إن من يعيش عمره على وتيرة واحدة جدير أن يصيبه الملل, لأن النفس ملولة, فإن الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة, لذلك غاير سبحانه وتعالى بين الأزمنة والأمكنة, والاطعمة والمشروبات والمخلوقات, ليل, نهار, سهل, جبل, ابيض, اسود, حار, بارد وظل وحرور, حلو وحامض, وقد ذكر الله هذا التنوع والاختلاف في كتابه فقال: "يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه " وقال: "مشتبه وغير متشابه" وقال: "وتلك الأيام نداولها بين الناس".