لا أحد أعلم بك منك، وليس لغيرك أن يبادر عنك، فتهيأ وشمر للتغيير والتعديل، واعلم أن الأمر يحتاج إلى عزيمة رجال، وصبر جمال، وثبات جبال


يعرف الصينيون الجنون بأنه:


(طلب نتائج جديدة بنفس الوسائل القديمة)، التغيير مطلب متجدد، والماء الآسن تمجه الأفواه، ولا يشرب منه إلا مضطر.




والخِذلان هو تجديد تأخير المبادرة إلى حين فوات المطلوب أو خوران العزيمة.




والعاقل يعلم أنه إن لم يتقدم فسوف يتأخر حتمًا، وإن لم يرتفع فسوف ينخفض ولا ريب.




إن الشخص المسوِّف ولو يومًا واحدًا يقع في دائرة التخاذل، التي سرعان ما تتوسع يومًا بعد يوم، فلا تزال تلك الدائرة تكبر حتى تكون شهرين ثم سنتين ويضيع العمر، حينئذٍ فالطفل يقول: حين أصبح صبيًّا، والصبي ينتظر متى يصير فتًى، والفتى يحلم أن يكون شابًّا ليحقق أحلامه، والشاب يقول: حين أنهي الجامعة، وبعد أن ينهي تعليمه أو يتركه يقول: حين أتزوج، وعندما يتزوج يقول: حين أنجب أولادًا وأكون ربَّ أسرة، ثم حين يكبر الأولاد يقول: حين أتقاعد، وعندما يتقاعد، يبدأ بالتأسف على العمر الذي مضى دون أن يعيشه كما كان يحلم ويرغب.




ابدأ التغيير بنفسك وعدِّل المسار، وسوف ترى أن الأمور بدأت تتغير إلى صالحك.




لا تنتظر أن يأتيك تغييرٌ من السماء وأنت قد كتفت يديك، وغرقت في ظلمك وظلامك، فلا بد أن تتحرك نحو التغيير؛ حتى يأتيك الفتح من ربك - سبحانه - : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فابدأ بفعل السبب، ولن يخذلك ربُّك - سبحانه.




إن تغيير العادات أشد من نقل الصخر، ولكن صاحب العزيمة القوية والعقل المدرك إذا علم أن ما كان يفعله أو تعود عليه، أو ورثه من آبائه خطأٌ، فلا يرضى بشيء دون تغييره، ومن صَدَق الله صَدَقه الله.




إن كثيرًا من الإخوة المدخنين ما أن يناصحوا بترك الدخان حتى يقول لمن نصحه: ادعُ لنا يا شيخ.




إنها كلمة يطلقها العجزة، أو من هو غير حريص على تركه: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ ﴾ [التوبة: 46].




نعم الدعاء مطلوب، لكن الدعاء يحتاج إلى أن تبدأ أنت بخطوات عملية تدل على صدقك وجديتك: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159].