مدخل:- مفهوم السلامة والصحة المهنية:- تعرف السلامة والصحة المهنية بأنها العلم الذي يهتم بالحفاظ على سلامة الإنسان وصحته، وذلك بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية، أو بعبارة أخرى هي مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة، والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع. وتدخل السلامة والصحة المهنية في كل مجالات الحياة، فعندما نتعامل مع الكهرباء أو الأجهزة المنزلية الكهربائية فلا غنى عن اتباع قواعد السلامة وأصولها، وعند قيادة السيارات أو حتى السير في الشوارع، فإننا نحتاج إلى إتباع قواعد وأصول السلامة، وبديهي أنه داخل المصانع وأماكن العمل المختلفة وفي المنشآت التعليمية، فإننا نحتاج إلى قواعد السلامة، بل إننا يمكننا القول بأنه عند تناول الأدوية للعلاج أو الطعام لنمو أجسامنا فإننا نحتاج إلى إتباع قواعد السلامة. الأهداف العامة التي تسعى السلامة والصحة المهنية إلى تحقيقها:- 1. حماية العنصر البشري من الإصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل وذلك بمنع تعرضهم للحوادث والإصابات والأمراض المهنية. 2. الحفاظ على مقـومات العنصر المادي المتمثل في المنشآت وما تحتويه من أجهزة ومعدات من التلف والضياع نتيجة للحوادث. 3. توفير اشتراطات السلامة و الصحة المهنية كافة وتنفيذها والتي تكفل توفير بيئة آمنة تحقق الوقاية من المخاطر للعنصرين البشري والمادي. وجمل القول أن السلامة والصحة المهنية تهدف كمنهج علمي إلى تثبيت الأمان والطمأنينة في قلوب العاملين أثناء قيامهم بأعمالهم، والحـد من نوبات القلق والفزع التي تنتابهم وهم يتعايشون بحكم ضروريات الحياة مع أدوات ومواد وآلات يكمن بين ثناياها الخطر الذي يهـدد حياتهم وتحت ظروف غير مأمونة تعرض حياتهم بين وقت وآخر لأخطار فادحة. ولكي تتحقق الأهداف السابق ذكرها لابد من توافر المقومات التالية :- 1. التخطيط الفني السليم والهادف لأسس الوقاية في المنشآت. 2. التشريع النابع من الحاجة إلى تنفيذ هذا التخطيط الفني. 3. التنفيذ المبنى على الأسس العلمية السليمة. ) ما هي الحرائـــق؟ الحرائق تبدأ عادة على نطاق ضيق لأن معظمها ينشأ من مستصغر الشرر، بسبب إهمال في إتباع طرق الوقاية من الحرائق، ولكنها سرعان ما تنتشر إذا لم يبادر بإطفائها مخلفة خسائر ومخاطر فادحة في الأرواح والممتلكات والأموال والمنشآت، ونظراً لتواجد كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال في كل ما يحيط بنا من أشياء، وفي مختلف مواقع تواجدنا والبيئة المحيطة بنا في البيت والشارع والمدرسة والجامعة ومكان العمل وفي أماكن النزهة والاستجمام وغيرها من المواقع، والتي لو توفرت لها بقية عناصر الحريق لألحقت بنا وبممتلكاتنا خسائر باهظة التكاليف. لذلك يجب علينا اتخاذ التدابير الوقائية من أخطار نشوب الحرائق لمنع حدوثها والقضاء على مسبباتها، وتحقيق إمكانية السيطرة عليها في حالة نشوبها وإخمادها في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر. (المركز الوطني للمعلومات، رئاسة الجمهورية اليمنية) النسبة المئوية للحروق ومساحتها:- تتراوح نسب الحروق الخاصة بالجسم بالنسبة لحروق الفخذ الأيمن 18%، و حروق الفخذ الأيسر 18%، و حروق الزراع الأيسر 9%، وحروق الظهر 18%، وحروق البطن 18%، وحروق الرأس والرقبة 10%.