ا
دعوة لانقاذ الحب بداخلنا منقول,, ماذا نفعل إذا كنا نحمل عبر السنين إرثا جماعيا من الأمراض الماضية ..؟؟
مشاعرنا وأحاسيسنا أصبحت تدفعنا باتجاه تطوير الوعي بالرغبات الحسية ، والإنسانية ، و بالمتعة .. وإذا ما أصبحت هذه المفاهيم تمثل القيّم المطلقة للإنسان فهي تمثل الخطر، وتدق ناقوس الدمار في النهاية .
إن المستقبل الغامض هو كمن يصعد درجات سلم في الظلام . وهو خائف لأنه لا يرى الدرجات بل و يخاف من عدم وجودها . مما يعني أن أمله وحظه سيتناقص من بلوغ النهاية .
نحن لا نزال نصعد الدرج . ولكي نشعر بتواجدنا ، علينا أن نتعثر .. وبتعثرنا هذا نتلمس موقعنا جيدا ، وإذا ما حاولنا البقاء على درجة ما .. واعتبرنا أن ذلك هو السعادة الحقيقية . فسرعان ما سيقوم أحد ما بسحبنا من اذنينا إلى الدرجة التالية من أجل أن لا ننسى المهمة التي تقع على عاتقنا أو الموكلة إلينا في هذه الحياة !!!.. لأن ثبات السعادة البشرة هي درجة تجذبنا إلى البقاء فيها وبالتالي فهي ترفض السير قدماً إلى الأمام .. أو قد تكون الرغبة بالعودة إلى الوراء لتحسس لذة الدرجات الماضية .. إن الدوافع البشرية فقط ، هي التي تحجب الحب الإلهي عنا ..
الإنسان كما هي الخلية ، فهي كالكائن الحي ، عليها أن تعمل من أجل الجسم ، لكونها وحدة من كلًٍّ متكامل , وإذا حدث خلل ما ، كأن تعمل لنفسها فقط فستتسبب في إرسال من يقوضها أو أن يقضى عليها لأنها أخلّت بالنظام الكوني للجسم ، وبالتالي يجب تنحيتها. أو أن تتوالد محتوياتها لتصبح خلية سرطانية. لأنها تعمل من أجلها فقط . إن هذا التنحي لا يعني بأن هذه الخلية هي شريرة أو شيطانية . ولا بسبب حقد أو كراهية الجسم لها ، لكنها أًُنحيت فقط من أجل عملية إصلاح الخلل .
وكذلك الإنسان فعليه أن يعمل ضمن قانون وجوده الكوني فان سعى إلى غير هذا الهدف فسيحدث خللا في التركيبية المتوازنة للكون . لأن الإنسان بتركيبته الغير مادية يؤثر ويتأثر في الكون وخصوصا الجو الأرضي المحيط به فإذا غيّر نفسه فسيتغير الكون من حوله ...
يجب أن نكبح أنفسنا دورياً من سعيها لتحقيق الرغبات والمتع الحسية !! . وأن نتوجه إلى الله عندما يتحطم ما هو عائد إلى بشريتنا .. ! ومن المهم أن نفهم إننا في كل جزء من الثانية نقوم بالاختيار بين : التخلي عن الحب - وهو الشعاع الذي يأتي عبره الحب الإلهي - .. أو أن نسير نحوه....!!.
عندما تأخذ الرغبات الحسية و الإنسانية كلها بالتحقق فإنها سُتدمّر حتما ، ليس هي فقط بل ستتدمر مع طالبها .حينها يصبح هذا الأمر يشكل خطراً علينا وعلى العالم الخارجي المحيط...
علينا أن نفقد الحب تجاه الرغبات ونوقف عمليات نطوّرها إلى الحد الذي تصبح فيه حبا مربوطاً بالسعادة البشرية ، إن ما نحصل عليه من الحب الإلهي هو جرعة تعادل ملايين المرات ما يعطيه الحب البشري .. !!
إن لم تشعر بذلك ، فعليك أن تكرر بشكل مستمر وتقنع نفسك بأن الحب نحو الله هو أعلى مستويات السعادة .. وكلما حوصرت المتعة البشرية وتدمرت رغباتنا وأمنياتنا الحسية مع محافظتنا بنفس الوقت عل حبنا نحو الله ، كلما تمّت عمليات تراكم المحبة داخلنا بشكل دائم ومتواصل ..
