============
تتسم علاقته مع الآخرين بالتكافل والمساواة والإيثار والتضحية ويتمتع بالقدرة على توجيه نفسه، فهو محب للآخرين، متعاون يرغب في التكلم المستمر ويقدر العمل ويمارسه فكراً وقولاً ولا يضيع عمل الآخرين يثني عليهم ويعطي كل ذي حق حقه، يعرف ماله وما عليه، يقدر نفسه حق قدرها، يعبر عن آرائه بكل تواضع يواجه المشكلات بصدر رحب محاولاً حلها بهدوء وإيجابية بعيداً عن الانفعال والغضب بكل تفاؤل بعيداً عن الكآبة والإحباط الذي يستنفذ طاقاته فلا ينفعه عندها لا شهادته ولا علمه، بل يعيش منبوذاً مكروهاً في أسرته ومجتمعه.


من نافلة القول: إن الذكاء العاطفي عند الإنسان هو شرط أساسي لفعاليته، لماذا؟ لأن الذكاء العاطفي عند الإنسان هو صحته النفسية، وبقدر ما تكون الصحة النفسية إيجابية كان الذكاء العاطفي إيجابياً والعكس صحيح، والإنسان الذكي عاطفياً نعرفه من سلوكه ومهاراته التي تجعله ناجحاً في حياته، يشعر بالسعادة ويشعر الآخرين معه بذلك.


ولا يعني أن الإنسان الذكي عاطفياً هو الحاصل على أعلى الشهادات! هذا خطأ؟! فهناك المئات ممن يملكون الشهادات العليا ولكنهم غير متكيفين مع أنفسهم ومع الآخرين.
وإذا ما وجدوا في تجمع إنساني ما، لا يعرفون الكلام أو الحوار أو النقاش في أي موضوع، ولا يستطيعون إيصال ما يريدون للآخرين.
ولكي تعيش مع الآخرين بمحبة: أقبل ما يحبه الآخرون عن طيب خاطر، ولا تفعل للآخرين ما لا تحب أن يفعلوه لك، “إذا كنت تكره الكذب فلا تكذب عليهم”، افعل للآخرين ما تحب أن يفعلوه لك “إذا كنت تحب كلمة الشكر فاشكرهم”، افعل للناس ما لا يحملون في أحلامهم الوردية المفرطة ” أن أحداً يمكن أن يفعله لهم ” إذا كانت زوجتك تحلم بخاتم من ذهب، فاجلب لها خاتماً من الماس إذا كنت قادراً طبعاً”، كن بسيطاً في كل شيء ولا تغال في تصرفك، لباسك، عملك، طعامك، التزم بعهودك، لا تسخر من أحد، لا تتكلم بسوء على أحد ومن تعاليم السيد المسيح “أحبوا أعداءكم” باركوا لأعينكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم”.
ومن تعاليم القرآن الكريم: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”. صدق الله العظيم.


يقول علماء النفس بأن معظم الناس لا يستخدمون عقولهم بشكل فعال ومقصود، وهم أسرى لما تمليه عليهم، وكأنهم يجلسون دائماً في الخلف متخفين بعيدين عن كل شيء.
يقول سقراط: إن سبب الخطأ والخطيئة هو الافتقار إلى المعرفة، والسبب الأول للشر هو الجهل، وللوصول للخير لابد من اكتساب المعرفة.


