في كثير من الأحيان، نفقد البوصلة، والسبب عدم قدرتنا على تحديد ما هو المهم وما هو غير المهم في حياتنا.
المسألة تحتاج إلى ذكاء وقرار نقول فيه، وبقدر كبير من الصدق معالذات: هذا مهم، وهذا غير مهم في حياتي.إنّ تحديد نسبة الأهمية لكل أمر في حياتنا يتطلّب منّا أن نلاحظ قراراتنا طوال اليوم، وأن نكون صادقين مع أنفسنا في سؤال ذاتنا: ما هو المهم؟ هل بدلة جديدة هي التي تعطينا السعادة؟ هل ساعات عمل إضافية هي التي تعطينا السعادة؟ هل هي زيارة الأهل، أم ضحكة مع صديق؟ أم أن السعادة هي جلسة صفاء معذاتك؟الحياة رحلة، وكل واحد فينا مسؤول عن رحلة حياته بشكل كبير. وكلما كان الإنسان أكثر قدرة على تحديد سعادته الحقيقية ومعرفة ما هو المهم في حياته، كانت الرحلة أجمل وأكثر راحة وسعادة.إنّ أروع ما في الحياة هي تلك الفرص التي تمنحنا إيّاها لارتياد محطات بعيدة، إذ يصعب على الفئة التي تحط الرحال بسرعة وتمارس الثبات أن تعرف لذّة المجهول. هذه الفئة تحب الثبات وتقول: هذه هي الحقيقة، هذه هي الطريقة، ولا شيء غيرها.الحياة مسلسل من المغامرة، ننهي جزءاً ونبدأ جزءاً ثانياً. ومن المجدي أن ننظر إلىالحياة نظرتنا إلى الحبيب، إلى كلما رأينا شيئاً فيه، نسعد به أكثر، ونطلب المزيد لنراه بشكل مختلف، أو لأجل أمر مختلف.الحياة ليست معركة نخوضها وننهيها.الحياة تحتاج إلى أن ننظر إليها وكأنّها رحلةطويلة، كلها فصول جميلة ومناظر جميلة لا يُمَل منها. لذا، استمتع بكل محطة في حياتك.وإحدى النقاط المهمة في رحلة حياتنا، هي عدم عزل ذواتنا عن الكون بشكل أو بآخر. هناك في حالة الانتماء لذّة خاصة. لذا، لا تهز كتفيك وتقول: "هذا الأمر لا أعرفه، هذا الأمر لا يخصّني"، وغيرهما من مواقف الانعزال. فأنت جزء من العالم، وليس من الحكمة أن تعزل نفسك عن هذا العالم.قد لا يكون عندك اهتمام بالسياسة، وقد لا يكون همّك الموضة، ولا يعني لك الكثير اختراع آخر دواء للسكّري قد تم ابتكاره. ولكن، كلما كان عندك معرفة عامة بما يحصل حولك في العالم، كنت أنت جزءاً من العالم، وجزءاً فعّالاً.هذه هي الحياة، بينما الجهل عزلة وظلام، والعزلة وحدة. أمّا الوجود في أجزاء مختلفة من الحياة، فيعني خلق صلة بينك وبين العالم كله.إنّنا نعيش الحياةمرة واحدة.. فاجعلها جيدة بكثير من المشاركة والحُب.