السعادة، هذا ما نسعى جميعا لإيجاده والحفاظ عليه، لكنه مفهوم متغير عند الناس، فكل واحد يعرف السعادة حسب رغبته، البعض يظن أن السعادة تكمن في الثراء، في الشهرة، في منصب مرموق ومكانة اجتماعية رفيعة، في كثرة العلاقات… إلخ.

لكن من أكثر التعاريف المقبولة من وجهة نظر علم النفس هو تعريف العالم النفساني ويليام جيمس، الذي عرف السعادة بقوله “السعادة هي الدافع السري الذي يحرك الإنسان ويقوده بالحياة”.

من هذا التعريف يمكن الاتفاق على أن السعادة هو ذلك الشعور الداخلي بالرضا والقناعة عن الحياة وعن النفس، السعادة هي ذلك الشعور النفسي عندما نقوم بعمل صالح ونبيل، السعادة شعور داخلي يشيع في النفس سكينة وطمأنينة، السعادة هي ما يضفي على النفس البهجة، السعادة هي شعور عميق بالرضى والقناعة والراحة النفسية، السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق تباع وتشترى، فيشتريها الأغنياء، ويحرم منها الفقراء…

ولكنها سلعة ربانية تبذل فيها النفوس والمُنهج لتحصيلها والظفر بها، السعادة في ترك الغل والحسد والنظر إلى ما في أيدي الآخرين. تابع القراءة لتعرف كيف تكون سعيدا.







1.الإيمان بالله تعالى. فلا سعادة بغير الإيمان بالله تعالى، بل إن السعادة تزداد وتضعف بحسب هذا الإيمان، فكلما كان الإيمان قويا كانت السعادة أعظم، وكلما ضعف الإيمان، ازداد القلق والاكتئاب والتفكير السلبي مما يؤدي إلى مرارة العيش أو التعاسة في الحياة.





2 النظرة المتفائلة للحياة. عليك النظر للحياة بشكل متفائل والإيمان بالله واليقين دائما أن الخير قادم وأن مستقبلك سيكون أفضل حال مما هو عليه الآن.

كن مثل أولئك الذين ينظرون إلى النصف الممتلئ من كأس الماء وليس من الذين ينظرون فقط إلى النصف الفارغ من الكأس. عليك أن تشعر بالامتنان العميق لما تملكه، لأن هنالك الكثير ممن هم أقل حظاً منك في حياتهم، وأحلامهم الكبيرة هي ما تعيشه وتمتلكه أنت.


عليك بالنظر إلى الجانب الإيجابي في كل الأمور والنظر إلى الجانب الجيد في الأمور السيئة التي حصلت، مثلا هل فقدت عملك؟ الآن لديك الفرصة لتبحث عن عمل أفضل، هل خانك أحد أصدقائك؟ الآن لديك الفرصة لتجد أصدقاء أفضل وألا تقع في نفس ما حدث. انظر إلى وضعك الحالي (مهما كان صعبا) ثم انظر إلى مدى صعوبة وضع بعض الناس، كن سعيدا وشكورا لأنك لست على حالهم. تعلم الاستمتاع بحياتك.





3 تملك نفسك. هذا يعني أن تتقبل بسرور شخصيتك، طريقة كلامك، مظهرك، صوتك، شكلك… والأهم “أنت”. عليك أن تكون مرتاحا وأن تتقبل ما أنت عليه، فلا أحد منا قادر على اختيار هذه الأمور، عليك أن توصل للآخرين بشكل غير مباشر “هذا أنا، اعتبر أو اترك”



. 4 سعادة الجسم. قد يبدو هذا غريبا بعض الشيء، لكن النفس والدماغ ليسا فقط من يستحقان السعادة. وجد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية، الوجبات الغذائية الصحية وساعات النوم الكافية هم مفاتيح لزيادة السعادة والبقاء على هذا النحو. لدى الناس النشيطة معدلات أعلى من الحماس والإثارة، يرى العلماء أن ممارسة التمارين الرياضية تجعل الدماغ ينتج مواد كيمائية تسمى الاندورفين والذي يرفع من مزاج الإنسان.





5 مقابلة متطلبات الحياة. المال ليس مفتاح السعادة، والسعادة لا تشترى بالمال، لكن الفقر يؤثر على نظرة الإنسان للحياة خاصة إذا كان هذا الفقر حادا لدرجة أن الإنسان لا يجد ما يأكل ويلبس. على الإنسان تحقيق قدر من المال يكفيه لتحقيق هذه المتطلبات التي تتمثل في الأكل واللبس والمأوى.






6 التخلص من القلق. القلق المستمر هو سبب الحزن والاكتئاب، كما أنه يربط أفكار الإنسان بكل ما هو سيء، ويجعل تفكيره سلبيا دائما، وبالتالي الفشل في الحياة. حاول اكتشاف أسباب القلق لديك، ثم عالج كل سبب على حدة.





7 الإبتسامة. ابتسم سواء كنت سعيدا أم لا، فالإفتسامة ترفع من مزاج الإنسان، كما أن الإبتسامة تعزز السعادة في النفس، والسعادة بدورها سبب في الإبتسامة.




8 الرحمة والود وحب الآخرين. عليك بالقيام بالأعمال الصالحة والنبيلة ومساعدة المحتاجين، فكل أعمال الخير تزرع في النفس ذرة من السعادة والرضى والقناعة. كشفت دراسة تصويرية للدماغ (حيث يقوم العلماء بتصوير نشاط الدماغ عندما يكون الفرد يقوم بنشاط ما) أن الناس يكتسبون قدرا أكبر من السعادة عندما يشاهدون غيرهم يتصدق ويساعد المحتاجين، عكس الذين يتلقون المساعدة.




فكر في طريقة سهلة وسريعة وفعالة، تمكنك من جعل المجتمع مكان أفضل، قم مثلا بمساعدة الفقراء واليتامى بتوزيع الطعام والملابس من أجل رسم البسمة في وجوههم.


نصائح كن مخلصا لجميع أصدقائك وتجنب النميمة لأنها ستفقدهم الثقة بك.

حاول قدر الإمكان أن تقضي معظم وقت فراغك مع الناس الذين تحبهم و ترتاح لهم و تفرح بوجودهم حولك. إبحث دائما واعمل جاهدا على أداء أشياء تستمتع بأدائها.

لا تفكر بالأشياء السلبية التي تجلب لك مشاعر الضيق و الحزن، و فكر دائما بالجوانب الإيجابية في حياتك و سبل تعزيزها. نظم وقتك بين العمل والاسترخاء و الراحة و التوازن بين الاثنين، معناه التوازن بين متطلبات الجسم و العقل. انتهز أي فرصة للخروج من روتين الحياة اليومية،

فالتنويع يعطي للحياة نكهة. اعتني بصحتك الجسدية من خلال النشاط الحركي و التغذية السليمة و المعدات الصحية السليمة، و تذكر بأن راحة العقل هي في سلامة الجسد والعكس صحيح أيضا.

تذكر دائما بأن الحياة ليست سعادة على الدوام ولا حزنا على الدوام بل بين الاثنين، وبالتالي تقبل مشاكل الحياة وحاول التكيف معها، وتذكر أيضا بأن لكل عقدة حلا، والمهم أن تنظر بتفاؤل للمستقبل، ولا تلتفت للماضي، بل عش يومك.