أن جهلنا بأسرار التذكر وكيفية التذكر الصحيح أو إرجاع المعلومات القديمة عبر الطرق السليمة أدى إلى اتهام ذواتنا بالتقصير و الضعف .
أن معرفة الذاكرة من خلال دراستها عن قرب سيمكننا بمشئيه الله علي تحسين أسلوبنا في التذكر الذي يقودنا إلى التذكر السريع .
بعض الناس يتميزون بذاكرة قوية في شئ معين و هذا التميز في الذاكرة يرجع إلى نشاط خلايا المخ لدي الإنسان أو نتيجة تمرين مستمر في تخصص معين .
و حادثه الأمام البخاري صاحب كتاب الصحيح المشهور عندما قدم بغداد أراد بعض الطلاب الحديث اختبار ذاكرته فاعدوا له عشرة أحاديث بشكل مغلوط وصور الغلط هو خلط متون ( نص الحديث ) الأحاديث بأسانيدها و لما حضر الأمام و روي له الطالب الأول الأحاديث العشرة المغلوطة و لما روي له حديثا يقول الأمام البخاري لم اسمع بهذا و هكذا سرد العشرة طلاب مائة حديث مغلوط و لما انتهوا قال الأمام البخاري للطالب الأول ذكرت الحديث الفلاني انه عن فلان و روي السند الذي رواة الطالب و الحديث ليس كذلك بل هو عن فلان و صحح له الحديث و هكذا حتى صحح الأحاديث العشرة بحيث نقل المتون إلى أسانيدها التي تلائمها و استمر في تصحيحه لكل طالب حتى انتهي من المائة حديث المغلوط لمجرد سماعة لها للمرة الأولى .
عوامل النسيان :
قلة الذاكرة :
هل سالت نفسك لماذا لم تنس سورة الفاتحة بينما تنسي سورا أخرى كنت تحفظها كاملة في المرحلة المتوسطة مثلا ؟؟
و هل سالت نفسك لماذا أتذكر بعض الدروس التي احبها بينما انسي تلك الدروس التي لا احبها ؟

انه عامل الوقت و المراجعة عزيزي الطالب فنحن عادة ننسي أن لم نحاول استعاده ما تعلمناه مع مضي الوقت.
دعني اضرب لك مثالا توضيحيا لذلك أنت بدأت بحفظ سورة من سور القران الكريم و لم تحاول مع الأيام مراجعتها فان النتيجة الحتمية هي نسيانك لهذه السورة اليوم و بعد غد ذاكرتها و بعد ثلاثة أيام كذلك و بعد أسبوع و هكذا فان السورة لن تتبخر من ذاكرتك .
عدم تمرين الذاكرة :
أن التمرين سر النجاح فالخطيب المشهور و الكاتب المعروف و الخطاط صاحب الخط الجميل كل هؤلاء و غيرهم من المشاهير ما كان لهم أن يصلوا إلى هذا المستوي من الإتقان في أعمالهم إلا من خلال التمرين المستمر .
أن الذي يشتكي من خطه ( الكوفي ) أو ( الفرعوني ) و يحتاج إلى محللين لفك خطه يستطيع بكل سهوله أن يتخطى هذه الصعوبات من خلال التمرين اعني الكتابة المستمرة .
و كذلك الطالب الذي يعاني من كثرة النسيان و بالذات في ساعة الاختبار و أقول له تمرن.. فان ذلك بلا شك سيكون له دور في تحسين ذاكرتك و لكن بالدرجة الأولى جسمك مرن ذاكرتك اعني ثق في ذاكرتك و لا تتكل علي الآخرين في تذكيرك أنصحك الآن بحفظ ما هو مقرر عليك و مراجعة هذا الحفظ علي فترات فان ذلك بالإضافة إلى الدراسة المنتظمة التي أشرت أليها ستساعدك في تدريب الذاكرة .
