اكتشف قدرتك على الرفض

«هناك العديد من الطرق للنجاح، ولكن الفشل له طريق واحد مؤكد؛وهو محاولة إرضاء الآخرين جميعاً.»
-بينجامين فرانكلين


هل سبق وشعرت بالذنب عندما قلت للآخرين " لا" ؟ عندما يطلب الناس منك أشياءً، هل تتعامل مع طلباتهم على أنها أوامر واجبة النفاذ؟ فقد العديدون قدرتهم على قول لا؛ على الرفض بدون أن يشعروا بالذنب. يهيئنا وجودنا داخل المجتمع لأن نتعامل بود ونوفر وسائل الراحة للآخرين. هذا صحيح، لأن أحوال المجتمع لن تستقيم إذا فعل الناس أي شيء يريدونه طوال الوقت.
ورغم ذلك بعض الناس تأخذهم الحماسة وببساطة لا يستطيعون أن يرفضوا! أما نسبة الثلاثة في المائة فهم على الجانب الآخر يعون ضرورة التزام المرء بجدول أعماله عندما يتعارض مع جدول أعمال الآخرين.
تعلّم السعداء الأثرياء كيف يرفضون بدون إثارة استياء الآخرين. عندما تستطيع أن ترفض بابتسامة، ستكون قد أتقنت أحد أهم خطوات الشفرة السرية للنجاح.

اكتشف قدرتك على الرفض

نتناول الآن الخطوة 6، وهي: اكتشف قدرتك على الرفض. نظراً لأن أغلب الناس قد فقدوا القدرة على الرفض، فمن الضروري استعادة هذه القدرة. بوسعي أن أقول لك الآن: " حسناً، من الضروري أن تقول لا، أتعي هذا؟" ولكن المسألة أكثر تعقيداً من هذا. ربما تحدث مدربو النجاح التقليديون عن أهمية الرفض؛ ولكنهم لم يوضحوا لنا كيف نفعل هذا.
من خلال العمل مع عشرات الآلاف من الطلاب في حلقاتي الدراسية وبرامجي الإرشادية، أدركت أن قول " لا" ليس بالسهولة التي يبدو عليها. لو كان كذلك، لما رأينا حولنا كل هؤلاء الخاضعين والمتخصصين في إرضاء الآخرين!
بعد العمل مع آلاف الأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على الرفض أدركت أن هناك ثلاثة جوانب مختلفة لاكتشاف قدرتك على الرفض لابد أن تجيدها إذا أردت أن تتخلى عن وظيفة إرضاء الآخرين وتبدأ في عيش الحياة التي قدرت لك. يحتم عليك أن تكتشف قدرتك على رفض مطالب نفسك، ورفض مطالب الآخرين ورفض ما يتنافى مع دورك في الحياة. لنشرح كل منهم بالترتيب...

اكتشف قدرتك على رفض مطالب نفسك
بينما نعرف أن العديد من الناس يواجهون صعوبة في رفض مطالب الآخرين، ألم يسبق لك أن لاقيت صعوبة في رفض مطالب نفسك؟ تحدثنا في فصل سابق عن حقيقة أن الموارد البشرية الثلاثة التي لا نمتلك غيرها على الأرض هي الوقت والطاقة والمال. حسناً، ماذا لو كنت تفعل ما يهدر مواردك البشرية الثمينة؟ هل ستبلغ مطلبك؟ قد تنجح في ذلك، ولكن سيستغرق بالتأكيد وقتاً أطول مما ينبغي.
لتكتشف قدرتك على رفض مطالب نفسك عليك أن تراجع الأنشطة التي تقوم بها، وتحدد أيها سمحت باستمراره رغم أنه يستنزف وقتك ومالك وطاقتك. لقد ألقينا نظرة على نظام أنشطتك في الخطوة 3، ولكن هل أعملت هذا النظام بالفعل بطريقة صحيحة؟