يولد الانسان ونظرته الى الحياة موحدة وتدور كلها حول كونه سعيدا، ومنذ اللحظات الأولى يبدأ في النمو.
وأثناء عملية النمو تبدأ في الظهور إحتياجات هي محور تجربته الانسانية في الارض وكل احتياج يجلب معه تحدي جديد يحثه على النمو وبما أن احتياجاته مرتبطة بعلاقاته واتصاله بالآخرين واتصاله بنفسه، تتكون لديه ادوار ومظاهر أساسية ينمو من خلالها حتى آخر لحظة منحياته ونهاية أجله، ولكن الطريقة التي تعمل بها هذه المظاهر تبدو ظاهريا هرمية التكوين ويصعد بها حتى يصل الى قمتها، فإذا حاول ان يوازن بينها ويتوازن في تلبيتها جميعها في نفس الوقت اصبحث عبئا وألما ووصل منها الى احباطات وشعور بالنقص بسبب انه ينسى انسانيته ويخرج امكانية الخطأ وقبوله به.

فيبدأ في وضع الأهداف والخطط في محاولة منه للحصول على التوازن وعلى السعادة والنجاح، وكل ذلكفي غاية يطمح الوصول لها وهي التحكم في حياته.رغم أن النية والأهداف بناءة ويمكن تحقيق الكثير من الأهداف وتنفيذ الخطط، الا انه لن يتمكن منتحقيق التوازن فيها جميعا، وغالبا ما تحقق بعضها على حساب البعض الآخر، ولكن اذا نظرنا من آخر الحياة ومن نهاية الأجل يصبح هناك معادلة أخرى تختلف تماما في كيفية قضاءحياتنا وتنتهي قضية محاولة التحكم في حياتنا.
فيكون حينها كيفاعيش حياتي أهم من كيف اتحكم في حياتي، فالتحكم في الحياة يكون بيد خالق هذهالحياة، أما كيف تعيش هذه الحياة فيكون من مسؤوليتك أنت.
فإذا كان هدفك في الحياة ان تصل الى التوازن والذي يوصلك بدوره الى السكون فانت هنا تخالف طبيعة الدنيا والتي هي دائمة التغيير والحركة.
أما اذا طبقت التناغم مع طبيعة الدنيا في تغيراتها وحركتها الدائمة عندها تستطيع ان تعيش حياتك وتنمو ضمن منهج الحياة الذي اخترته لنفسك.
والدارس لحياةالانسان يرى ان له احتياجات في الدنيا، منها ما هو نفسي ومنها ما هو عضوي وجسدي ومنها ما هو ديني يصل به ما بين الدنيا والآخرة.
وفي اثناء حياته تبدأ بالظهور ابعاد يتفاعل من خلالها مع ما حوله ومن حوله، وهي ابعاد تظهر وتنمو وتتغير وتتطور حسب مرحلته في الحياة واحتياجات كل مرحلة.
سطور حياتك تبدأالآن أكمل هذا الموضوع بنفسك ... هذه مسئوليتك