطها، ويجعل الحياة أكثر راحة وأملا ونورا.
إليك بعض الإرشادات التي تعينك علي تطوير التفكير الايجابي داخلك:
استخدم الكلمات والعبارات الايجابية في حوارك الداخلي مع نفسك. استخدم بعض العبارات والألفاظ مثل: استطيع أن أقوم بذلك، يمكنني أن أجتاز هذه المحنة، من الممكن أن افعل كذا، يمكن تحقيق ذلك، وما إلى ذلك من العبارات التي يملأها التفاؤل والأمل في النجاح.
فكر بايجابية وكرر على نفسك عبارات مثل" كل شئ سيكون على ما يرام بإذن الله"، حتى وان كانت الظروف غير مواتية. وبمرور الوقت سيؤثر اتجاهك الفكري الايجابي علي حياتك وعلي الظروف وسيغيرها ويجعلها في صفك.
ركز على مشاعر السعادة، والقوة، والنجاح.
تجنب الأفكار السلبية، وتجاهلها ، واستبدلها بالأفكار الايجابية البناءة.
دعم حواراتك وحديثك مع الغير بكلمات تستحث مشاعر وصور ذهنية تملؤها القوة، السعادة، والنجاح.
قبل أن تبدأ في عمل ما حاول أن تتخيل نتائجه. فكلما كنت مؤمنا بقدرتك على تحقيق تلك النتائج كلما تحسن أداؤك وحققت نتائج أفضل مما كنت تتوقع.
اقرأ صفحة واحدة علي الأقل من كتاب مثير وملهم كل يوم.
مارس الأنشطة التي تبعث في نفسك الراحة والسعادة.
لا تصرف كثيرا من الوقت في متابعة الأخبار وتصفح الجرائد.
حاول أن توطد علاقاتك بالأشخاص الايجابيين والمتفائلين.
حافظ دائما علي الجلوس والسير معتدل الظهر، حيث يقوي ذلك من ثقتك بنفسك وقوتك الداخلية.
قم بممارسة بعض الأنشطة الرياضية كالمشي، السباحة، وما إلى ذلك.
املأ عقلك بالنور، والأمل، ومشاعر القوة، وسريعا ما ستنعكس تلك الأمور على حياتك.
3. وطد علاقتك بالأشخاص الايجابيين
شخصية الإنسان صورة من جلسائه، قال حكيم "نبئني عمن تصاحب أنبئك من أنت" لأن الإنسان مولع بالتقليد، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" لأن الإنسان يتأثر بمخالطة رفيقه وصديقه، عندما تمضي وقتك مع جماعة معينة، ستنعكس شخصيتهم وصفاتهم عليك. فتبدأ في استخدام إيماءاتهم، أو تفكر بنفس أسلوبهم. وهذا أمر طبيعي يحدث بشكل تلقائي دون قصد. ولذلك نقترح عليك أن تمضي وقتك مع المتفائلين الايجابيين، ولا إراديا ستتطبع بطباعهم، وتبدأ في استخدام إيماءاتهم وتفكر بطريقتهم.
4. ابتعد عن المحبطين والمتشائمين قدر الإمكان
حاول أن تحد من علاقتك بالمتشائمين وابتعد عن حزب أعداء النجاح ممن يتفننوا في وضع العراقيل والعقبات أمامك.
5. ابتسم دائما
قد تبدو لك هذه النصيحة تافهة وبسيطة، لكنها أثبتت فعاليتها في تعزيز الشعور بالتفاؤل والسعادة. حتى أن هناك بعض الدراسات التي تقترح فكرة " مثـــــّلها حتى تتقـــــنها .
6. تبنى ردود فعل ايجابية
حاول أن تكون ايجابي في استجاباتك وردود أفعالك، ولا تسمح أبدا للمواقف السلبية أن تسيطر عليك وتحبطك. حاول أن تستخدم تلك التقنية مع أصدقائك أيضا فإذا فقد صديقك عمله، يمكنك أن تبدي اسفك للأمر، لكنه ستساعده بشكل أفضل إذا ما ذكرته بصفاته الايجابية ومهاراته، وانجازاته السابقة في الحياة. وهكذا، يمكنك أن تخفف عنه وفي الوقت نفسه تلهمه وتشجعه علي عدم الاستسلام للحزن أو اليأس أو الإحباط وتعيد شحذ معنوياته حتى يبدأ من جديد.
7. احتفل بالإخفاقات
إذا تعرضت لموقف صعب ـ كفقدان العمل أو الإخفاق في الاختبار ـ لا تنظر إليه كنهاية العالم، بل حاول أن تقوم بأي نشاط محبب أو عمل سار قد يشتت تفكيرك بعيدا عن الألم والحزن الذي يسببه هذا الحدث المؤسف ويساعدك على تصفية ذهنك حتى تتمكن من التوصل إلى حلول عملية.
8. كن واسع الأفق وتقبل الرأي الآخر
حاول أن تجعل عقلك أكثر تفتحا للأفكار والمواقف الجديدة. استمع للآخرين وحاول أن تستفيد من أفكار وآراء من حولك. تقبل النقد بصدر رحب وانظر إليه كتغذية راجعة تساعدك على تحسين أدائك في المرات القادمة.
9. جدد حياتك وابتعد عن النمطية
يؤمن المتفائلون أن التغير أمر طبيعي ومطلوب في هذا العالم وأنه من نواميس الكون، لذا فهم متطورون دائما كي يتكيفوا مع هذا العالم دائم التغير.
10. كن مبدعا وابحث عن حلول جديدة
يميل المتفائلون إلى البحث عن حلول جديدة ومبتكرة، فهم لا يميلون إلى الحلول العامة التقليدية.
وككلمة أخيرة...
حرر نفسك من قيود التشاؤم، وأعطي لذاتك قدرها وامنحها فرصة للبدء من جديد والاستمتاع بالحياة. وضع الحكمة التالية نصب عينيك دائما...
إن خير الزهور زهرة لم نقطفها بعد..
إن خير البحور بحر لم تمخره سفننا بعد..
إن خير الأصدقاء صديق لم نتعرف عليه بعد..
إن خير الأيام يوم لم نعشه بعد..
المفضلات