علم النفس
التخاطر (التليباثي)

لعلّ اشتقاق الكلمة يوضح المعنى: فالخاطرة هي الفكرة، وخطر لي الأمر أي فكّرت فيه، والتخاطر هو تبادل الفعل أي تبادل الأفكار، وهو هنا انتقال الفكر من شخص إلى آخر بدون وسيلة مادية، وقد يكون عن قرب أو عن بعد. وبتعبير آخر، التخاطر يعني القدرة على رؤية أو على قراءة الآخرين مباشرة، وهو بهذا يُعدُّ وسيلة من وسائل الإدراك خارج الحواس.
والتخاطر كبقية الظواهر الروحية، لم يحظَ بالبحث العلمي إلا حديثاً رغم أنه ظاهرة تعجُّ بها حياتنا العادية. وإننا منهمكون بشبكة من العلاقات التخاطرية على هذا المستوى أو ذاك، إذ لا شك أنه حدث لكل منا أن لاحظ شخصين أو أكثر يتثاءبان معاً وفي نفس الوقت، أو لاحظ كيف تنتقل عدوى الانفعالات كالضحك أو البكاء وغيرها من شخص لآخر. وهذا يشمل كافة الانفعالات الودية أو العدائية التي تثير نشاطاً انفعالياً مماثلاً لدى الآخرين مما يشير إلى أن السيرورات النفسية التي تحدث لإنسان تملك قابلية الانتقال والعدوى.
وقد يحدث أن تجد نفسك تفكر فجأة بشخص معين وبدون سبب استدعى هذا التفكير، وربما يكون قد مضى وقت طويل لم يخطر أثناءه ببالك، ثم إذا بك تجده أمامك. وهذا شكل آخر من أشكال التخاطر.
وتبرز الصلات التخاطرية بين التوائم، على نحو واضح إذ لوحظ أن أي تغيير في الذبذبات المخية لدى التوأم، يتبعه تبدل مشابه عند التوأم الآخر. وفي الغالب فإن نوع الإحساس أو المعاناة الذي يحسه أو يعانيه أحدهما يجد ترجيعاً له عند الآخر. وهذا النوع من الإيقاع التخاطري يحدث عادة بين الأم وأولادها، وبين أعضاء الأسرة الواحدة، وبين الأصدقاء الحميمين، بغض النظر من أين يبدأ الإرسال التخاطري ومن هو المتلقي، فالتجارب تتضمن ما يغطي كل هذه الحالات.

أسس التخاطر العلمية

أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان.
نعم فإن خلايا المخ عند الإنسان والتي تعد بالملايين تقوم بعدة مهام عن طريق إرسال الإشارات الكهربية فيما بينها، وهذه الإشارات الكهربية بدورها تكون بمثابة الأمر المرسل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحريك الأعضاء والإحساس والقيام بتوصيل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس، فتقوم بتوصيل الأوامر من المخ إلى الأعضاء من خلال الأعصاب.


ومن هنا يمكننا القول : إن جميع العمليات التي يقوم بها مخ أو عقل الإنسان يصدر عنها كمية معينة من الطاقة يمكن تمييزها عن غيرها بالقدر التي تسمح به إمكانيات الأجهزة المستعملة حالياً.

والأمر كذلـك يمكن تمثيـله بجهاز يـقوم بـإرسال إشارات كهرومغناطيسية لها مدلول معين يقوم جهاز آخر باستقبال هذه الإشارات وحل شفرتها ومعرفة مدلولها

وجهاز الاستقبال هذا هو عقل الإنسان الآخر الذي وهبه الله القدرة على الشعور بهذه الموجات واستقبالها وترجمتها عقلياً إلى الأفكار التي ترد في عقل الأول <==== هنا شبه بين عقل الانسان وتقنية البلوتوث Bluetooth سبحان الله
فهذه التقنيه تعتمد على نقل الملفات و البيانات من جهاز الى جهاز آخر عن طريق الموجات و بدون اسلاك ..


هناك من تأتيه هذه المقدرة بسهولة , هناك من يصل فقط إلى البداية ولا يستطيع أن يكمل .. قد يرتبط ذلك بصفاءه الروحي.. وبايمانه بوجود هذه القدرات , والمفتاح او السر هنا في التأمل و التركيز ..وبالطبع بالتمرن الاكثر تحصل على الافضل


المحبين هم اكثر قدرة على التخاطر, خاصة بأن ارواحهم تآلفت كما يقول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) .. إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر .. ومن هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة , الاصدقاء الحميمون, إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة , إحساس البعض بموت احد اعضاء عائلته ..

راي الدين في علم التخاطر وهل هو صحيح

سئل الشيخ / سلمان بن فهد العوده

التخاطر ونقل الأفكار عبر الأميال، هل يوافق الشرع؟ وهل صحيح أن المشاعر تنتقل من شخص إلى آخر، بحيث يؤثر على الشخص بمشاعره؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب:
يذكر بعض العلماء ما يسمى بالتخاطر عن بعد، أو (التلباثي)، ويستشهدون بقصة عمر رضي الله عنه (يا سارية الجبل) وقد يحدث مثل هذا لأفراد بأعيانهم في ظروف خاصة، والله أعلم
ولا يستغرب انتقال المشاعرمن شخص إلى آخر لشدة التلاحم بينهما، وقد ذكر ابن تيمية هذا المعنى، وقول بعضهم: «غبت بك عني فظننت أنك أني...».

:

اما قصه ساريه الجبل
حين وقف عمر بن الخطاب على المنبر يخطب في المسلمين لصلاة الجمعة وكان جيش المسلمين في احدى غزواته بعيدا عن الأر-ض الحجازية وكان سارية هو قائد جيش المسلمين ، لقد أحس عمر بن الخطاب وهو على المنبر ان جيش المسلمين في مأزق حقيقي وانه ينبغي عليه أن يحتمى بالجبل ، كان عمر على بعد آلاف الاميال من الجيش حين قطع خطبة الصلاة ونادى بأعلى صوته : يا سارية الجبل أي احتمي بالجبل العجيب ان هذا الاحساس بالخطر انتقل الى سارية فأمر جيشه بالاحتماء بالجبل مما فوت الفرصة على المشركين.