عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
لاطعم للحياة بدون مشاكل
لا طعم للحياة بدون مشاكل ولاقيمة لها بدون متاعب ولا أثر لها بدون منغصات تماماً كما أن النهار لا طعم له بدون ليل والفرح بدون ألم والنجاح بدون التضحية والعلا بدون السهر والحياة أكثر جمالاً وروعة في عيون المتعبين ، تجده يسعى ويحفى وقد أضناه التعب ولكن لايلبث أن يرى طفلاً يبتهج لإحسان قد قدمه له ، إلا وقد انفرجت كل أساريره وراح كل تعبه ، والحقيقة ليست هنا ، الحقيقة ، شيء ندركه وننساه نسعى وراءه ونبتعد عنه ولكن :
مامعنى أن تكون مهموماً أو حزيناً ، ما معنى أن تتألم لكلام يقوله صديق عن صديقه ، أو تحزن من أجل جار فقد عزيزاً عليه ، ما معنى أن تبكي لحادث وقع لإنسان لا تعرفه ، ما معنى أن يتحرك قلبك لمأساة يعيشها إخوان لك ، ما معنى كل هذه الأشياء وغيرها ، معناه أن تتعب ، معناه أن تشقى ، معناه أن تضيف لرصيدك الخاص من المشاكل والمتاعب رصيداً جديداً ، معناه أنك إنسان تعيش الحياة طولاً وعرضاً ، وبكل معاني الإنسانية التي أودعها الله فيك ، هذا هو الألم الذي يأتي على أحد من البشر ، يداهمه ، يكاد يحيله جثة خامدة ، جثة تتنفس وتتحرك ، لكنها لا تشعر سوى الكآبة والانقباض ، ويبقى هناك تساؤل ، عن ماهية تصرفنا مع هذا الألم الذي يفترسنا ، أقابعون مطأطئوا الرأس ، مستسلمون فهالكون ، أم صامدون في وجه الريح فناجون من خضمه وإعصاره .
وهنا تكمن الروعة هكذا تكون نعمة القدرة على ( التألم ) فالألم هو النار التي تصقلنا و النار التي تجعلنا أكثر صفاءًا ، النار التي تحول العظم داخلنا إلى ماسٍ لامعٍ براق ، هو الأداة الغامضة التي تنبهنا إلى حقيقة أنفسنا ، الأداة التي تفتح عيوننا على مواضع خللنا ، وعيوبنا ، فنسعى جاهدين على التخلص منها ، الألم هو تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا نتراجع ، نفكر نتصرف بطريقة أخرى نقية صافية ، من هنا تنبع السعادة ، فنحن عندما نعاني ، نتعذب ونتألم ، نصبح أكثر نضجاً ، وأكثر قدرة على التحمل ، وأكثر عطفاً على الآخرين أكثر تسامحاً معهم وأكثر إحساساً بوطأة آلامهم ، وبالتالي أكثر إنسانية .
وأخيراً اعلموا أن هناك يوم سعاده ويوم ألم وشقاء وهذه هي الحياه وهذا هو الأنسان وحياته ..
المفضلات