(المركز القومي لدراسات الأمن الصناعي – الإدارة العامة للتدريب). عملية الاحتراق (نظرية الاشتعال):- هي تلك الظاهرة الكيميائية التي تحدث نتيجة اتحاد المادة المشتعلة بأكسجين الهواء بعامل تأثير درجة حرارة معينة لكل مادة من المواد، وتختلف درجـة هذه الحرارة بالنسبة لكل مادة وتسمى (نقطة الاشتعال)، ويتضح من ذلك أنه لكي يحدث حريق يجب أن تتوافـر ثلاثة عناصر هي الوقود والحرارة والأكسجين وهو ما يطلق عليه مثلث الاشتعال:- 1. الوقود: ويوجد في صورة صلبة مثل (الخشب.الورق.القماش....الخ) والحالة السائلة وشبه السائلة (مثل الشحوم بجميع أنواعها والزيوت، البنزين، الكحول...الخ) والحالة الغازية مثل(غاز البوتان.الاستلين.الميثان..ا لخ). 2. الحرارة: أي بلوغ درجة الحرارة إلى الدرجـة اللازمة للاشتعال ومصدرها (الشرر، اللهب،الاحتكاك، أشعة الشمس، التفاعلات الكيميائية …الخ). 3. الأكسجين: يتوافــر الأكسجين في الهواء الجوى بنسبة (19-21%). ومع ذلك فقد أوضحت الدراسات الحديثة أنه يوجد أربعة عوامل متداخلة لحدوث الحريق وليست ثلاثة، وهذه العوامل هي (الوقود - الحرارة - الأكسجين - التفاعل المتسلسل). كيفية انتقال الحرارة:- الأجسام تتبادل الحرارة مع ما حولها، أي أن درجة حرارتها في الظروف المعتادة غير ثابتة، أي أن الحرارة تنتقل من الجسم الساخن إلى الجسم الذي يقل عنه في درجة الحرارة، ويحدث ذلك بإحدى الوسائل التالية:- 1. الملامسة - التوصيل:- انتقال الحرارة بالتوصيل يتم بالملامسة المباشرة أو من خلال موصل، مثلما يحدث في حالة ملامس اليد لوعاء ساخن إذ تنتقل الحرارة من الوعاء إلي اليد خلال الموصل وتختلف المعادن في درجة قابليتها للتوصيل فبعضها موصل جيد للحرارة والبعض الآخر غير موصل للحرارة، كما أن الحرارة تنتقل في السوائل والغازات لتغير الكثافة وتبعاً لتغير درجة الحرارة. 2. تيارات الحمل:- تنتقل الحرارة في السوائل والغازات نظراً لتغير الكثافة تبعاً لتغير درجة الحرارة وهي تنتقل بواسطة تيارات الحمل ويتم الانتقال من أسفل إلى أعلى ويمكن ملاحظة انتقال الحرارة بالحمل كما في شبكة أنابيب المياه الساخنة بالمباني ومداخن الأفران والدفايات وانتشار النار في حرائق المباني من الطوابق السفلية إلى العلوية. 3. الإشــــعاع:- الأشعة الحرارية تمتصها بعض الأجسام ويعكسها البعض الآخر فالأجسام السوداء أو المعتمة تمتص حرارة أكبر من الأجسام اللامعة أو ذات السطح المصقول البراق، ويكون انتقال الحرارة في الهواء على شكل موجات بالإشعاع الحراري كالأشعة الضوئية والهواء لا يمتص الحرارة بل ينقلها من مصدرها إلى أن تصطدم بجسم ما فإذا كان معتماً يمتصها فترتفع درجة الحرارة، أما إذا كان لامعاً أو سطح مصقول فإنه يعكس الحرارة إلى الهواء. (مهند الشيخلي)( طرق إطفاء الحرائق (نظرية الإطفاء):- تعتمد نظرية إطفاء الحريق على الحد من تعاصر عامل أو أكثر من العوامل الثلاثة السابق ذكرها المحدثة للحريق، أي أن نظرية الإطفاء تعتمد على كسر مثلث الاشتعال بإزالة أحد أضلاعه أو كل أضلاعه و لذلك تخضع عمليات الإطفاء لثلاث وسائل هي:- أولاً: تبريد الحريق:- ويقصد به تخفيض درجة حرارة المادة المشتعلة، وذلك باستخدام المياه والتي يتم قذفها على الحريق وتعتمد هذه الوسيلة أساساً على قـدرة امتصاص الماء لحرارة المادة المشتعلة فيها النار، ويلاقى الماء عند استخدامه لأغراض التبريد نوعين من التغيرات فإنه ترتفع درجة حرارته إلى أن تصل إلى درجة غليانه وتحوله إلى بخار يعلو سطح الحريق، ويفيد ذلك في عمليات كتم النيران بإنقاص نسبة أكسجين الهـواء.