الذكاء الإنفعالي


"هو القدرة على إدارة أنفسنا وعلاقاتنا بالآخرين بكفاءة"
مفهوم بارون للذكاء الانفعالي:
هو قطاع من المهارات الانفعالية والاجتماعية التي تحدد قدرتنا على فهم ذاتنا والتعبير عنها، وفهم الآخرين والتفاعل معهم بكفاءة، وكذلك التكيف مع المتطلبات والضغوط اليومية.
المهارات العامة للذكاء الانفعالي:
التعامل مع الذات:
تقيس الذات الداخلية، والتواصل مع مشاعر الفرد الداخلية.
التعامل مع الآخرين:
هي التعامل مع الذات الخارجية ، والمهارات والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
القدرة على التكيف:
التكيف مع المتطلبات البيئية عن طريق التعامل بكفاءة مع المشكلات في المواقف المختلفة.
إدارة ضغوط العمل:
تحمل الضغوط والتحكم في ردود الأفعال.
المزاج العام للفرد:
قدرة الفرد على الاستمتاع بالحياة، و نظرته للحياة وشعوره بالرضا.
العلاقة بين الذكاء الانفعالي والقيادة:
القيادة التي نقدرها هي: ”القيادة العظيمة التي تتعامل مع الانفعالات“
القيادة الملهمة هي تلك التي يلتقي فيها العقل والقلب – الفكر والعاطفة.
لا يستطيع مخلوق الطيران بجناح واحد
كي ننجح في حياتنا، يجب أن نعلم جيداً كيف نستخدم مشاعرنا بصورة ذكية
القادة الحقيقيين لا يتبعون نمطاً قياديا واحداً
ولكنهم يختارون النمط حسب الموقف للوصول إلى أفضل النتائج.
إدراك قوة تأثير المشاعر في بيئة العمل تميز القادة الناجحين عن غيرهم حيث إنهم لا يهتمون فقط بالوصول لأفضل النتائج “المادية”، ولكنهم أيضا يهتمون بالقيم المشتركة والتحفيز والانتماء .
دليل الأبعاد الأربعة للذكاء الانفعالي:
إدراك الذات.
القدرة على قراءة مشاعرنا وفهمها وإدراك أثرها على الأداء في العمل والعلاقات مع الآخرين.
إدارة الذات:
القدرة على الإبقاء على مشاعرنا المضطربة تحت السيطرة.
الوعي الاجتماعي:
القدرة على التعاطف والإحساس بمشاعر الآخرين وتفهم وجهة نظرهم والاهتمام بما يقلقهم.
إدارة العلاقات بالآخرين.
القدرة الخاصة بالقيادة ذات الرؤية والتي تؤثر و تساعد على تنمية الآخرين وغيرها من أدوار القيادة الناجحة.
أكدت الدراسات أن ما بين 27 % - 47% من نسبة النجاح في العمل تعزى إلى الذكاء الانفعالي و 6% فقط إلى الذكاء العقلي!
علاقة الذكاء الانفعالي بالعمل :
• زيادة الذكاء الانفعالي يجعل الفرد أكثر كفاءة، وإنتاجية ونجاحاً.
• تستطيع المؤسسات التعليمية أن تكون أكثر إنتاجية عن طريق تعيين أفراد يتمتعون بذكاء انفعالي، وعن طريق توفير الفرص لهم لتنمية هذه المهارات في أثناء العمل.
الذكاء الانفعالي والنوع الاجتماعي :
• رصدت الدارسات والأبحاث العلمية بأن مستوى الذكاء الانفعالي لدى السيدات أعلى من الرجال.
• قامت مجموعة من الرجال والسيدات بإجراء تقييم ذاتي لمهارات الذكاء الانفعالي لديهم و كانت نتيجته الآتي:
– مهارات ذكاء انفعالى ضعيفة لدى السيدات.
– مهارات ذكاء انفعالى عالية لدى الرجال.
• تفسير التعارض بين نتائج الأبحاث العلمية ونتائج التقييم الذاتي:
تفيد الأبحاث أن الصور النمطية لقدرات المرآة والرجل السائدة في المجتمع هي المسببة لإحساس السيدات بضعف مهارات ذكائهن الانفعالي على الرغم من أن تقييم الخبراء يؤكد ذكاء السيدات الانفعالي أعلى مما يظن الكثيرون.
مكونات الذكاء الانفعالي : (قياس مستويات الذكاء الانفعالي)
الفهم العاطفي:
يختص هذا المكون بقياس مدى إدراك الفرد لمشاعره الشخصية ولمدى قدرته على التعبير الذاتي عما يعتريه من عواطف، ويتضمن هذا المكون قدرات وإمكانيات قد تتمثل على سبيل المثال في تحديد وتمييز العواطف كما يشعر بها الفرد، وإمكانية وصف هذه المشاعر لآخرين، ومن هذا المنطلق، فإن إحراز درجة متقدمة عند قياس هذا المكون يشير إلى ارتفاع مستوى الفهم العاطفي.
