كما تفكرون ... تكونون


يروى ' فرانك هويلى ' قصته قائلا :
كنت أقلق من أجل كل شئ .. من أجل نحافتى ، ومن اجل تساقط شعر رأسى ، وكنت أخشى ألا استطيع الزواج من الفتاه التى أريدها ، ألا احيا الحياة التى أشتهيها ، وكنت أقلق من اجل الاثر الذى اتركه فى الناس ومن اجل ظنى اننى مصاب بقرحه فى المعدة ولم استطع الاستمرار فى عملى فتركته وإزداد بى التوتر حتى غدوت كمرجل يغلى وما له من صمام امان واصبت بانهيار عصبى ..



وكان الإنهيار العصبى الذى اصابنى من الشده بحيث لم استطع ان اكلم احدا حتى من اهلى ولم تعد لى سيطره على افكارى حتى كنت اهب فزها لاقل صوت اسمعه وتجنبت الناس جميعا واصبحت انفجر باكيا بين الحين والحين بغير سبب على الاطلاق
كانت ايامى فى ذلك الوقت محنا متواليه واحسست ان البشر جميعا تخلت عنى
وقررت بدلا من الانتحار ان ارحل الى فلوريدا على امل ان اجد العون هناك فلما ارتقيت درجات القطار سلمنى ابى مظروفا وأوصانى ألا افتحه حتى اصل الى فلوريدا
وعندما وضعت قدماى ارض فلوريدا لم اجد غرفه واحده خاليه فى فندق ثم وجدت اخيرا غرفه داخل جراج وحاولت بعد ذلك ان التحق بعمل على باخره شحن تعمل خارج ميامى ولكنى لم اوفق !!!



ومن ثم كنت اقضى الوقت كله على الشاطئ .. لقد عانيت فى فلوريدا بؤسا اشد مما عانيت فى بلدتى ، وفتحت المظروف الذى اعطانيه والدى وقرأت فيه :

(( ولدى أنك الان على بعد الف وخمسمائه ميل من بيتك ، ومع ذلك ليس تحس فارقا بين الحالتين هنا وهناك .. أليس كذلك ؟! انا اعلم ان الامر كذلك ، لانك اخذت معك عبر هذه المسافه الشاسعه الشئ الوحيد الذى هو سبب كل ما تعانيه ، ذلك هو نفسك ! ، لا افه بجسمك او عقلك ولا شئ من التجارب التى واجهتها قد تردت بك الى عدم الشفاء ، وانما الذى تردى بك هو الاتجاه الذهنى الذى واجهت به هذه التجارب ، فكام يفكر المرء يكون ..



فمتى ادركت ذلك يا بنى عد الى بيتك واهلك فإنك يومئذ قد شفيت ))


ولقد هاجنى خطاب والدى واغضبنى فما كنت ابغى منه النصح والارشاد وانما كنت اطمع فى الشفقه والعطف والرثاء ووصل بى الغضب الى حد ان قررت الا اعود الى البيت قط ، وفى تلك اللليله كنت اتجول فى شوارع ميامى ، صادقت كنيسه فى طريقى تقام فيها الصلوات ولم تكن لى وجهه معينه ووجدت نفسى متجها اليها لاستمع الى المواعظ الدينيه وكان عنوانها


(( هذا الذى يقهر نفسه أعظم من ذالك الذى يفتح مدينه ))


وكأنما كان جلوسى فى معبد من معابد الله وسماعى الى الافكار نفسها التى ضمنها ابى فى خطابه بصيغه اخرى وكانت بمثابه ممحاه محت الاضطراب الذى سيطر على عقلى واستطعت فى هذه اللحظه ان افكر تفكيرا متزنا للمره الاولى فى حياتى ، لقد ادركت ان ارى نفسى على حقيقتها .. نعم .. لقد كنت اريد ان اغير الدنيا وما عليها ، فى حين ان الشئ الوحيد الذى كان فى اشد الحاجه الى التغيير هو تفكيرى واتجاه ذهنى .


وفى اليوم التالى حزمت امتعتى وسرت الى بلدتى ، ولم يمض اسبوع بعد ذك حتى عدت الى عملى ثم لم تمض بعضه اشهر حتى تزوجت من الفتاه التى خشيت ان افقدها ، وانا الان رب اسره سعيده مؤلفه من زوجتى وخمسه ابناء ، لقد لطف الله بى ماديا ومعنويا واخرجنى من هذه المحنه بسلام وفى الوقت الذى داهمنى فيه الانهيار العصبى كنت اشتغل حارسا ليليا أرأس 18 عاملا . اما اليوم فأنا اشرف على مصنع لانتاج الكرتون وأرأس اكثر من 450 عاملا ..
ان الحياه تبدو الان امتع واجمل، وإذا حاول الان شئ من القلق ان يتسرب الى نفسى –
كما فعل مع كل نفس – فانى اقول لنفسى
(( اضبط اتجاهك الذهنى وزنه ، وسوف يسير كل شئ على ما يرام ... ))
واصبح الان فى استطاعتى ان استنهض افكارى الى العمل فى صالحى
وادركت الان ان والدى كان على حق حيت قالى
' ان التجارب ليست هى سر مرضى ، وانما موقفى منها واتجهاهى الذهنى تجاهما هما سر ألمى ' .


كتاب ' دع القلق واستمتع بالحياه '