موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الغزو بالمد الأمبريالي الفكري
بسم الله الرحمن الرحيم
في مجتمعنا العربي , المفكرين والمثقفين أصبحوا مهزوزين , يتغير ولائهم كما يغيرو أحذيتهم ولبسهم , وأحزابنا تستأجر أفكارهم ومبادئهم من الدول التي لا أصول ولا مبدا ولا حضارة لها , نستأثر من فكرهم وننسى أصولنا وديننا الذي شرع لنا النظم والقوانين , وجعل الله القراّن دستور لنا في الحياة .
ابتعدنا عن ديننا وبدأنا نفقد أصالتنا ودمرنا عقولنا وهدمنا تراث الأمة وأهلكنا مقوماتها , والمفكرين يتمسحون ويتقربون لمبادىء غربيه ذات الهمجية في التخريب والأحتلال والنصب , يضعون شعارات (الحرية والديمقراطيه والأخاء والمساواه ) ظاهرا ولكن باطنا يفعلون العجب , ونحن كعرب استوردنا هذه الكلمات الجميله ووضعناها شعارات لنا دون تطبيقها . أين الحريه للشعب وأين الديمقراطيه والأخاء بيننا , قولوا لي بربكم أي دولة عربية تطبق هذه الكلمات الجميله الهادفه , حريات الشعب تتوقف عتد حريه النظام والحكومه , وأين الديمقراطيه عندما تمارس الحكومات سياسة التعذيب والظلم لكل من ينطق الحق ضد الباطل وتمنع نشر اي انتقاد ضد الحكومه وأين الأخاء بين البشر , الوطن أصبح غابة , القوي يأكل الضعيف والحيتان تحتكر الغذاء والدواء , كل هذه السياسات بكف وقضيتنا الفلسطينية بكف .
مجتمعنا مريض موبؤ , لأنه انتشر فيه الحقد والكراهيه , ندعي باصلاح الفساد ونفعل ما يغضب الله , ندعي بنشر العداله وأصحاب العداله تحتضن الظلم والظالمين .
مؤامرات حيكت ضدنا ونكسات تلو نكسات وما زالت كوارث الاحتلال ليومنا هذا , كل هذا أاضعفنا وشتت فكرنا, تاّمر الغرب مع الصهيونيه العالميه لأقامة نظام دخيل بل جرثومة مسمومة نثرتها في وسط الشرق الأوسط , وفي قلب العالمين العربي والأسلامي , أغتصب ارضنا ومقدساتنا وشرد اصحابها ومزقت وحدتنا الدينيه والعربيه , ونهبوا ثرواتنا وحاولوا الأستيلاء على الوطن من النيل الى الفرات ولكنهم فشلوا ونجحوا في اقامة اسرائيل في ارض عربيه بمؤامرة من الغرب واستوطنوا بيننا .
كان ادعائهم ان لا لقاء بين الشرق والغرب لأنهما يمثلان حضارتين متناقضتين فلا بد ان تقام ما بينهما دولة حتى تبتلع هذه الحضارتين وتقضي عليهما , وهذه الفلسفه الفكريه تبنتها بريطانيا ووضعت استراتيجية لبناء دولة اليهود في شرق البحر الابيض , لتكون هذه الدولة سدا منيعا بين الشرق والغرب . وفي سنة 1907 عقد في بريطانيا مؤتمر ضخم وسري للغايه , ضم نخبة من المفكرين برئاسة وزير خارجية انجلترا الذي قال في كلمته " الحضارة الاوروبية مهدده بالفناء وواجب علينا ان نبحث عن الوسائل التي تحول دون انهيارنا " بدأوا من هنا ورسموا سياستهم الارهابيه ببث سمومهم بين ارضنا وانشاء قوميه غربيه يهوديه شرق قناة السويس , وأرست حكومات الدول الأوربيه التحالف مع الصهاينه وقدمت لهم فلسطين على طبق من ذهب , حتى تمارس تلك القوميه شتى وسائل الظلم ولتفتيت الشعوب العربية المسلمة . ومن سنة 1948 الى هذا الزمن ونحن كشعوب عربية نقاسي ماّسي ونكبات هذا الأحتلال .
والان وفي زمننا هذا هم يحاولوا بالغزو الفكري من الخارج ليدمر اخلاقنا وعقيدتنا ببث عوامل الانحلال والانهيار الأخلاقي بين شعوبنا المسلمة كذلك نجحوا واستوطن غزوهم في داخلنا بل في عقولنا لان هدفهم الاخير دمار الدين الاسلامي حتى يمزقوا كياننا وقيمنا .
عدا عن هذا فأن أغلب الدول العربية محتلة اقتصاديا وذلك عن طريق اعطاء القروض الكبيره مع الفوائد العاليه بحجة النماء والأعمار في الدول الناميه , وهذا الأحتلال أخطر من أحتلال الأرض لأنه لا سبيل في مقاومة هذا الاحتلال . تزداد المديونيه وتؤجل سداد الفوائد لتتراكم حتى نعجز عن سدادها , وهذه سياسه الماسونيه في فرض قراراتها على هذه الدول التي لا حول ولا قوة لها . وويل لأي دولة تعترض ان تناقض اي قرار يتخذ ضدها .
نحن يا اخواني الأعزاء نواجه تحدي كبير من الغرب والماسونيه اليهوديه , وأمتنا العربيه حضاراتها وعقيدتها تقف ازاء ذلك ممزقة ولا تجد اي مخرج للنجاة منه , أصبحنا مشلولين هازلين ونسارع بالخطى الى الفناء .
نحن كأمة هجرنا ديننا في الصراعات الطائفية بيننا لذلك استطاعو ان ينتهكوا عرضنا واحتلوا أرضنا وزرعوا التفرقه الدينيه بيننا , والعدو الصهيوني الطفل المدلل لدى الغرب واميركا, يصول ويجول على اراضينا دون رقيب والقدس قدس العرب والمسلمين مغتصبه يقتلوا وينهبوا ويدمروا المباني لا قرار استنكار ولا شجب ولا اعتراض , ولهم الحرية الكاملة في ظلمها واستبدادها .
لكن المؤمنون لا يقنطوا من رحمة الله لأننا نؤمن بقوله تعالى " وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا "
ونحن ننتظر ان يبلغ الأجل وبعده ستنهار الصهيونيه بأذن الله وترجع الامة الاسلاميه الى النهوض والوصول للقمة لتقضي على الافعى السامه وهذا ان شاءالله سيتحقق ان عاجلا او اجلا وزينه تتمنى ان يأتي هذا اليوم حتى لينحقق لنا النصر نفاخر فيه امام العالم .
المفضلات