الوعي النفسي:
يرتبط بهذا المكون بأهمية التفكير في الذات وفي الآخرين، هذا بالإضافة إلى محاولة فهم الذات وفهم الآخرين، ومن هذا المنطلق، فإن ارتفاع مستوى الوعي النفسي عادة ما يشير إلى قدرة المرء على توظيف مشاعره في توجيه سلوكياته، كما يركز هذا الشخص بشكل خاص على أهمية الوعي الذاتي.
اليقظة والانتباه:
يرتبط هذا المكون بقدرات وإمكانات بعينها، تتمثل على سبيل المثال في الاستمرار في التركيز على الانتهاء من المهمة التي يتم إسنادها إلى الشخص المعني، هذا بالإضافة إلى الإصغاء بانتباه للآخرين، والاهتمام بالتفاصيل بهدف تلافي ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال وعدم الاكتراث، والحد من المحفزات الخارجية التي تتسبب في تشتيت الانتباه، ومراعاة النظام والترتيب العام، واستكمال المهام المُسندة.
التحكم العاطفي في النفس:
يرتبط هذا المكون بالقدرة على التحكم في مختلف أنواع السلوك العاطفي، ويتضمن هذا المكون قدرات وإمكانات بعينها، والتي تتمثل على سبيل المثال في التمهل والتحلي بالصبر، والمشاركة في مختلف الأنشطة بهدوء وحسبما هو مناسب، والسكون، والإصغاء، وانتظار الوقت المناسب للتجاوب مع المواقف المختلفة.
التفاؤل:
يرتبط هذا المكون بالتوقعات الإيجابية التي يتمكن الشخص من بنائها عن ذاته ونحو المستقبل،ويتضمن هذا المكون خصائص مختلفة، تتمثل في القناعة بالذات،الشعور بالمساواة مع الآخرين،والافتخار بالإنجازات الشخصية.
التكامل الاجتماعي:
يرتبط هذا المكون بمشاعر الترابط والانتماء لمجموعة من الأقران، ويتضمن هذا المكون مجموعة من الخصائص، والتي تتضمن على سبيل المثال الشعور بتفهم الآخرين، والشعور بالقدرة على الاعتماد على ما يبديه الآخرون من تفهم ودعم في المواقف المختلفة.
القلق:
يرتبط هذا المكون بمشاعر الثقة فى أثناء المواقف الجماعية، ويتصف هذا المكون بمشاعر الخوف من تلك المواقف التي نتعرض لها عندما يوجه الآخرون انتباههم إلينا، أو عندما تنتابنا مشاعر قلق واهتمام مُفرط حول الآراء التي يبديها الآخرون تجاهنا.
القلق الاجتماعي:
يرتبط هذا المكون بمشاعر الخوف أو القلق التي قد تنتاب الفرد في المواقف الاجتماعية، ويتضمن
القلق الاجتماعي مشاعر القلق والتوتر والانزعاج التي قد تراودنا في المواقف الاجتماعية المختلفة، وأيضاً في المواقف التي قد يشعر فيها المرء بالافتقار إلى الأمان.
نبذة تاريخية عن الذكاء الإنفعالي:
يضرب الذكاء العاطفي بجذوره إلى حقبة العشرينات من القرن العشرين، والعالم النفسي الأمريكي، إدوارد ثورنديك الذي يسلط الضوء على مفهوم هام أطلق عليه “الذكاء الاجتماعي”.
وفي حقبة الأربعينات من القرن العشرين ، أكد ويتشسلر على أهمية إدراج الجوانب اللاعقلية المختلفة – والقائمة في مستويات الذكاء بشكل عام – في أي قياسات متكاملة”، كما ناقش أيضاً ما اصطُلح عليه في ذلك الوقت باعتباره قدرات “عاطفية” و أخرى “إدراكية والتي تتمثل بشكل رئيسي في الذكاءالعاطفي والاجتماعي.
وفي عام 1948 ، بادر"آر.دبليو لييبر" بتعزيز مفهوم “الفكر الانفعالي”،و مساهمته في “الفكر المنطقي” ، و شرع ألبرت إلييس في عام 1955 في استكشاف ذلك المفهوم الذي تطور واشتهر باسم “العلاج الانفعالي العقلاني” وهو بمثابة عملية تُعنى بالتعريف بكيفية امتحان العواطف بانتهاج أسلوب منطقي وواعٍ.
