كيف تعرفين انه يحبك؟ كيف تعرف أنها تحبك؟


لكي نجيب على هذا السؤال بأسلوب علمي تعالوا نتعرف على لغات الحب الخمسة ثم بعد ذلك ستكتشف الأجابة عن كل ما يدور بخلدك من تساؤلات
نفترض مثلاً أن لك صديقة إنجليزية… وأردت ذات مرة أن تثني على جمالها وأناقتها… فقلت لها:
You’re like the moon today
وترجمتها كما نعلم ” أنت زي القمر النهارده”
حينما تسمع صديقتك هذه العبارة سيكون رد فعلها المتوقع هو أن تنظر إليك باستغراب وقبل أن تجيب عليك بأي كلمة ستردد في سرها ما يلي:
ماذاً؟!…أنا مثل القمر!!!… ماذا تقصد بقولها أني مثل القمر؟, هل يبدو وجهي مخيفاً أو مريب؟, هل أنا غامضة؟ أم تقصد بهذا الوصف أني متغيرة كالقمر, وما هو نوع هذا التغير يا ترى؟ هل هو تغير في الشكل؟ أم في الطباع؟ أم في كليهما؟




الاختلافات بين المجتمعات ليس اختلافات في اللغة فقط, بل هناك اختلافات ثقافية أيضاً, فمع أنك جاملت صديقتك الأجنبية بلغتها إلا أنها لم تفهم هذه المجاملة … لم تفهمها لأن ثقافتها تختلف عن ثقافتك…فالقمر في الثقافة العربية هو رمز للجمال, فهو البدر المضيء, ورمز الإشراق الناصع الخالي من أي سوء, أما في الثقافة الغربية فهو ليس رمزاً للجمال كما هو الحال عندنا, القمر عندهم يرمز للهم والتكدر, وذلك لان القمر لا يظهر في سمائهم جريء صافي كما في سمائنا, قمرهم كثيراً ما يتخفى ويتلصص عليهم من وراء سحب. لذا فصديقتك في الموقف السابق معذورة, فقد كان حري بك أن تتعرفي على ثقافتها كما تعلمت لغتها, لأن التواصل الفعال مع الأخر لا يتحقق بتعلم اللغة أو اللهجة فقط, بل بالتعرف على ثقافته وطريقة تفكيره أيضاً.


وكما للناس لغات ولهجات وثقافات مختلفة, لهم أيضاً لغات مختلفة يعبرون بها عن مشاعرهم.. فكل شخص يعبر عن حبه واحترامه للآخرين بطرق مختلفة, وفي هذا الشأن يؤكد الكاتب (كاري تشيبمان) على أن التعبير عن مشاعر الحب تجاه الآخرين تتم بخمسة لغات هي:


1- التكريس Quality Time: ويقصد بها الوقت الذي تقتطعه من حياتك لتقضيه مع من تحب




2- التأكيد Words of Affirmation: : ويقصد بها عبارات الامتنان, التشجيع, الغزل, المجاملة المستمرة والمتكررة




3- التفاني Acts of Service: : ويقصد بها مقدار ما تقدمه من خدامات وتضحيات من أجل من تحب




4- المبادرة الجسدية Physical Touch: غالباً ما تخص الزوجين وهي (القبلة, اللمسة, المبادرة الجنسية)




5- التهادي Giving Gifts: : ويقصد بها تقديم الهدايا




فمثلاً إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون قضاء وقت كثير مع الأصدقاء أو مع الزوجة والأولاد, فلغة الحب لديك هي “التكريس“, أي أنك تعبر عن حبك تجاه الأخرين بقضاء أطول وقت معهم, وطالما أن هذه هي اللغة التي تعبر بها عن مشاعرك فأنك بالمقابل تتوقع أن يعبر الأخرين عن مشاعرهم تجاهك بنفس اللغة, وسوف تغضب وتحزن جداً إذا ما رفض أحد الأصدقاء الخروج معك, أو حينما تنشغل زوجتك عنك بأعباء المنزل, وذلك لأنك لا تفهم أي لغة للمشاعر سوى لغة التكريس وتتوقع من الأخرين تكريس مقابل, لم تعي بعد أن كل شخص له اللغة التي يعبر بها عن مشاعره, هذه اللغة قد تتفق مع لغتك وقد تختلف.


ولكي نوضح هذه النظرية بطريقة عملية وسهلة الفهم تعالوا سوياً نستمع للحوار التالي والذي سمعنا مثله مراراً في أفلام كثيرة ومسلسلات.. الحوار يدور بين زوجين من الأزواج أثناء إحدى الملاحم المنزلية:


الزوجة: أنت لم تعد تحبني


الزوج: لماذا تقولين هذا الكلام يا حبيبتي


الزوجة: لأنك لم تعد تقول لي كلمة “أحبك” كثيراً كما كنت تفعل في الأيام الخالية


الزوج: ماذا أصابك يا عزيزتي… فقد قلت لك هذه الكلمة ملايين المرات من قبل… وأعتقد أني مازلت أقولها لك مرة أو مرتين اسبوعياً


الزوجة: لكني أود سماعها أكثر من ذلك


الزوج: ما الداعي.. فأنت وثاقة من حبي لك.. كل أفعالي تدل على ذلك… فأنا أعمل ليل نهار لكي ألبي لك كل متطلباتك… أستحلفك بالله يا عزيزتي لا تختلقي مشاكل من لا شيء


من الحوار السابق نستنتج أن سبب الخلاف بين الزوجين هو أن اللغة التي يعبر بها كل طرف عن مشاعره تختلف عن لغة الأخر, والأدهى من ذلك أن كل طرف منهما يجهل طبيعة هذا الاختلاف, فالزوجة كما هو واضح من الحوار لغة المشاعر لديها هي ” التأكيد” فهي تحب أن تسمع كلمات الحب والغزل باستمرار لأنها تعتبر أن هذا تأكيد على مدى حب زوجها لها, بينما الزوج لم يفهم هذه اللغة ويعتبر أن تكرار كلمات الحب وعبارات الغزل نوع من أنواع النفاق الزوجي لأنه يرى أن التعبير عن الحب بالأفعال أقوى من التعبير عنه بالكلمات وهذا الاعتقاد مرجعه بالأساس إلى أن لغة المشاعر لديه هي ” التفاني” وهذا يتضح من الحوار السابق, فهو يبرهن عن حبه لزوجته بأنه يتعب في العمل ليوفر لها كل متطلباتها, و لفض هذا النزاع يجب على كل طرف أن يفهم اللغة التي يستخدمها الطرف الأخر.


بعد تعرفنا على هذه اللغات المختلفة للمشاعر لعلنا الآن ندرك أن الواجب يحتم علينا أن نعبر لمن حولنا عن حبنا له بلغته التي يفهمها هو وليس بلغتنا نحن, علينا أن توضح لهم أننا كنا تحبهم وتحترمهم من زمن طويل لكننا أخطأنا وعبرنا عن هذا الحب وذاك الاحترام بطريقتنا نحن..لا بطريقتهم هم…


تعرفك عزيزي القارئ على لغات المشاعر الخمس لن يفيدك فقط في حياتك العائلية, بل سينعكس بالإيجاب على علاقتك بكل من حولك, مع أصدقائك, زملائك في العمل, مدراءك, زبائنك, قراءك, تفهمك لهذه اللغات سيكسبك أيضاً:


1. الكاريزما الاجتماعية.


2. سمو التفكير.


3. التسامح .


4. الصبر


5. النجاح في وظيفتك أو في عملك الخاص.


6. السعادة لنفسك ولمن حولك.