لن أبدأ حديثي عن أهمية الوقت، وماهية الوقت. فقد سبقني الكثير ممن تحدثوا عن الوقت وأهميته ويكفيني أن أقول أن الوقت هو الحياة، كل لحظة تمر من حياتك، ضائعة إن لم تستثمرها.
قد لا يلاحظ الكثير من الطلبة في المرحلة ما قبل الجامعة الوقت. ففي المراحل ما قبل الجامعية، جّل الدراسة والتحصيل العلمي يتم في حدود المدرسة أو الفصل الدراسي. فالطالب حين يعود من المدرسة، لايجد أمامهم إلا حل بعض الأسئلة، وقراءة عدد من الصفحات، هذا إن لم يكن هناك مدرساً خصوصياً يساعده في حلها. لذا فوق الدراسة على الطالب مفروض عليه. ويصدم الكثير من الطلبة بعد الإنتقال من المرحلة الثانوية، بحقيقة أن معظم الدارسة الجامعية تتم خارج حدود الفصل. التحضير قبل المحاضرة، إعادة القراءة بعدها، حل الواجبات، زيارة المدرس للسؤال عن الأفكار غير الواضحة، وأخيراً مجموعات الدراسة الطلابية.
دخولك للجامعة لا يعني إلغاء ساعات الراحة، ولا يعني عدم الخروج لزيارة الأهل والأصدقاء، بل يعني تنظيم وقتك لتتمكن من حضور الحصص الدراسية، وإنجاز فروضك الدراسية، والتمتع بحياتك، والقيام بحقوق صلة الرحم. قد يقول قائل، ومن أين لي الوقت لعمل كل هذا؟
الجواب: الوقت موجود لمن يحسن إستخدامه. وفي هذه المقال سأدلك على بعض الإستراتيجيات المستخدمة لإستثمار الوقت.
الخطوات هي: ضع لنفسك جدول أعمال وتقيد به، إعرف واجباتك وفاضل بين الأولويات، كن مرناً ولا تسوف، تعلم أن تقول “لا”، واخيراً إستغل الأوقات الضائعة.ضع لنفسك جدول أعمال وتقيد به


بعد أن تتعرف على أهدافك والواجبات المطلوبة منك. إبدأ برسم جدول عمل أسبوعي أو يومي، وقسم اليوم إلى أنصاف ساعات أو ساعات.

الساعات الحمراء، هذه الأوقات التي تفرض عليك. مثلاً النوم، والحصص الدراسية أو العمل.
الساعات الصفراء، هذه الأوقات التي تقوم فيها بإنجاز أهدافك. التحضير للحصة القادمة، أو حل الواجبات.
الساعات الخضراء، وهي الأوقات التي تقضيها للراحة. القراءة الحرة، مشاهدة التلفاز، الانترنت.

إبدأ بتسجيل ساعاتك الحمراء في الجدول، ستجد تقريباً أن الأيام من السبت إلى الأربعاء معظمها أصبح أحمر اللون، وقد يتبقى لك معدل 6 أو 7 ساعات يومياً، لتملأها بالساعات الصفراء والخضراء. وأيضاً لا تنسى يومي الخميس والجمعة. لن أقول لك أن الساعات الصفراء يجب أن تكون أكثر من الخضراء، فأنت أعلم بأهدافك ومايحتاج لها كي تتحقق. وتذكر بأن تسجل الأشياء المهمة كلها، لايكون جدول أعمالك عاماً جداً.
إعرف واجباتك وفاضل بين الأولويات


لكي تعرف ما يجب أن تضعه في جدول أعمالك، يجب أن تعرف ما هي الواجبات المطلوبة منك، أو ماهي الإلتزامات التي تساعدك لتحقيق أهدافك. يمكن تقسيم هذه الأشياء من حيث الأولوية إلى:
مطلوبة اليوم، هذه الواجبات التي تحتاج لإنهائها اليوم. لذا يجب العمل عليها، والإنتهاء منها ولو تطلب الأمر التضحية ببعض الساعات الخضراء “ساعات الراحة”.

مطلوبة قريباً، هذه الواجبات مطلوبة خلال الأيام أو الأسابيع القادمة. ويفضل العمل عليها مبكراً، فكلما إنتهيت من واجب قربت خطوة من هدفك.

مطلوبة بدون تحديد وقت، هذه الأعمال يندرج تحتها جميع الأشياء التي تعمل عليها من أجل تحقيق هدف غير رئيسي.

كن مرناً ولا تسوف


حاول أن يتسم جدول أعمالك بالمرونة، فلا تحاسب نفسك بالدقائق. لايهم الإلتزام بجدول الأعمال ما لم يساعدك على تحقيق أهدافك، إحصل على وقتٍ كاف من الراحة، زر زملائك، وتذكر أهدافك وأنه يجب العمل على انجازها. وفي ذات الوقت لا تسوف، ولا تؤجل أعمالك. فالقليل المستمر خير من الكثير المنقطع.
تعلم أن تقول “لا”


حينما يطلب منك صديق أو صديقة، المساعدة في عمل شيء ما. تأكد أن تخصم هذه الساعة من وقتك الحر “الساعات الخضراء”. لا تجامل، وتأكد أنه لا عيب في قول كلمة “لا” إذا تعارضت أهدافك، وأهداف زميلك أو زميلتك.
إستغل الأوقات القصيرة الضائعة


تعجب من حجم الوقت الضائع في الطريق من المنزل إلى الجامعة، أو أثناء الإنتظار في مستشفى. استمع لشريط أثناء قيادة السيارة، إقرأ كتاب أثناء أوقات الإنتظار. وتذكر أنك بعملك هذا أنت تضيف ساعات لحياتك.