دقات قلب المرء قائلة له............. إن الحياة دقائق وثوانى
حياتنا هى سنوات عمرنا التى نحياها
والسنوات هي الأشهر والأسابيع والأيام
والأيام ماهى إلا ساعات ,ودقائق ,و ثوان
نعم ... الثانية هي جزء من حياتنا
منذ أكثر من 1400 عام إهتم الإسلام بالوقت والله سبحانه وتعالى أقسم به في أكثر من موضع في القرآن الكريم
قال الله تعالى( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا)
وقال سبحانه تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خُسر)
وقال سبحانه و تعالى (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى)
كما قال الله تعالى (والفجر وليالٍ عشر)
وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة إغتنامه
وهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع:
عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به؟
فالآيات والأحاديث تشير إلى أهمية الوقت في حياة المسلم
و على الرغم من أن المثل الشهير القائل
( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)
هو في أصله مثل عربي
إلا أن هناك مثلاً ظريفا عربياً آخر يقول :
(اذا واعدك أحدهم عند العاشرة فانتظره الى الحادية عشرة وإن لم يأت حتى الثانية عشرة فباستطاعتك الإنصراف في الواحدة حتى لا تثير غضبه خاصة لو كان من الأصدقاء المقربين )
وللأسف الشديد هذا هو واقع الأغلبية ....
حين يعطون موعداً لأحد ما لا يلتزمون به .....
بل ولديهم الكثير من الحجج الجاهزة لتبرير عدم إلتزامهم بمواعيدهم لامتصاص غضب من ينتظرهم
بالرغم من أن معاصم أيديهم تزينها ساعات من أرقى وأفخم الماركات
ومع ذلك فهم لا يحترمون المواعيد ولا يقدرون قيمة الوقت وأهميته فى حياتنا
عن نفسى أقدس إحترام الوقت والمواعيد و أعتبره دلالة على إنضباط الشخص فى جميع مناحى حياته
ويحزننى جداً عدم إلتزام الأخرين معى
ولمن لايقدرون قيمة الوقت ...أتوجه بحديثي
إذا تاخرت عربة اسعاف عن الوصول لمكان حادث أو مريض فى حاجة لعلاج سريع ..ماذا سيحدث ؟؟
و إذا تأخرت الطائرة أوالقطار عن موعد وصوله ..
كم سيتسبب ذلك في إرباك للركاب وتعطيل أعمالهم ..؟
و تأخر طالب عن أداء الامتحان المترتب على تأخر وسيلة المواصلات التي ستقله الى مكان الإمتحان ... كيف سيؤثر ذلك على مصيره و مستقبله ..؟
و غيرها من الأمثلة الحية التي يكون عدم إحترام المواعيد فيها
مؤثرا خطيرا .. قويا بل و مصيريا في بعض الأحيان
عكس ذلك تماما فإن تنظيم الوقت و إحترام المواعيد .. يوفر الكثير من المجهود ويساعد في إنجاز العديد من المهام في وقتها و بدقة متناهية
لذا إن كنت طالبا .. إهتم بتنظيم وقتك فاجعل لك وقتا للمذاكرة و وقتا للراحة ووقتا للترفيه وممارسة الهوايات
و كن أكيداً أنك إذا طرحت سؤالا على أحد المتفوقين عن سبب تفوقه
لابد وأن تتضمن إجابته أنه كان حريصا على تنظيم مواعيده و أوقاته
وإن كنت إمرا ةعاملة أو ربة منزل فاجعلي تنظيم الوقت
أول اهتماماتك .. لكي تكوني متميزة بارعة أثناء أداء مهامك
و بما أنك عزيزتي المرأة .. نصف المجتمع وعصب الحياة
فأنت الزوجة و الأم التي تنشيء الأجيال لكونك المسؤل الأول عن تربية الأبناء و غرس القيم والمبادىء في نفوسهم
كما قال الشاعر
(الأم مدرسة إذا أعددتها ....... أعددت شعبا طيب الأعراق)
فعليك أن تغرسي فى أبنائك و تعلميهم قيمة الوقت واحترام المواعيد و ابدأي معهم منذ الصغر بتحديد مواعيد للأكل, و أخرى للنوم, والمذاكرة وايضا أوقات اللعب و الترفيه
وتعويدهم على إحترام مواعيدهم مع أصدقائهم لأن
(من شب على شىء شاب عليه)
و
(التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر)
وبذا يكون لك عزيزتي الأم دور هام وكبير
فى القضاء على واحدة من العادات السيئة الخطيرة في مجتمعاتنا العربية المسلمة
الا وهى
عدم إحترام الوقت والمواعيد
وقت الفراغ
يضيع المسلم فى حياته أوقاتا كثيرة تحت مسمى وقت الفراغ
على الرغم من أن وقت الفراغ يعتبر نعمة من نعم الله علينا تستحق منا كل تقدير
يقول الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة و الفراغ "
الفراغ هو فرصة مناسبة لتجديد النشاط والترويح عن النفس وشحذ الهمم
ولا يجب أن يضيع هكذا سدى بل يجب أن نستثمره فى شيء نافع و مفيد
لذلك لابد من الحرص على الوقت بشكل عام و على الفراغ بشكل خاص وعدم تضييعه في أعمال قد تجلب علينا الشر وتبعدنا عن طريق الخير فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى
ذكر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أ نه قال
( إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)
وتدبر معي ما قاله هذا الحكيم
«من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه»
لذلك علينا أن نستغل اوقاتنا وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيع منها ما نتحسر عليه يوم القيامة
المفضلات