(1) التحدث مع الذات
" القاتل الصامت "


مثل (أحب عملي جيدا"
انا انسان ممتاز
كل يوم وفي كل شيء حياتي تتحسن من أحسن الى أحسن
أنا صبور جدا" وذاكرتي ممتازه )


*انت اليوم حيث اوصلتك افكارك وستكون غدا حيث تأخذك افكارك *• جيمس آلان

هل تسمع احيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لوكان هناك شخصا يتحدث إليك ؟
هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكرا حتى تنهي تقريرا أو تقوم بعمل شيئا مهما وسمعت صوتين من داخلك ... احدهما يحثك على النهوظ والآخر يشجعك على ان تظل راقدا في سريرك مع الدفء والراحة ؟ ... ترى أي الصوتين كان الفائز ؟
هل تذكر في مرة كان من المفروض أن تذهب لمزاولة تمرينك الرياضي ولكنك سمعت صوتا يناديك من داخلك ويحثك على البقاء في المنزل ومشاهدة التلفزيون والتهام قطعة مغرية من الحلويات ؟

دعني اسألك ... هل احيانا تتحدث مع نفسك ؟
كلنا كائنات تتكلم وتفكر وهذا لن يتوقف طالما نحن احياء ...
هل تتحدث الى نفسك بصوت مرتفع ؟
تخيل انك كنت في مناقشة حادة مع رئيسك وكنت تقول في نفسك " هذا شخص غبي وأنا اكرهه " ... أو تخيل لو أن شخصا ركز نظره عليك بينما أنت تتحدث مع نفسك بصوت مرتفع ؟... قطعا ذلك الشخص سيظن انك غير متزن عقليا !!!

ربما تكون قد مررت بتجربة سلبية سببت لك إحساسا سيئا ومن وقت لآخر تسمع صوتا يذكرك بتلك التجربة ويعيد عليك نفس الإحساس السيء .
أو ما رأيك في تجربة لم تحدث بعد ؟... فبالرغم أن هذه التجربة من الممكن أن تحدث في المستقبل فقط إلاّ إنك تفكر فيها وتشعر مقدما بالضيق من نتائجها المنتظرة قائلا في نفسك " لماذا انتظر حتى أمر التجربة ؟ ... أعتقد أنه من الأفضل أن أشعر بالهموم من الآن "!!

دعني اسألك
لو أن رئيسك في العمل طلب منك في بداية الأسبوع مقابلته في مكتبه يوم الخميس الساعة التاسعة صباحا ، فماذا سيخطر في بالك ؟

طبعا ستسأل نفسك العديد من الأسئلة مثل :
" لماذا يريد مقابلتي ؟"... " ما هو الخطأ الذي ارتكبته ؟ " ... "
هل سيقوم بفصلي من العمل ؟ " ...
وتتوقع بالتالي كل السلبيات ، أليس كذلك ؟ ...
ولكن في نفس الوقت هل من الممكن أن يدور في خاطرك بدلا من كل هذه السلبيات ، تكهنات مثل :
ترى كم ستكون العلاوة التي سيمنحني إياها ؟؟ ا
شك طبعا أن يدور هذا في تفكيرك ، بل إنك من الممكن أن تعود إلى بيتك بعد نهاية العمل وتقص على زوجتك أنباء هذا الطلب المفاجئ من رئيسك في العمل وبالتالي يسبب ذلك لكما المضايقات . ترى ماذا سيكون شعورك في بداية الأسبوع ؟
هل انت معنويا مرتفع أم منخفض ؟ ...
وماذا عن اليوم التالي ؟ ...
واليوم الذي يليه ؟ ...
قطعا ستكون معنوياتك منخفضة أليس كذلك ؟

وأخيرا يأتي يوم الخميس وانت تنتظر أحدى المصائب وتفاجأ بأن رئيسك يقابلك بأبتسامة عريضة قائلا " كل عام وانت بخير أردت أن أكون أول المهنئين بعيد ميلادك اليوم "!! ...
وهكذا حملت كل الهموم والأحاسيس السلبية مقدما وبدون أي سبب .

في كتابه " كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية " قال ديل كارنيجي " أن اكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد أنها ستسبب في الأحساسات السلبية لن تحدث أبدا ، و7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو أو الموت مثلا " .
كطبيعة البشر نحن كثيرا ما نتحدث إلى أنفسنا ونتوقع السلبيات ، وقد أجرت إحدى الجامعات في كاليفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1983 وتوصلت الى أن اكثر من 80% من الذي نقوله لأنفسنا يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتنا ولك أن تتخيل مدى تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات ... والآن أريد أن اكلفك بعمل شيئا بسيطا وهو كلما انهمكت في التفكير فعليك أن تتوقف وتدون النقاط التي كنت تفكر فيها وستندهش من الكم الهائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات التي اثقلت بها ذهنك .

وهناك مفاجأة اخرى حيث أن البحث لم يصل الى تلك النتائج فقط بل توصل أيضا إلى أن هذا القلق يتسبب في اكثر من 75% من الأمراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية ، أي أنك بكامل إرادتك تتحدث إلى نفسك وتفكر بطريقة سلبية وايضا تصاب بالمرض ولا تحتاج لأي مساعدة من أحد لأنجاز كل ذلك .