قلة الثقة بالذاكرة :
أن بعض الطلبة و نتيجة لعدم علمهم أو تدريبهم بفن التذكر يقعون في دوامة ( أنا صاحب ذاكرة ضعيفة ) هذه العبارة قد تؤدي بالإنسان إلى الفشل في حياته الدراسية و من ثم حياته العملية بعد تخرجه وصيتي لهؤلاء الطلبة أن يعيدوا الثقة بذاكراتهم فكما يقولهاري لوراين صاحب اغرب ذاكرة ضعيفة في العالم ( ليس هنالك ذاكرة ضعيفة و لكن ذاكرةمدربة أو غير مدربة ) .
كثرة الهموم والمشاكل :
أن قوة ذاكرتنا كبشر تتفاوت من شخص إلى أخر كما أن تخصص الذاكرة يتفاوت أيضا فبعضنا قد يحفظ جيدا أرقام الهواتف و البعض الآخر يحفظ أسماء الأشخاص و هكذا أن الهدف الرئيسي مما استعملته هو تطوير قدراتك الذاتية و معرفة ذاكرتك بصورة افضل انك ستتدرب و خلال العديد من التمارين علي بعض الطرق الحديثة لتطوير قدرتك في التذكر ستصل بفضل الله إلى تحسن 100% عما أنت علية الآن .
أن الذنوب و المعاصي تؤثر تأثيرا بالا في الجهاز العصبي لدي الإنسان و أول من يتأثر بذلك مخ الإنسان .
و في زمن ابن قيم الجوزية و هو أحد علماء الإسلام كتب أحد الشباب إلية رسالة يطلب فيها نصيحة تنقذه من هموم المعاصي فألف كتابا قيما اسماه ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) وضح فيه اثر المعاصي في حياة الإنسان و بإمكانك الرجوع إلية و قراءته و التفكير في كل كلمة و نصيحة ذكرت في هذا الكتاب .
ما هو الحل أذن ؟حتى تكون في دائرة الصالحين .
أولا : حافظ علي الصلاة في وقتها واحرص علي صلاة الجماعة في المسجد القريب من منزلك .
ثانيا : ابتعد عن رفقة السوء و ابحث ورافق الصلاح و الفلاح .
ثالثا : اذكر الله و أقرا القرآن أو استمع إلية .
رابعا : ليكن لك في الأسبوع يوما أو يومان للصيام و لك في رسول الله ( ص ) قدوة و أسوة في صيامه يومي الاثنين و الخميس .
خامسا: استمع إلى المحاضرات و الدروس التي تقوي من إيمانك و تدخل البهجة و السرور إلى قلبك ولعل أحد نباتات المعاصي أو ما يتولد من ارتكاب المعصية هو ( الهم ) و ( الاكتئاب ) و ( القلق ) و غير ذلك من الأمراض النفسية التي تؤثر تأثيرا بالغا في سير الطالب الدراسي و كيف يستطيع الطالب أن يدرس للاختبار و ليس له رغبة، و كيف يستطيع الطالب أن يشارك في الدرس و هو مكتئب..
بلا شك أن هذه الأمراض النفسية قد لا يكون سببها الوحيد المعاصي بل هناك عوامل أخرى خارجية و اجتماعية كالمشاكل بين الأب و ألام ضعف الحالة المادية مشاكل في الأسرة مع الاخوة و الأقارب الخ .
أن هذه العوامل تؤثر تأثيرا بالغا في القدرة علي التركيز أو جمع التفكير و الدراسة .
لا تكن كتوما :
يتعلق الأمر بإحساس التراجع أمام التعبير عن فكرة فالشخص يمتنع عن الآلاء بأفكار فهو أذن موقف نفسي سلبي غير إرادي .
لا تكونوا كتومين علي الدوام فذلك له اثر سلبي كبير أن بث همومك و مشاكلك الخاصة إلى صديق عزيز أو قريب تثق به بال شك سيخفف من حدة المشكلة و بالتالي يخفف التوتر الكبير المحيط بجسدك و النتيجة معرفة و تحسن الدراسة و الذاكرة .
م/ن