لفرق بين الانسان الناجح وغيره ليس نقص القوة البدنية أو نقص المعلومات والخبرة، بل نقص الرغبة في النجاح. -فينس لومباردي

1– أنت تفكر كثيرا وتفعل قليلا
في كثير من الأحيان نندفع في التفكير في كل صغيرة وكبيرة، بدرجة شديدة تنسينا أن نشرع في تنفيذ ما توصل إليه تفكيرنا. عندها لا نفعل شيئا مفيدا بما توصلنا إليه من أفكار. كل من استحم ووقف تحت دش دافئ بما يكفي، حصل على أفكار واعدة جدا، لكن كل هذا لن يفيد ما لم تخرج من الدش وتجفف نفسك وترتدي ملابسك وتخرج لتنفذ ما توصلت إليه من أفكار.


السبيل الوحيد كي تقهر أحلامك وشكوكك هو بالحركة. التساؤل عما كان يمكن أن يحدث لا يجدي ولا يجعل أي شيء يحدث. تفادي مواجهة التحديات سيجعلها تستفحل وتكبر. إذا انتظرت حتى تسنح الفرصة وتسمح الظروف، فستمضي ما تبقى من حياتك في الانتظار. الانجازات العظيمة تتحقق بأن تتحرك من موقعك الآن، بالحالة التي أنت عليها، ولذا توقف عن التساؤل وابدأ التنفيذ. حين تنتهي من إحراز تقدم بسيط، ساعتها ستدرك ذلك، وستدرك أيضا أنك قادر على إحراز تقدم أفضل وأكبر.


2– عقلك المبدع لا يركز جيدا
الحرية الكاملة عنصر أساس للإبداع، لكنها كذلك تعطي احتمالات لا نهائية لما يمكن فعله وتحقيقه، وهذا يجعل التفكير والانتباه مشتتا بين هذه الاحتمالات الكثيرة جدا. على الجهة الأخرى، حين يكون هناك حدودا فكرية مفروضة – سواء فرضها الواقع أو أنك أنت من فرضها على نفسك، ساعتها تدفعك هذه الحدود للتفكير في التحديات بطريقة مختلفة، طريقة ينتج عنها الاختراعات والاكتشافات. نقول دائما فكر خارج الصندوق، لكن في بعض الأحيان سيكون عليك أن تدلف إلى داخل هذا الصندوق وتفكر في حل للمشكلة. بكلام أبسط، ربما كان عليك تقليل الاحتمالات والخيارات المتاحة لك، لكي تساعد عقلك على حسن استغلال ما توفر لك في موقف معين بما يعينك على تحقيق هدف معين أو حل مشكلة بعينها.


تخيل لو أن حمام السباحة كان بلا جدران، ساعتها هل سيكون له فائدة؟ نقول ذلك ونؤكد على أنك حين تضع حدودا تساعدك على حل المشكلة، ففي المرة التالية يمكنك دفع هذه الحدود لأبعد مما كانت عليه قبلها، حتى تستطيع تدريب عقلك على التركيز من أجل حل المشاكل والإبداع.


3 – أنت تركز كثيرا جدا على المخاوف والهزائم
في الحقيقة، المشاكل هي من نِعم الله عليك، إذا استخدمتها لتكون أقوى وأصلب. هل لم توفق بعد في محاولاتك؟ لا مشكلة، عدم التوفيق شيء مؤقت، فليس الأمر أنك في نزال حتى الموت، وكل ما عليك فعله هو أن تستمر في العمل من أجل تطوير نفسك وتحسين أمورك. لا يهم كم أنت بطيء طالما أنك تتحرك للأمام ولست جامدا في مكانك.


على المدى الطويل، ما يكسرك ويهزمك حقا ليس كم المشاكل والعقبات والمصائب والخسائر، بل كيف تنظر إلى كل هذه، وما هي خطوتك التالية. احرص على أن تركز من داخلك، بعقلك الظاهر والباطن، على ما تريده حقا، ولا تفكر في الخسائر والمصائب وكل شيء سلبي.


