الاتجاهات السلبية نحو المرضى نفسياً تمثل مشكلة كبيرة
الدعم الاجتماعي يسهم في التخلص من الاضطرابات النفسية والعضوية



500 مليون نسمة في العالم يعانون من إضطرابات نفسية
نجران: ريم الأحمد

يقدر عدد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بحوالي 500 مليون نسمة على مستوى العالم, منهم 40% نتيجة الاضطرابات النفسية و15% من السكان على الأقل مصابين نفسيا.
ويعاني ما نسبته 1-2% من السكان على الأقل من اضطراب نفسي شديد، 4-5% يكون لديهم اضطرابات عصبية أو عاطفية ,15-20% من المرضى الذين يراجعون المرافق الصحية العامة لا يعانون من اضطرابات عضوية لكنهم في حقيقة الأمر مكتئبون.
وبين الدكتور محمد منصور المساعد العلاجي بالصحة النفسية بنجران لـ"الوطن" أن مسببات الاضطراب النفسي متعددة العوامل (بيولوجية - نفسية - اجتماعية)،وأن المشكلات الاجتماعية في الطب النفسي تشمل العوامل الاجتماعية والثقافية والسلوك الطبيعي وغير الطبيعي، مشيرا إلى أن الدعم الاجتماعي يساهم في التعافي من الاضطرابات النفسية والعضوية ويؤدي إلى متابعة أفضل للحالات وبالتالي يمنع الانتكاسات السابقة, مثل الضغوط النفسية وصدمات الحياة الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية.
وأضاف أن الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي والاتجاهات السلبية نحو المرضى النفسيين تمثل مشكله كبيرة في الطب النفسي.
وقال إن تصنيف الاضطرابات النفسية يعتمد على تشخيص وتصنيف المرض وتصنف إلى:أمراض عضوية (العته والهذيان). أمراض غير عضوية إساءة استخدام المواد ( الكحول والعقاقير). اضطرابات ذهانية (الفصام والاضطرابات فصامية الشكل). اضطرابات المزاج (الاكتئاب _ القلق - الرهاب - اضطرابات التكيف - الهستيريا - الشكاوى العضوية المبهمة - الوهم العصبي). الاضطرابات الفسيولوجية (الأكل - النوم - الاضطرابات الجنسية). أمراض الطفولة ( التخلف العقلي) وأمراض الطفولة والاضطرابات الشخصية .
وأشار منصور إلى أن من الأمراض المنتشرة في الفترة الأخيرة الاكتئاب, فـ55% من عامة الناس يصابون بحالات الاكتئاب الخطير أثناء حياتهم و5% يصابون بحالات اكتئاب متوسط و10 % بأعراض اكتئابية عادية و30% احتمال الإصابة باكتئاب نفسي بسيط خلال حياة كل فرد. لافتا إلى أن 50% من مرضى الاكتئاب لا يتم تشخيصهم.
أما أهم الأعراض التي تصيب المكتئبين فهي (المزاج المكتئب- عدم الشعور بمباهج الحياة - الشعور بالدونية والذنب- ضعف في التركيز - الشعور بالخمول والكسل - أفكار انتحارية - فقدان الشهية والوزن أو الزيادة في الوزن - الأرق أو كثرة النوم- الانسحاب من الحياة - سرعة الإثارة والهيجان). وأضاف أيضا أن هناك الانتحار فهناك نسبة تتراوح ما بين 2 إلى 40 حالة من كل 100 ألف شخص في العام حول العالم.
أما عن العلاج لتلك الأمراض فيتعدد من علاج دوائي و علاج نفسي (إرشاد نفسي وخدمات اجتماعية - سلوكي - معرفي) والرعاية اللاحقة وكذلك العلاج بالصدمات الكهربائية لتنظيم إيقاع المخ والعلاج بالعمل الترفيهي والعلاج بالتأهيل الاجتماعي .
وبين أنه من الصعب التنبؤ بمآل دقيق للمرض النفسي فهناك علامات مباشرة بمآل حسن منها البدء الحاد للمرضى ووجود عوامل نفسية أو جسدية مترسبة للمرض, خلفية اجتماعية مستقرة وجود أعراض وجدانية.
أما عن الظواهر المنذرة بسوء الحال بداية تدريجية للمرض دوام الاضطرابات الفكرية والبنية الجسمية وتبلد المشاعر . هناك فحوص نمطية في الطب النفسي ولكنها تعتمد على الاستقصاءات الخاصة للحالة العقلية, استخدام اختبارات الوظائف النفسية (القياس النفسي) وهي مجموعة من القياسات والاختبارات تستخدم بحرص بواسطة الأخصائي النفسي وليس بواسطة الطبيب مثل قياس الذكاء - تنويم الشخصية. أيضا هناك الفحص الإشعاعي لاستبعاد الأسباب العضوية بالإضافة إلى الفحص المعملي.
من جهته قال مدير مستشفى الصحة النفسية بنجران صالح زبعان الصقور إن البنى التحتية للمراكز العلاجية والخدمات النفسية والاجتماعية في المنطقة متقدمة وبها كافة التجهيزات المتقدمة والكوادر البشرية المتخصصة، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من افتتاح عيادات نفسية بجميع مستشفيات المنطقة، إلى جانب افتتاح عيادة الطب النفسي بمستشفى الولادة والأطفال بالإضافة إلى برنامج الصحة النفسية المدرسية.
وذكر الصقور لـ"الوطن" أن هناك نشاطاً مشتركاً بين المستشفى وإدارة التوجيه والإرشاد بإدارة الصحة المدرسية من خلال إقامة المحاضرات ومناظرة الحالات التي تحتاج إلى مشورة أيضا هناك برنامج للعناية بالمرضى النفسيين المزمنين ومنع التدهور والانتكاسة وبرامج للعلاج بالعمل و برامج للعناية بالمرضى الخطرين والسجناء. كما تم التوسع في خدمات علاج الإدمان بالإضافة إلى جهود مستمرة لرفع مستوى الوعي وتكثيف برامج التثقيف على مستوى المنطقة.