فعندما يسعى الإنسان من أجل شئ مادي ويعمل من أجله ليكون هو الغاية ، فسرعان ما يتصادم مع العوائق التي تواجه طريقه إليها فيلجأ إلى الاعتراض والاستياء والغضب.... أو أنه يحصل عليها و يرتبط بحب مع المادة ويسعى إليها بنجاحاته وباعتزاز بالنفس وبالنظر بالفوقية إلى الغير. فتأتي الأمراض لتحاصر كلا الحالتين وذلك من أجل عمليات التطهير الروحي ليرجع الإنسان للعمل من أجل ما خلق له....
إن تعلم وإتقان تحمل الألم مع المحافظة على الحب ، هو الذي يقود إلى الشفاء ،يجب المحافظة على كل ما هو رباني في اللحظة التي يتهشم فيها كل ما هو إنساني أوحين تتحطم المثل العليا والآمال و الرغبات والتعلقات ...
وبقدر ما نطوّر في أنفسنا القدرة على مسامحة الشخص الآخر بقدر ما ستجري عمليات التغيير في أعماق ذواتنا وكذلك تتطور في أنفسنا القدرة على تقبل الإرادة الكونية لله مع الحفاظ على الحب فينا . وسنتمكن من إدراك الحقيقة بأنه لا ذنب للشخص الذي أساء إلينا ..
لا يتطابق الإنسان مع الشر الذي نراه فيه ، فالإنسان يبقى الكائن الأسمى المصنوع من قبل الله أما الشر فهو شيء آخر، لأن هذا المخلوق الذي يظهر منه الشر له من الأهمية الروحية والوجودية ما يناسبها من هذا الكون ... ؟؟ كلما كرهنا واحتقرنا واستأنا واشتكينا أكثر , كلما كان ارتباط روحنا أكثر بالأمور الدنيوية.. وكلما مرت هذه العدوانية بسرعة في لا شعورنا , أي في روحنا , كلما كان من الضروري إيقاف هذه العملية بسرعة.
إذا لم يعجبنا أمر ما يقوم به الآخرين فعلينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا أولاً ، وسرعان ما تتغير الأمور من حولنا .. إن أفضل طريقة لتربية الناس الذين يحيطون بنا هي تربية ذواتنا أولا . لأننا حين نقوم بتغيير أنفسنا نأخذ بتغيير تركيبات الزمان والمكان المحيطين بنا ، وكلما كان مستوى التغيير الذاتي والفردي أكبر وأعلى ، كلما كانت إمكانية التغييرات الحقيقية في العالم المحيط أعمق و أقوى..!! إنها الحقيقة الكونية المتمثلة في قوله " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ؟؟؟.
فإذا كنت تريد المساعدة وتطوير ونشر الحب على الذين من حولك !... ساعد نفسك أولاً .. لأن العمل على الذات يغيّر الوعي الباطني الذاتي والفردي .. وعبر انفعالاتنا الذاتية العالية يمكننا أن نؤثر على الوعي الجماعي المحيط بنا ، وسيرتفع و يتطور ، وبذلك يبدأ قانون التأثير المتبادل بين الوعي الجماعي والفردي بالإقلاع، ويتفاعل باتجاهين بتغذية متبادلة بينهما دون توقف ، لأن الإدراك و الوعي الجماعي يغيّر بفعالية كبيرة التركيبة الداخلية لكل فرد فيه ...
إن هذا العالم قاس !!!. وبنفس الوقت نحن غير قادرين على تغييره. لكن في مقدورنا أن نفعل شيئا آخر وهو أن نبدأ بتغيير علاقتنا تجاه العالم من خلال أعمال الخير والطيبة دون أن ننتظر كلمة شكر وعندئذ ستتحول الحياة لتصبح كريمة وسخية في تقديم الخير لنا والنجاح من كل الاتجاهات . حين تصمت الأنا (الأنانية ) سيبدأ البشر في إرسال الأفكار النقية والمنيرة والمفيدة من الحب والسعادة والإبداع إلى العالم من حولهم ، وسيكون لهم عالما خاصا يحيط بهم ، فالعالم المحيط هو انعكاس لعالمنا الداخلي ...
