” الفشل هو البداية والنجاح هو الأخير ” هذه كلمات أنشـودة تدعوا إلى أن الفشل هو بداية النجاح ، حيث هناك فئة تقف كثيرا عند الفشل رغم أنه جزء من النجاح ، فلا يُمكن لأي إنسـان أن يحقق الأهـداف إن لم يتعرض للعقبات ، بل يصل الأمر إلى بعض العبارات التي يسمعها الفرد أيام صغره وتتبرمج في عقله وتبقى معه طوال الحياة ، مثل كلمات الفشل ، وأنت فاشل ، ولن تُفلح في حياتك ، والمشكلة الفعلية التي نعاني منها هي في نظرتنا لعبارات الرسوب والفشل والتي ينعكس تأثيرها على الافعال والإستمرارية في تحقيق الأهداف ،فلدي ذلك الطالب الذي يرسب في المرحلة الدراسة وبعد جهد كبير يُنهي المرحلة الثانوية العامة ويتخرج ، ويكون خلال فترة الدراسة قد تعرض للعبارات السلبية التي تؤدي إلى تحطيمه والنيل منه ، فنجده بعد المدرسة بلا هدف أو تخطيط ، وعندما يحاول النهوض يتذكر تلك العباراة من جديد فيتراجع ويسكن مكانه .





واذكر لكم قصة شاب تخرج من الثانوية العامة ، لم يدع شيئا في الدراسة للامتحانات حيث احضر سبع مدرسين لكل المواد وكل يوم يُحضر ويُذاكر ، وحصل على نسبة 59% ، ربما بظن البعض انه فشل في حياته الدراسية ولكنه واكمل دراسته في كليات التقنية وتخرج بشهادة مهندس ، وكون مجموعة إماراتية ، واكمل حياته بكل نجاح ، ولم يتوقف عن نسبته التي ربما لم تُسعفه في دخول التخصص الذي يرغب به ، بل إن هناك قصص كثيرة يُمكننا من خلالها ضرب مثال على ان النجاحات لا تأتي من دون جهد وعثرات بل تحتاج لصبر وقوة تحمل لمواجهة كل ما يحاول إعاقتك عن تحقيق طموحاتك واهدافك ، حكمة بليغة تقول: “سِرْ خلف حلمك مع رغبةٍ جادةٍ وعزمٍ وتصميم، فإما أن تنجح، وإما أن تتعلم وتكبر”. ويقول “دينيس ويتلي”: “الفشل ينبغي أن يكون معلماً لنا وليس مقبرة لطموحاتنا وتطلعاتنا”.





المخترع العبقري أديسون الذي ما زال مصباحه الكهربائي يضـيء بيوتنا جميعًا، في المحاولة 99 لاختراع المصباح الكهربائي، قالوا له: ألا يكفي أنك حققت تسعة وتسعين فشلًا إلى الآن؟! فرد عليهم بقوله: (أنا لم أفشل، وإنما تعلمت أن هناك 99 طريقة لا يمكن من خلالها عمل المصباح الكهربي)، وبالفعل فقد نجحت المحاولة المائة، وتمكن أديسون من اختراع المصباح الكهربي بعدما استفاد من الخبرات المتراكمة عبر كل تلك المحاولات السابقة ، لم يكن أديسون فاشلا ولم يتوقف عند الظروف وسلبية الكلمة بل حولها لما هو مفيد له ولغيره ، وبرمج الكلمة التي ما إن نسمعها نشعر بالضيق إلى إيجابية ودافع للمحاولة المئة التي تكللت بالنجاح ، وهناك أيضا إبراهام لنكولن فما مر به من مراحل الفشل الكثير خلال سنوات وكانت كالتالي :


فشل في الأعمال الحرة وهو في عمل 31 عاما .
خسر في الانتخابات وهو في عمر 32 .
فشل مرة آخرى في الأعمال الحرة وهو في عمر 34 عاما .
اصيب بانهيار عصبي عندما كان في السادسة والثلاثين بسبب وفاة خطيبته .
خسر في الانتخابات وعمره 38 ، وخسر ايضا في انتخابات الكونغرس وهو في عمري 43 .
خسر مرة ثانية وثالثة في الانتخابات ، بل وخسر مرتين لقب سناتور ، واتبعه فشل آخر ليكون نائب الرئيس ، وعندما كان أصبح عمره 60 عاما أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، بعد كل هذه المحاولات الفاشلة استطاع تحقيق النجاح لأنه كان يملك الجهد والإصرار على تحقيق مبتغاه ، وقال بعبارة مختصرة عن تجربته : إنك لن تفشل إلا إذا انسحب .



الفشل طريق النجاح


أخيرا علينا النهوض بعد المحاولة الاولى والتي باءت بالفشل والاستعداد للمحاولة الثانية ، وابعد عنك كل ما يتعلق بالفشل ودع النجاح هو هدفك حتى وإن كثرت المحاولات وطال الوقت ، ففي النهاية ستعلم كم هو مفيد الفشل وتكراره لتحقيق الأهداف ، والإنسـان الفاشل هو من جلس يبكي على نفسه دون المحاول والتحرك لتغيير الوضع الذي هو عليه ، حتى لو اتهمك الآخرون بالفشل التزم الصمت واثبت لهم عكس نظراتهم إليك وجعل الجميع يتحدث عنك وعن النجاحات التي حققتها لتكون مثال على من استغل فشله وكان سببا في نجاحه .