[SIZE=أكاديمي]توجيه النقد له أصول يجب أن تتعلمها .. ؟؟



النقد من علامات استمرار الحياة بين البشر فنحن ننقد إذن نحن نتفاعل معا، وبما أن لكل شيء قواعد وذوقيات لابد من الالتزام بها، للنقد أيضا طرق مثالية توصل ما نريد قوله بطريقة مهذبة لا تؤذي مشاعر من نوجه له هذا النقد، لذا دعونا نتعلم كيف ننقد بعضنا البعض ونحقق مانهدف بأقصر الطرق وبأفضل الكلمات.

في النقد لا تعتمد على مشاعرك:[/SIZE]
[SIZE=أكاديمي]
عند توجيه النقد لشخص ما لا تترك مشاعرك تتحكم بك، لأن المشاعر تمثل صوتاً غير عقلاني سوف يوقعك في الخطأ وبدلا من توجيه من تنقده بطريقة ودية سوف يأخذ موقفاً عكسياً قد يضايقه منك ولا يتقبل ما تقول.
عندما تشعر أن ما يتحكم فيك هي مشاعرك تجنب تماما كتابة ما تشعر به للشخص الآخر حتى لا تبدو أمامه في موقف ضعف أو سوء فهم.

كن ملماً بموضوع النقد:[/SIZE]
[SIZE=أكاديمي]
يقوم العديد من الناس بتوجيه النقد على أشياء وموضوعات لا يعلمون شيئا عنها، وهذا يبدو شيئا سخيفاً معبرا عن جهل من يتحدث، لذلك يجب أولا أن يكون لديك قاعدة عريضة من المعلومات والخبرة عن موضوع النقد حتى يكون نقدك بناء وفي موقعه المناسب بدون تحيز.

حدد أهدافك من توجيه النقد:[/SIZE]
[SIZE=أكاديمي]
عند النقد لابد أن يكون لديك أهداف محددة منه، فمثلا عندما تنقد ملابس شخص ما يكون بقصد أن يحسن من طريقته في الملبس، أو عند نقد طريقة تناول شخص لطعامه أن يكون هدفك توجيهه إلى تناول طعام صحي، توجيه نقد لطفلك بخصوص طريقته في الاستذكار يكون الهدف أن يتفوق في دراسته وهكذا.
لكن أن تنقد لمجرد النقد أو لتضايق من تنقده بدون هدف يعتبر تصرفا غير لائق سوف يعود عليك بمشكلات كثيرة أبسطها ابتعاد الناس عنك وتجنب التعامل معك وهذا شيء لا يحتمل.

لا تحاول دفن القضية بل تصد لها:[/SIZE]
[SIZE=أكاديمي]
عندما تكون هناك قضية شائكة بحاجة إلى معالجتها لا تحاول أن تخفيها أو تدفنها بأي طريقة؛ لأن مجرد محاولتك ذلك سوف تظهر المشكلة للعيان بوسائل غير متوقعة خارجة عن إرادتك، والأفضل أن تكشف عن هذه المشكلة لمن يتسبب في حدوثها وتحاول إيجاد الحل المناسب بالنقد البناء والنصح.

اجمع بين الجانب العقلاني والوجداني:[/SIZE]

لمعالجة قضية معينة بواسطة النقد العقلاني البحت قد يشعر المستقبل بنوع من البرود والقسوة في رسالتك، وإذا استخدمت الجانب العاطفي فقط وتجنب المساندة العقلانية لما تقول قد يتحول الأمر إلى أسوأ ما كان عليه من قبل، لذلك يجب أن تحتوي كلماتك على أدلة وبراهين عقلية يتقبلها العقل، وتقديمها للشخص بأسلوب مغلف بلمسة عاطفية كنغمة الصوت الدافئة مع لغة الجسد والاتصال بالعين وبهذا تحقق هدفك بطريقة معتدلة ومتوازنة.

قبل النقد ابدأ بالجوانب الإيجابية لدى الشخص:

قبل توجيه النقد لغيرك على شيء سلبي يقوم به حاول أولا استعراض ما يملك هذا الشخص من إيجابيات أولا كوسيلة لفتح طريق مفروش بالاحترام والتوافق فيما بينكما وبعدها ابدأ في استعراض الجوانب السلبية خطوة بخطوة فهذه الطريقة واجب استخدامها لسببين على قدر كبير من الأهمية وهما:
- عند بدء حديثك بسرد إيجابيات الشخص المراد نقده يكون أكثر انفتاحا معك وتقبلا لما تقدم من انتقادات خاصة كما سيستمع إليك بصدر رحب.
- إذا لم تفعل وأجلت الجانب الإيجابي لنهاية المحادثة ربما يميل الشخص الآخر لتجاهل ما تقول ويحاول انتقاء ما يعجبه وترك ما لا يعجبه.

