عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
فن الإستمتاع1
" السعادة .... تلك هي الكلمة التي رسمها كل شخص في مخيلته وحلُم بها ....
منهم من يراها في المال ومنهم من يراها في الحب ومنهم من يراها في الزواج .... وغير ذلك .
هذا الملخص من كتاب فن الاستمتاع .... ستجدون به ما تبحثون عنه بإذن الله .
كثيراً ما نشاهد الأقرباء والأصدقاء يتعرضون لأزمات صحية وغيرها .... فتنقلب حياتهم رأساً على عقب وتصبح السعادة لديهم حلما يصعب الوصول إليه ....
كثر الحديث عن السعادة المفقودة في حياتنا المعاصرة وكتبت عنها مئات الكتب باللغات المختلفة ،
وفتحت لها مئات المواقع في الإنترنت ....
أولا : الإنسان ذلك المخلوق المتطور ..
لقد خلق الله الإنسان وأودع فيه قدرات ذاتية هائلة عمد بعض الناس إلى اكتشاف وتفعيل هذه القدرات فحصلوا على نتائج مذهلة ،،
وقام البعض الأخر منهم على اكتشاف المزيد والمزيد من هذه القدرات المودعة في ذلك المخلوق الذي خلقه الله من مركبات أساسية للتربة من معادن ومكونات ثم نفخ به الروح وأصبح يباهي به عند ملائكته الكرام لنعلم أن هذا المخلوق الذكي العجيب المعقد للغاية قد أمر ملائكته بالسجود له تبجيلا وتقديراً ،،
هذا الإنسان الذي ابتكر العجائب وحقق الانتصارات الخارجية لم يعمل بما فيه الكفاية لاكتشاف حقيقته وداخله أكثر ،،
إن المجال الذي يحتاج إلى ارتياد ومزيد من البحث والدراسة والتحليل والتجارب هو مجال اكتشاف القدرات الكامنة في البناء الداخلي للإنسان <<وفي أنفسكم أفلا تبصرون>> ..
فلنأخذ على سبيل المثال علاقة الدماغ مع القلب فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لااكثر ولا اقل..
مثلث الاستمتاع..
كثيرة الأسئلة التي تدور حول السعادة وماهي العناصر الأساسية المتحكمة في مشاعر السعادة والشقاء في حياة الإنسان..
نستطيع أن نرسم مثلث بأضلاعه الثلاث بشرط أن يكون متساوي الأضلاع نسمي كل ضلع بمسمى خاص ضلع العقل وضلع الجسد وضلع الروح وسوف نطلق على هذا المثلث مثلث الاستمتاع..
هذه الأضلاع عبارة عن قوى متساوية فالقوة الجسدية تدفع المرء إلى حب البقاء والتملك والحرية والنوم والأكل والسيطرة وغيرها وقد تطغى هذه القوة عن بقية القوى فتظهر بأشكال كالأنانية والكبر وقد تضمر لتظهر الانطوائية والغموض..
أما القوى العقلية فهي تدفع المرء لحب التعلم والاستطلاع والاكتشاف والتأمل والتحليل والحساب والقياس ..
وتظهر آثارها على الشخص بالحكمة والثقافة وأسلوب الإقناع والربط وتبسيط الأمور..
والقوة الروحية هي التي تدفع المرء للحب والعواطف والرضا والقناعة والسمو وحب القيم والعطاء والتضحية وتظهر آثارها بالطمأنينة وقوة الشخصية والراحة والقدرة على التأثير..
هذا التحليل النظري نستنتج منه عدة أمور
فالمثلث الهندسي متساوي الأضلاع تتوازن قواه عندما يحصل التكافؤ بمعنى مقدار هذه القوى تكون متساوية فلا يطغى منها على الآخر ومتتالية أيضا عندما نتخيل هذا المثلث بقواه المتتالية انه يدور حول محور واحد وباتجاه واحد وستتولد منه طاقة حركية متساوية فيمثل شكل دائري متوازن وهو الشكل النموذجي الأمثل للاستمتاع الإنساني المتوازن لكن عندما تفقد هذه الدائرة .......
المفضلات