عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
قصص يحفز الطاقات (تجربة هود عليه السلام )
إن قصص الأنبياء – عليهم السلام – يوسع آفاقنا الفكرية والوجدانية ويرسم لنا مسارات عملية للنهوض والإبداع وعمارة الأرض بما يؤهلنا للتفوق والنهوض الحضارى ، فهذا القصص الرائع يبنى الشخصية القوية المؤمنة التى تحمل مسيرة النهضة وتدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل وشكره وعبادته وأبرز مافى قصة هود عليه السلام هو:
أن العمل للنهضة والإصلاح لا ينبغى له أن يتوقف أو يهدأ مع وجود الإعراض من الناس وكثرة التحديات والمؤامرات التى تحيط بشباب النهضة
وهذه وقفات مع تجربة هود عليه السلام فى الدعوة والنهضة :
1 : بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام من آمنمعه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكنبينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسىالناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام. انحرف الناس عن عبادة الله وحده.
قال أحفاد قوم نوح: لا نريد أن ننسى آبائنا الذيننجاهم الله من الطوفان. وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيمجيلا بعد جيل، فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطانإلى آلهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا هوداإلى قومه.
2- كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف.. وهو صحراءتمتلئ بالرمال، وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدةالضخامة والارتفاع.
3- كان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها،ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفواأنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.
4= وجه هود عليه السلام قومه إلى الاستغفار والتوبة ولفت أنظارهم إلى ضرورة السير فى طريق الاستقامة كى يحددوا نيتهم ويحولوها فى ظل العقيدة الصحيحة إلى عمل وعطاء وعبادة صادقة فيعطيهم الله عز وجل القوة الشاملة ويعينهم بالخيرات
لكل من يريد أن يبنى نهضة للأمة وفى ظلال قصة هود عليه السلام أقول له :
إن نظافة القلب والعمل الصالح والثقة برحمة الله ونصره للمؤمنين مفاتيح للقوة الشاملة فى حياة الفرد والمجتمع
كما أننى لا أتصور نهضة للأمة بدون تربية عقائدية إيمانية تؤسس النفوس على التوجه الصادق إلى الله عز وجل فهذا من مقومات إعمار الأرض .
5- قال هود عليه السلام لقوله يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَمَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ(
فالتمسك بحبل الله المتين يمنح المجتمع قوة الفرد وقوة المجتمع ويطلق طاقات الإنسان فيعمل وينتج وكل قوة تستند إلى غير الله فهى ضعيفة ومعرضة للفشل والخسران فتمسكوا يا شباب النهضة بعلاقة سليمة مع الله – عز وجل ففى هذا سر سعادتكم ونجاحكم .
6- لقد ظن قومه به الظنون وانحرفت نفوسهم فظنوا أنه يهذى وقالوا له : لقد أصابك أحد آلهتنا بسوء ، وأعلنوا صراحة عدمالاستجابة (وما نحن لك بمؤمنين )
7-إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهمنبيهم للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا يفكرواإلا بالمجد والسلطة والرياسة.
8-أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريدمنهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيفجعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرضالتي تمنح الخير والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هودحولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا فيالعناد.
لقد أمعنوا فى العناد ويقول القرآن (واتبعوا أمر كل جبار عنيد)يعنى لم تكن لهم ذاتية يفكرون ويخططون من خلالها ويتحركون بها للحق وهذه الذاتية عندما تتوفر لكم يا شباب نهضتنا فى ضوء منهجنا الإسلامى سنفعل لحضارتنا الخير الكثير
9- توجه هود عليه السلام إلى الله وحده متوكلا عليه (إنى توكلت على الله ربى وربكم ) ومتسلحا بعزة الإيمان وكله ثقة بأن الله عز وجل سنصره ويقويه ويعينه : وشباب نهضتنا أحوج إلى هذه الثقة كى يؤدوا واجباتهم ومسئوولياتهم وكلهم ثقة بأن الله عز وجل سيعينهم ويمكنهم من مواجهة التحديات التى تحيط بهم ويمكن لهم فى الأرض
لقد جاءت ساعة العذاب على الكافرين المعرضين ونجا الله أهل الحق (هودا والذين آمنوا معه وصيروا وتوكلوا على الله ) برحمة مباشرة من الله عز وجل وأهلك الله المعاندين فأرسل عليهم ريحا صرصرا عاتية ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، نحسات ، تدمر كل شيئ بأمر ربها (وأتبعوا فى هذه الدنيا لعنه ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لقوم هود ) (هود الآية 60)
سيظل القصص القرآنى دليلا للدعوة الإسلامية الهادية الخالدة ومحركا لطاقات النهوض فى الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
.
المفضلات