يعد مرض" الشيزوفرينيا" أو الفصام الذُهاني، من الأمراض النفسية التي يصاب بها الإنسان، مثله مثل الأمراض الأخرى؛ الاكتئاب والانطوائية والانبساطية.

ويعرف الاختصاصيون في علم النفس الشيزوفرينيا، بأنها إحدى الاضطرابات العقلية التي تؤدي إلى اضطرابات في جميع التصرفات، وتبدأ في الظهور في أغلب الحالات في سن المراهقة.

أسباب الإصابة بمرض الشيزوفرينيا إلى العامل الوراثي، حيث إن الآباء المصابين بهذا المرض يكون أبناؤهم أكثر استعدادا للإصابة به، وهم النسبة العظمى في غالبية حالات الإصابة.

ومن الأسباب الأخرى الانطوائية، حيث تجتمع صفات الانطوائية في شخص الفصام الذُهاني أو بعض منها، ومن صفات الشخص الانطوائي أنه شخص هادئ الطبع ويميل إلى العزلة، وجاد في كل أفعاله، وخجول وحساس وسريع الإثارة، كما أنه يكون طيب القلب محبا للطبيعة، وقارئا جيدا.

ويشير إلى حالات أخرى يكون فيها المريض مصابا في البداية بأمراض عضوية، إلى جانب وجود نساء يصبن بهذا المرض، لكن بعد الولادة، ومن الممكن ان يتعرض الشخص للفصام من دون أي سبب مباشر، أو يتعرض إلى صراع نفسي مزمن وعزلة أو صدمة نفسية.

أما عن أعراض الفصام الذُهاني فهي كثيرة برأي الطبيب النفسي د. محمد حباشنة، ومنها الاضطرابات العاطفية والفكرية، والاضطرابات الحسية والشخصية وفي الإرادة، والاضطراب الوظيفي.

ويوضح الاضطرابات العاطفية يكون فيها الشخص بارد الإحساس، ومتبلد الشعور، وقليل التفاعل مع الأحداث، وتعتريه نوبات التوتر". فيما الاضطراب الفكري يؤدي إلى انقطاع في التسلسل الفكري عند التفكير في أي أمر، وتظهر أفكار خاصة بالشخص المريض، لا يتقبلها أحد غيره، وفي الوقت نفسه غير قابلة للتغيير.

أما الاضطراب الحسي فيتمثل في الهلوسة بجميع أنواعها كالهلوسة البصرية أو السمعية أو الجلدية أو المتعلقة بالشم، أو تترجم في تخيل أشياء تحدث وليس لها أساس من الصحة في الواقع.

أما اضطراب الإرادة فيتخذ به الشخص السلبية كسمة في التفاعل مع المحيطين، مثل عدم الرغبة في العمل أو اتخاذ قرارات، وعدم القدرة علي التعاون مع الآخرين" وفقا للحباشنة الذي يشير إلى أن الاضطرابات الشخصية التي لا يتحكم بها الشخص في النفس، ويشعر بأنه أصبح شخصا مسيرا بعوامل أخرى، بعيدة عن قوته الفكرية الناجمة عن عدم التحكم في النفس.

ويعد مرض الفصام اضطرابا وظيفيا ويوصف "بالسلبية في الوظائف العضوية لجسم المريض"، وعلى سبيل المثال يقول "إذا حاولت رفع ذراع الشخص المريض بالفصام فإنه يقاوم الحركة في الاتجاه المعاكس وإذا تغلبت عليه ورفعت ذراعه وتركته في هذا الوضع فإنه يبقي عليه ساعات طويلة كتمثال الشمع".

مرض "الشيزوفرينيا" لا يؤثر على العديد من الوظائف، وعمليات تخص الجسد مثل الذكاء والانتباه والذاكرة والوعي.

أما عن أنواع الفصام الذُهاني، فيرى الحباشنة، أن منه ما يعد فصاما بسيطا، ويظهر في المراهقة وفترة الشباب، ومن أعراضه تبلد الإحساس، وضعف الإرادة واضطرابات في التفكير، وفشل في التعلم والعلم ومن انماطه أيضا كما يظهر في حالات الإجرام.

وهناك نوع من الفصام يسمى "الهيبيفريني"، ويظهر في سن المراهقة أيضا ومن أعراضه "اضطراب التفكير وضعف التركيز، وتبلد الشعور، وضحك هستيري، والهلوسة السمعية، والاندفاع في الرغبة الجنسية" وفقا للزعبي.

أما الفصام "الكاتاتوني"، فيظهر في نهاية مرحلة المراهقة وسن الشباب، ويكون فيه الشخص مقاوما للحركة، وسلبيا، ويؤدي حركات تكرارية غير هادفة، قليل أو عديم الكلام، وإن تحدث فلغته غير مفهومة، ويعاني من ضعف النبض، ونفس بطيء، وزرقة في الأطراف.

ويظهر الفصام الـ "بارانوي" عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم سن الثلاثين، ومن أعراضه الاضطراب الفكري المبني على الشكوك، وحدوث نوبات من جنون العظمة، وهلوسة سمعية.

أما عن طرق علاج الفصام الذهاني فيقول حباشنة "هذا المرض قابل للعلاج ويمكن ان يتعرض له أي شخص مهما كانت طبقته الاجتماعية فقيرا أو غنيا، وأفضل علاج له التشخيص المبكر، فضلا عن اهتمام الآباء بشكوى الأبناء مع ملاحظة تصرفاتهم باستمرار.

والعلاج بسيط لكن تبعا للحالة ذاتها؛ لأن الشخص يمارس حياته بصورة طبيعية مع متابعة الطبيب المشرف والأهل.