وفي وقت لاحق وفي عام 1983 ، بادر هاورد جاردنير، بجامعة هارفارد، بدراسة “الذكاءات المتعددة”، والتي تضمنت ذلك المفهوم الذي أطلق عليه في ذلك الوقت “القدرات النفسية الداخلية” ويركز هذا المفهوم في جوهره على الاستعداد لاستبطان الأمور والبحث عن الدوافع، هذا بالإضافة إلى مفهوم “الذكاء الشخصي”.
وفي تلك الفترة برز" روفان بار أون" باعتباره باحثاً نشطاً في هذا المجال، واشتهر بعبارة “الحاصل الانفعالي” .
ولقد صيغ مصطلح “الذكاء الانفعالي”، وتم إطلاقه رسمياً من قبل جون )جاك( ماير في “جامعة نيوهامب شاير”، بالتعاون مع بيتر سالفوي من “جامعة يال”، وذلك في عام 1990 ولقد أمكن في تلك الفترة الاستفادة من المفهوم الذي سبق أن صاغه جاردنر، والاستقرار على استخدام تعريف الذكاءالانفعالى
الدماغ المبهر
يختص الفص الأوسط بالتحكم في كافة الجوانب المرتبطة بالعواطف والنوم والانتباه ونظام الجسم والهرمونات والنشاط الجنسي والشم وإنتاج معظم العناصر الكيمائية بالدماغ .
في لحظات الطوارئ، يبادر مركز العواطف الفص الأوسط بإصدار أوامره إلى بقية أجزاء الدماغ.
وفي تلك اللحظات، يختص الفص الأوسط بإعداد خطة سريعة لاتخاذ إجراء إما العراك أو الفرار أو التجمد ، وذلك بناء على ما تشير إليه الغرائز الداخلية التي تتحكم في كيفية التعامل مع تلك المواقف.
القشرة المخية الأمامية
تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن القشرة المخية الأمامية تمثل أهمية حرجة وذلك من حيث التنظيم والتحكم الذاتي في العواط، وتختص القشرة المخية الأمامية بتقييم الاندفاعات العاطفية وذلك بدءا من الجزء السفلي من الفص الأوسط ، وقد ترفض القشرة المخية الأمامية أحياناً بعض الاندفاعات العاطفية، وذلك لضمان فاعلية استجاباتنا لهذه الاندفاعات ،وبدون وجود خاصية الرفض هذه، فإن النتيجة قد تكون أشبه بانفجار عاطفي.
“تعتمد قدرات الذكاء الانفعالي – والتي تمثل أهمية قصوى بالنسبة للقيادات – على مدى سلاسة العمليات التي تجري في مجال القشرة الدماغية الأمامية”.
“ومن المنظور البيولوجي، فإن فن القيادة السليمة يتطلب المزج بين العقل والعواطف”.
القيادة في ظل ثقافة التغيير :
التعقيد يخلق التغيير، والمقصود بالتغيير أي مواجهة المجهول،ومواجهة المجهول تعني التعرض لمشاعر القلق، ومن المنظورالعاطفي، يمكن للأشخاص الذي يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاءالتعامل مع مشاعر القلق بصورة أفضل من غيرهم، ومن هذا المنطلق، فإن استخدام الذكاء الانفعالي في بيئة العمل يمثل أهمية حتمية لتحقيق الفاعلية في السياقات المُعقدة.
الذكاء الانفعالي:
"هو عبارة عن بوصلة داخلية تساعدنا على إدراك الصواب، وفي واقع الأمر، يتلاقي الفكر والعاطفة داخل العقل، كما تؤثر المشاعر والعواطف بقوة على قدرة الشخص على التفكير."
ويساهم الذكاء الإنفعالي بنسبة 85 إلى 90 بالمائة من إجمالي النجاح الذي يحققه القادة بالمنظمات المختلفة. يمثل الذكاء الانفعالي – دون غيره من القدرات والملكات الأخرى بما في ذلك معدلات الذكاءالعقلي المرتفع والخبرات الفنية المكتسبة أهم عامل من عوامل النجاح في الحياة المهنية، وكلما ارتفع شأن المنصب الذي يحتله الفرد في أية مؤسسة، كلما ازدادت أهمية الذكاء الانفعالي بالنسبة للشخص الذي يحتل هذا المنصب.
إن القيادة لا تعتمد على خصائص وسمات أسطورية أو خارقة ، ولا على المواهب المولود بها المرء ، ولكنها تعتمد على قدرة الأفراد، على أن يعرفوا أنفسهم ومواطن قوتهم ومواطن ضعفهم، وأن يتعلموا من التغذية الراجعة التى يحصلون عليها فى حياتهم اليومية ... إن القيادة تعنى باختصار القدرة على تحسين الذات