4- توقعاتك تطحنك
دعك من توقعات لا حاجة لك بها، احرص على تقدير ما لديك، لا يهم الكوب نصفه مليء أو فارغ، فقط كن شاكرا أن هناك كوب وأن هناك شيء بداخله. حين تختار أن تكون إيجابيا وتعمل على تقدير كل شيء في حياتك، فهذا يكون له الأثر الطيب على كل شيء تفعله. على قدر إيجابية تفاعلك مع الأشياء من حولك، وجميل امتنانك لكل ما لديك، سيكون شعورك بالسعادة ونجاحك في الحياة.


لا شيء في هذه الحياة يعمل كما تريد له أو وفق توقعك له، عليك فقط أن تأمل في حدوث الأفضل، لكن توقع أقل منه. كن ممتنا للواقع الذي أنت عليه، ولا تدع توقعاتك تعميك عن النعم التي حصلت عليها. مهما حدث لك، وحتى لو فشلت كل محاولاتك، فهي ذات قيمة كبيرة إذا جلبت لك أحاسيس جديدة، وإذا علمتك أشياء جديدة.


5– أهدافك الأساسية لم تعد محط تركيزك
حين يقول الناس هذا مستحيل، فهذا ليس معناه أنك غير قادر على تحقيقه فعلا. حين تواجه التحديات العظام، فهذا لا يعني أنك غير قادر على تخطيها وتحقيق النجاح. حين يكون لك هدف صعب، تريده بكل جوارحك وله علاقة قوية بأهدافك في الحياة، ساعتها يكون إدراك هذا الهدف ممكنا. حين تكون الرؤية واضحة والعزيمة حاضرة والإصرار طاغيا، يمكنك أن تتقدم الخطوة تلو الأخرى في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق هدفك. انظر داخلك وحدد أهدافك الحقيقية وقيمك الأساسية في هذه الحياة، تلك التي تريدها فعلا وبكل قوة، والتي تعبر بكل صدق عما تريده، من أعماق داخلك، هذه هي القادرة على دفعك للوصول لما تريده، فلا تغفل عنها.


6 – أنت لا تخاطر وتختار الاختيارات الآمنة


الشعور بالألم مكون أساس في حياة الانسان. أنت لست آدميا ما لم تتألم. الألم يقوي العقل والقلب والبدن. لن يكون حالك أفضل وجسدك أقوى وذهنك أصفي إذا وقعت لك الأمور الطيبة فقط في حياتك. إذا حبست نفسك في دائرة الأمان، فأنت تحرمها من الأشياء الجيدة خارج هذه الدائرة. أنت بحاجة لاكتساب الخبرات، والخبرات لن تأتي بدون تجربة أشياء جديدة. مهما كنت تظن نفسك قويا أو ذكيا أو محترفا، فلن تعرف على وجه اليقين ما لم تجرب الجديد تماما ولذا كن واقعيا، عليك أن تجرب وتخاطر، وسيكون الألم هو الثمن، لكنه ثمن مناسب لما ستحصل عليه، ولما ستكون عليه بعد وقوع هذا الألم.


7 – أنت تقاوم الغفران
نحن ندعو الله أن يغفر لنا، ونحن مطالبون بالعفو عن الآخرين، لكننا كذلك بحاجة ماسة لأن نسامح أنفسنا، ونغفر لنا ما أخطأنا فيه، وكذلك نحتاج لأن نسامح الآخرين، وألا نعيش ونحن نحمل أثقال المشاعر السلبية والجروح. عليك أن تتقبل الآخرين، وتتقبل أننا لسنا كاملين، ولسنا ملائكة. فقط توقف قليلا لتفكر، ماذا لو قال لك كل شخص أخطأ في جانبك أنه آسف ونادم ويريدك أن تسامحه على ما فعل، وتخيل لو أنك قبل اعتذارات كل هؤلاء الخطاة، فكيف ستشعر ساعتها؟ هل تشعر وكأن حملا ثقيلا قد أنزاح عن صدرك؟ ماذا لو غفرت لنفسك كل تقصير وخطأ وغلط وقعت فيه؟ الآن تخيل لو كل انسان عمل بهذه النصيحة، وسامح الناس كلها، وسامح نفسه، وأزاح عنها هذا العبء الثقيل؟