تعلمت من خلال أحد الدروس التي أخذتها في مقياس "تسيير الموارد

البشرية" أن المؤسسة مطالبة بتحقيق بيئة عمل ذات جودة، تُمكِّن المورد

البشري من تحقيق اشباعاته الآجلة ،في أن يحقق ذاته و يكون متميزا ،

وهنا يظهر تدريجيا مفهوم الرضا الوظيفي ،و في حال تراكم الرضا لدى

الفرد سيتحوّل إلى إنتماء للمؤسسة ثمّ إلى ولاء ثم وفاء، و هذا سيؤدي

إلى الإلتزام المعنوي للتَميُّز في العمل، حينها سيُقدِّم الفرد أكثر ممّا هو

مطالب به و هذا ما يُسمّى بالمواطنة و الغيرة على المؤسسة ، فإن كان

هذا حال الفرد في المؤسسة التي تعامله على أنه بشرا لا آلة أو قطعة
غيار-هذا

المفهوم الذي ظهر مع ظهور إدارة الموارد البشرية و التي جاءت

للإعتناء بالإنسان- فكيف لو عُمِّم المفهوم على الدولة لِتُعامِل أفرادها على

أنهم بشر لا على أنهم مجرد تكاليف في ميزانيتها متناسية أنّ صافي

دخلها من مجهوداتهم و عرق جبينهم و إن أعطتهم أجورهم تعتقد بأنّها تمنّ

عليهم . لذا حين تعامل الدول مواطنيها على أنهم بشرا و تحسسهم

بإنسانيتهم في بلدهم فسيكون كُلّ شيء فيها على ما يرام ، فلابد من

التعامل فيما بيننا بالعلاقات الإنسانية لأنّها قائمة على النضج و الإتزان لا

بالعلاقات الشخصية لأن هذه الأخيرة مبنية على العواطف و المصالح ، و

التعامل بالعلاقات الشخصية سيقتل روح الجدّية في علاقات العمل .