يقولون من شب على الشىء شاب عليه والطبيعة جبل والطبع غلاب، فالطبع صعب التغيير وإذا غاب أخوك أسأل عن صحته ما تسأل عن طبعه فالطبع أو العادة فى علم النفس هى مجموعة من المظاهر والشعور والسلوك المكتسبة والموروثة التى تميز فرداً من اَخر ومن هنا أستطيع أن أقول تجرى فى عروقى واحدة من أندر فصائل الدم (O Negative) لا بل إنها الأندر على الإطلاق عطاء وأنفة حيث إن من شأنها أن تعطى أية فصيلة دم من فصائل الدم السبع الأخرى غير أنها تأبى أن تأخذ إلا من فصيلتها هى فحسب.

وهى حقيقة تحتمل أن تكون نعمة كما تحتمل أن تكون نقمة أو ما بين هذه وتلك أقول قولى هذا متسائلًا وباحثًا فى مسألة العلاقة بين كينونتنا الفسيولوجية والتشريحية والجينية وتلك الطبيعية الأخلاقية والسلوكية فهل هناك علاقة قائمة فعلًا كهذه العلاقة؟ هل دم الإنسان هو نفسه وطبعه وأخلاقه كما فى الأعتقاد اليهودى علمًا أن من معانى النفس فى العريية الدم أيضًا؟ أم أن كينونتنا الطبيعية والأخلاقية والسلوكية هى نتاج فعل تربوى تعليمى محض يتعرض له المرء منا فى فلك سنى عمره الإحدى والعشرين الأولى؟ إذ ليس عبثًا قال رسول الله: "لاعبه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعًا " ليأتى العلم الحديث فى قمة من قممه اليوم ويجزم بأن الإنسان منا بعد بلوغه الدورة الثالثة من عمره باعتبار كل سبع سنوات دورة لا يعود قابلًا لتقبل أى إرشاد تربوى أو تعليمى قد يغير فى حقيقة طبعه وسلوكه وأخلاقه.

ونظل بذلك متفائلين أكثر ممن يعتبرون السنوات الست الأولى من عمر الإنسان سنوات مصيرية فى تكوين شخصيته وأكثر طبعًا من المثل الشعبى القائل: "اللى طبعه اللبن ما يغيره غير الكفن". ثم هل يمكن أن يكون مجرد ندرة فصيلة دم أو رواجها سببًا لتميز أصحابها أو عاديتهم؟ أم أن مقدمة حديثى هذا جاءت لتؤدى وظيفتها التشويقية فحسب وسؤالى الاَن هل الطبع يغلب التطبع"؟ .. هل هى مقولة صحيحة؟؟!! فمن القناعات الخاطئة مقولة: الطبع يغلب التطبع أراها منتشرة جداً كذلك فى الإعلام وبين الناس قناعة فى غاية الخطورة تنسف فكرة التغيير دوماً للأحسن وتجعل الإنسان يعانى دائماً كلما حاول التغيير وهو لا يدرى سبب المعاناة الصحيح أن التطبع ينسف الطبع الحبو عند الطفل ينسف السكون وعدم الحركة ثم بعد فترة المشى ينسف الحبو ثم الجرى واللياقة نسفت مجرد المشى كذلك الكلام نسف البكاء والسكوت وغيرها. فأعلم أنك عندما تستمر سبعة أيام تقريباً على تغيير ما فإنك تنسف الطبع القديم واذا ما أستمريت بعد نسفه من سبعة إلى أربعة عشر يوماً تحول التطبع الجديد إلى طبع فأنا أقترح عليك عزيزى القارىء تغييرها إلى: الطبع ينسف بالتطبع فالطبع والوراثة قد يسببا قساوة القلب وقد تكون من أسباب القسوة طباع موروثة وهنا قد يسأل البعض منا؟؟ ما ذنب إنسان ورث طبعًا قاسيًا بينما غيره قد ولد وديعًا وليس فى حاجة إلى بذل مجهود لمقاومة قسوة فيه؟!

وهنا نقول إن الطبع يمكن تغييره مهما كان مورثاً والذى يبذل جهدًا لتغيير طبعه تكون مكافأته عند الله أكثروفى النهاية أقول لك قم الآن وتحكم فى نفسك ومستقبلك كيفما شئت باختيار الطباع التى تحلم أن تكون فيك قم استمتع بتغيير ذاتك وتذكر دوماً حديث النبى الكريم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم. فغريب طبع الإنسان متزعزع مهدوم الوجدان.

سريع اليأس سريع الحزن سريع النسيـان يخشى الناس حتى نفسه يخشى فشله حتى نجاحه قليل الإيمان سار يوماً يطلب نصحاً يطلب إرشاداً يطلب أملاً يطلب إحسـان. فكلما سأل أخيه الإنسان؟؟ أو رأى حالة ما زاده إلا حسرة وأشجـان. فمضى فى حيرة يسأل كل شئ حوله يسأل.. حتى الزمـــــان. إلى أن مر بجذع الشجره نظر إليها وقال.... حتى أنتى قسى عليك الزمان. مالى أراكــــى رغم ذبولك... رغم سقوط غصونك شامخه كالبنيان. قالت.. فاسمع منى يا إنســــــــان.. لعلك تعى حقيقة تلك الأيام. نحن بنى الأشجار يأتى علينا ربيع وخريف وعواصف قد نفقد الأوراق.. أو تذبل الأغصان.. أن كان اليوم عاصف فغداً سيكون هادئ.. أن كان الريح قاسى فغداً نلقى النسائم فبداخلنا تكون الحياة يكون الأيمان. فنصيحتى لك الآن أن تذهب عنى يا إنسان وتعالى بعد مرور الأيام وستجدنى كأن شيئا لم يكن كان فهذه هى حكمة الرحمن والآن قل لى: ماذا عنك أنت يا إنسان؟؟