تجنب النقد الهجومي:

احذر النقد باستخدام وسائل هجومية أو تهكمية كأن تلقي على من تريد نقده كلمات السخرية أمام الجميع، أو تحاول تشبيهه بأشياء أو أشخاص سلبيين أو حتى عن طريق أن تشكوه للغير، فهذه كلها طرق هجومية وليست وسائل نقدية معتدلة.

انقد الأشياء وليس الأشخاص:

من أسوأ طرق النقد اعتبار الشخص جانبا سلبيا يجب القصاص منه أو محوه من حياتك وهذا منتهى الخطأ، يجب أن نعلم أن سلبيات الشخص ما هي إلا بعض السمات السيئة التي التصقت به بالممارسة أو الاكتساب لكنها ليست هي الشخص نفسه، فحاول دائما أن تنقد التصرف وليس من يقوم به.
فمثلا قد يكذب صديقك في معلومة ما، عند توجيه النقد تحدث عن الكذب بشكل عام على أنه سمة قبيحة لابد أن نتخلى عنها، لذا حاول تعميم الفكرة بدلا من تخصيصها على شخصه حتى لا تشعره بالحرج أو تلقى عدم استجابة أو نفور مما تقول.

وجه النقد نحو التصرفات:

كن محددا في نقدك، وكما تقوم بتربية أطفالك وتوجيههم بالابتعاد عن السلوكيات الخاطئة عليك ممارسة نفس الطريقة مع الكبار بحيث تلفت نظر الشخص أن بعض السلوكيات مثل كذا وكذا غير مقبولة وليس الشخص نفسه.
عند الحديث عن السلوكيات يجب تحديد الأنواع التي تقصدها حتى لا يحدث سوء فهم بينك وبين من تنقده وخاصة عند التعامل مع الكبار، كأن تقول له أن تلك التصرفات تترك آثارا سلبية عليك وتجعلك تشعر بالغضب، الإحباط، والحزن أو أنك شخص غير محبوب عندما تفعل كذا وكذا.

وجه النقد نحو الأفكار:

يملك كل منا عمدا أو من غير قصد مجموعة كاملة من الأفكار والمفاهيم، والفلسفات لذا حاول توجيه نقدك لتلك الأفكار وليس لمن يحملها، فقد يؤمن أحدهم بأن العنف هو أفضل طريقة لتربية الأطفال وفي هذه الحالة يجب أن تعرف أن هذا المفهوم الخاطيء هو مجرد فكرة داخل عقل الشخص وليست جزءاً ملتصقاً بجسده لا يمكن أن ينفصل عنه، لذا حاول معالجة هذه الفكرة السلبية وإقناعه بالشيء الصحيح بدلا من أن تحضر سكينا لتقطع جزءا من جسده.

التفت لما يلي:

- يمكنك توجيه المدح أمام الجميع لكن النقد لابد أن يكون بشكل خاص بينك وبين من تنقده فقط، إلا إذا كنت تنقد قضية أو شخصية عامة.
- كن مستعدا لتقبل النقد المقابل من نفس الشخص الذي تنقده فقد يقاومك بتوجيه اللوم أو التهم إليك حتى يتخلص منك أو يحولك من مدين إلى مدان.
- احذر أن تستخدم الكلمات اللاذعة أو السباب كوسيلة للنقد؛ لأن النقد عمل مهذب لذا لابد أن لا يخرج عن هذا الإطار.
- اعلم أن لكل مقام مقالاً فلا تستخدم نفس طريقة النقد مع كل الأشخاص والأعمار والمكانة، إنما حاول أن تستخدم الطريقة التي تناسب عمر وفكر كل شخص على حدة.
- لكل إنسان مفتاح يمكنك الدخول بواسطته إلى عقله فحاول اكتشاف هذا المفتاح حتى لا تتعرض للطرد.
- تجنب التهديد أو المعايرة تماما عندما ترغب في نقد سلبية معينة فهذه وسائل المجرمين وليس الناصحين.
- لا تنس أنك أيضا بشر ولديك أخطاؤك فحاول دائما أن تصلح من نفسك لتكون مثالاً يحتذى به أمام من توجه له النقد.
- توقع أن هناك سلبيات قد لا يستطيع الشخص التخلص منها مهما حاول ذلك وفي هذه الحالة عليك تقبله كما هو أو غرس سمة إيجابية مضادة للسمة السلبية الموجودة لديه كمحاولة منك للإصلاح على قدر الإمكان