ان نظرية جان بياجه في اللعب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسيره لنمو الذكاء ويعتقد بياجه أن وجود عمليتي

التمثل والمطابقة ضروريتان لنمو كل كائن عضوي وأبسط مثل للتمثل هو الأكل فالطعام بعد ابتلاعه

يصبح جزءاً من الكائن الحي بينما تعني المطابقة توافق الكائن الحي مع العالم الخارجي كتغيير خط

السير مثلاً لتجنب عقبة من العقبات أو انقباض أعصاب العين في الضوء الباهر فالعمليتان متكاملتان إذ

تتمم الواحدة الأخرى كما يستعمل بياجيه عبارتي التمثل والمطابقة في معنى أعم لينطبقا على

العمليات العقلية فالمطابقة تعديل يقوم به الكائن الحي إزاء العالم الخارجي لتمثل المعلومات كما يرجع

النمو العقلي إلى التبادل المستمر والنشط بين التمثل والمطابقة ويحدث التكيف الذكي عندما تتعادل

العمليتان أو تكونان في حالة توازن وعندما لا يحدث هذا التوازن بين العمليتين فإن المطابقة مع الغاية

قد تكون لها الغلبة على التمثل وهذا يؤدي إلى نشوء المحاكاة وقد تكون الغلبة على التعاقب للتمثل

الذي يوائم بين الانطباع والتجربة السابقة ويطابق بينها وبين حاجات الفرد وهذا هو اللعب فاللعب

والتمثل جزء مكمل لنمو الذكاء ويسيران في المراحل نفسها .

أن نظرية بياجيه في اللعب تقوم على ثلاثة افتراضات رئيسة :

1- إن النمو العقلي يسير في تسلسل محدد من الممكن تسريعه أو

تأخيره ولكن التجربة لا يمكن أن تغيره وحدها

2- إن هذا التسلسل لا يكون مستمراً بل يتألف من مراحل يجب أن تتم

كل مرحلة منها قبل أن تبدأ المرحلة المعرفية التالية


3- إن هذا التسلسل في النمو العقلي يمكن تفسيره اعتماداً على نوع

العمليات المنطقية التي يشتمل عليها .