الإيجابية تتضمن معانٍ كثيرة وأفعال محمودة وأقوال مشهودة، ومن الإيجابية أن ننزع الخوف من داخلنا، وأن نتعامل مع كافة الأحداث التي تمر بنا، بحيث نعالجها ونقف على ما أصبنا فيها وما أخطأنا حتى نصل إلى شاطئ الفعل المنشود.
[SIZE=أكاديمي]


هناك من البشر من تعود ممارسة الخوف، وبل أنه يسجن أفكاره وقوته وإرادته وقدرته في غرفة مغلقة، فيسكت صوته وينزوي جسدا، وينتظر العون من الغير تواكلاً وخوفا، والبعض يهادن الظالم ويطري عليه ابتغاء تفادي شروره وبطشه وعنجهيته، وهذه أيضا فلسفة لا تقدم أي نجاح ولا تمنع أي مكروه ولا تصنع الشخصية القوية القادرة على القيادة وصناعة الإبداع .

فلسفة الخوف هي المعنى المتناقض مع الإيجابية، فهي تحول صاحبها إلى إنسان سلبي، قليل القيمة، كثير التخاذل، متلون في المواقف، ومنعزل عند الشدائد، والشجاعة لا تعني التطاول، فليكن الإنسان شجاعا، وكما أن الاحترام لا يعني الخنوع فيجب أن يتجرد الإنسان من الرضا بالظلم.

وفي الجهة المقابلة، نجد أن هناك ممارسات مرفوضة يقوم بها المسؤول تجاه من يعملون معه، فنرجسية القوة لديه تجعله يعتقد أن من يعملون معه قد رضعوا الخوف من ألبان أمهاتهم، وأنهم يلزموا الصمت لهيبته، ولكنه نسي أن خوف الإنسان من أخيه الإنسان يعني غياب الاحترام والتقدير نتيجة حتمية، وأن الإمعان في ممارسة الظلم والباطل لغرض إخضاع الغير وإقفال أفواههم وسلب إرادتهم وتكميم آرائهم، ستكون نتائجه كارثية في وقت ما، ولن يكون هناك ثقة أو قناعة .

ان من يعتقد أن منصبه أو موقعه قد مَكنه من رقاب الناس ويتغول في ممارسة الظلم، ويتعامل مع الناس كعبيد، فلن يطول به الأمد، لأن الله أولا يمهل ولا يهمل، ومن ثانيا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن الله يسخر أصوات تصدح بالحق وبالحق تصدح، ويسمعون الحقيقة للقاصي والداني ولا يعرفون الخنوع إلا لله عزوجل.

إن صد الظالمين الطغاة والمتجبرين لن يكون يوم من الأيام تطاولا أو تعدي على القوانين أو النظم، بل هو دفاع مشروع وفعل مطلوب، كي لا يتحول الكرسي إلى سوط والناس الى عبيد، فليحرر الخائفون أرواحهم من الخوف وليطلقوا لجوارحهم العنان، وليسيروا في طريق الانتصار لمبادئهم وقناعاتهم ومواقفهم.

إن الخائف المرتعب المنغمس في فلسفة التراجع يتنازل دون مقابل عن حقه، فالمطلوب هو الوقوف على الحقائق بشجاعة .



[/SIZE]