إن القعود عن تحصيل العلم والمعرفة من أكبر المعاصي الاجتماعية التي علينا تجنبها، فالمعرفة قوة عند
بيكون، ومن يعرف أكثر يقود نفسه ويقود الآخرين.
ويفخر اليابانيون أن أهم مصدر ثروة عندهم هي عقول الناس، فقد حولت اليابان الإنسان الياباني من إنسان همجي قاس تعود القتل والحرب والعنف إلى إنسان متحضر محب للسلام بل وسيط للسلام وأصبح اليابانيون يشعرون بالفخر، ويسعدون بنظرات الإعجاب والانبهار التي يرونها في عيون الآخرين.
والإنسان الفعال لا يرضى بالقليل من المعرفة والعلم بالحقائق إنما يطلب المزيد معتمداً التفكير السليم شرطاً من شروط الفعالية وميزة من مزاياه، وهذا لا يعني أن كثير من الناس يحكمون على قضية ما معناه أن الحقيقة وقعت إنما التفكير الصحيح هو ما يطلقه ويحكم عليه عقله هو فليس من السليم أن أتبع الآخرين دون تقويم أو تفكير مسايرة لهم إنما يجب أن أكون مغايراً مبدعاً في تفكيري وسلوكي حتى لو أسيء فهمي، فكثير من العظماء أسيء فهمهم، أسيئ فهم نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليه السلام”، وكثير من العلماء والمبدعين نعتوا بكثير من الصفات بالخيانة، والجبن، والسحر، والفجور، ونحن نعتبرهم اليوم، من خيرة الرجال، لذلك فكر بإيجابية ولا تتعصب لشيء، لأن التعصب يخيف الإنسان فلا يسمح بحرية التفكير وهو يلغي عقلك وأفكارك ويجعله تابعاً منفعلاً لا فاعلاً ولكن لا تجبر نفسك على القيام بأمور لا تستطيع القيام بها لأنها خارج دائرة سيطرتك وتتجاوز قدراتك بل تعني أن نضع خططاً تتناسب مع قدراتنا وكفاءتنا.


إن روح المبادرة وتحمل المسؤولية هي صفات إيجابية للإنسان الفعال وهي مَلكة وخلق يميزه عن غيره. و بدونها يتحول إلى إنسان سلبي متشائم غير متحمس منتظراً القدر أن يمطر عليه المساعدات فإذا جاءت أسند كل النجاحات بأنها من عمله ومجهوده وإذا لم تأت وجد أعذاراً وحججاً تمنعه من المبادرة ويلعن حظه العاثر. أما الإنسان الفعال فهو المحامي والحل لكل مشاكله ومشاكل أصدقائه فهم يهرعون إليهم عندما تواجههم يحبونه ويأخذون برأيه لأنه مصيب في أغلب الأوقات.
فالأمم لا تقاس بعدد أفرادها إنما بنوعية هؤلاء الأفراد وفعاليتهم، يقول الحديث الشريف “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنك غثاء كغثاء السيل”
والإنسان الفعال هو من يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ويؤسس فيه علاقات بناءة ويكون مرناً مع الآخرين، يفهم ضعفهم وحاجاتهم ويتفهم أن آراءهم قد تختلف كثيراً أو قليلاً وربما تتناقش مع آرائه وينظر إلى هذا الخلاف على أنه مصدر قوة وخبرة جديدة له. لا على أنه سبب لتوتر العلاقات وانهيارها.


والمرونة في التفكير من أهم مصادر القوة وشباب اليوم بحاجة إلى مهارات مختلفة عن تلك المهارات التقليدية التي تعلمناها في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا، مهارات تساعدهم ليختاروا ما يفيدهم من هذا الكم الهائل من المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت والمحطات الفضائية والموسوعات الكاملة التي أصبحت متوفرة بأرخص الأسعار، ومهارات في حل مشاكلهم ومهارات في إبداع أفكار خلاقة ومتميزة.


ليس المطلوب من كل فرد ليكون فعالاً أن يكون مبدعاً في علم من العلوم أو فن من الفنون فيأتي بما لم يأت به أحد قبله، أو ابتكار جهاز أو اختراع آلة؛ بل يظهر في طريقة حياتنا، في كلامنا وتعاملاتنا، في طريقة فهمنا للمخترعات، في إتقاننا لاستخدامها، في حسن البحث عن المعلومات والأفكار واختيار ما يناسبنا مما أبدعه غيرنا.


فالإبداع اليوم في ظل متغيرات الحياة السريعة هو أن نتعلم كيف نتعامل بمرونة مع الأوضاع الجديدة ومع الناس على اختلافهم، وأن يكون لدينا القدرة على التعلم المستمر طوال حياتنا دون تعصب أو ملل مزودين بالطاقة والحركة والنشاط لنعيش حياتنا بفعالية وحكمة.