بين البشر لا يوجد أُناس مثاليون .. إذا لماذا نقيّم و نغضب و نحقد و نستاء من الإنسان ؟؟ فإذا كنا نتأمل وننتظر من الإنسان شيئاً كبيراً ، فإن الأسى والكآبة والاستياء ستكون أكبر وأكثر إن لم يتحقق هذا الشيء فيه ..!!
فالصدمات هي عملية فقدان ما اعتاد عليه أ و ما يتوقعه الإنسان أو فقدان كل ما هو غال على قلبه.
وإذا تمكن الإنسان من عبور هذه الصدمات- مع الحفاظ على حب الله بطريقة ناجحة – عندها يبدأ بالشفاء العميق. أما إن لم يتمكن من عبور وتخطي الصدمات –ولو كانت صغيرة وعابرة – ولم يتمكن من المحافظة على الحب، عند ذلك يتولد لديه عدم الرضا من النفس ،ومن الآخرين وحتى من الله ؟.. وستبدأ مرحلة جديدة من الأمراض . .
يوّلد الحب الرغبة والحياة .. .. في البداية تكون الرغبات صغيرة , ولا تطغى على الحب , ولكن ما أن تكبر الرغبات وتتسع فإنها تسحب الكثير من الطاقة ، وتصل إلى حد تقوم معه بسحب الحب من الروح ! وتولد عقائد وسلوك غير صحيحة. . وعندما تتقلص نسبة التوجه نحو الحب .. فان آلية إنقاذ النفس تقلع على الفور، ويجري كبح الرغبات وإيقافها ، بظهور الأمراض المختلفة . كالضغط والسكتات والجلطات وتصلب الشرايين. . .. وان لم نقم طوعا بتقليص رغباتنا المرتبطة بالجسد ( و إذا ضعف اتجاهنا نحو الحب ) فان عملية التطهر تصبح قسرية وستؤدي إلى الموت الفيزيائي . ومع الوقت يصبح الإنسان عبدا لرغباته ، وتتسرب كميات كبيرة من الطاقة من النفس إلى الجسد الذي يصبح بحاجة أكثر فأكثر إليها ، ومن ثم يصيبه المرض ويموت. إن هذا الأمر هو نتيجة التشبث بالحياة وبالرغبات.
لابد من الاعتراف بأنه قد حان الوقت للبدء بالتغيير في ذواتنا قبل الوصول إلى الحالة الحرجة .. إن الوقت الذي بقي أقل بكثير مما يبدو لنا .
نحن نقبع في أزمة حادة .. وليس بإمكان لأية محاولة خارجية من أن تغيّرنا أو تنقذنا .. علينا أن نشعر بضرورة العمل على ذواتنا و كذلك التمتع بهذا العمل . . دوام الأسى والحزن والألم والأسف على الماضي سيستهلك منا طاقة هائلة نحن أحوج إليها .. إن الشعور بالحب هو الكفيل أن يستوعب كل الأعمال والأستياءات و المشاكل الماضية والحاضرة .. وهو يعطينا متعة اكبر بأضعاف المرات مما يعطينا الجنس والخمر والطعام ومن تنفيذ الرغبات الجسدية والحسية الأخرى .
إذا كانت روحنا لا تسعى دائما نحو الله ولا تبحث عن طريق جديد للفهم والكمال , فإنها ستتعلق بسرعة بالأرض أي بالمادة وعندئذ ستبدأ آليات التطهير ألقسري بالعمل.
لا تعاملوا بعضكم بالمنطق البشري !! لماذا نستاء من بعضنا ونحقد ونتذمر ونقيّم بسبب سيطرة رغباتنا ودوافعنا البشرية مهما كانت عالية ونبيلة ؟؟؟
تعالوا لنعامل أنفسنا كما تستحق من الرفعة والأهمية . لنسامح أنفسنا ونصفح عنها كي نتعلّم كيف نسامح غيرنا ... نحن نملك كميات هائلة من الحب في داخلنا لكننا تخطيناها حين ودعنا طفولتنا فبدأنا نأسف ونقيّم ونستاء ونحقد على غيرنا وعلى أنفسنا لتفتك بنا الأمراض ....
إن الحب يحافظ على الحياة داخلنا.. و الحب يحافظ على المحيطين بنا ويحافظ على أولادنا وسيحافظ على أحفادن
ا .... .....