عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
التعبير عن المشاعر باهتزاز الجسد
لتعبير عن المشاعر باهتزاز الجسد
المقال لدكتور احمد عمارة
في يوم من الأيام جئت إلى هذه الدنيا ، جئت لا تفقه شيئا ولا تعلم شيئا لا تتقن الكلام ولا التعبير بالحديث والألفاظ والكلمات ، بل لم تكن تفكر في هذا الكم من الأفكار السلبية التي تقلب حياة الناس ألما وعذابا وجحيما
كنت تعيش السكون بأروع معانيه ، تستمع بفطرة الله التي فطرك عليها ، لا تلويث لهذه الفترة ولا تشويه أو تغيير
هذه اللحظات الصافية الطاهرة النقية ، تعتبر من أروع لحظات حياة الإنسان قبل أن ينمو لديه الفهم والإدراك ثم يبدأ شيئا فشيئا في الدخول في تفاصيل اختبار الحياة الدنيا بحلوها ومرها ، ولأن هذه اللحظات هي تجسيد لأعلى معاني الاستمتاع والسلام الداخلي ، كان عقلك يسجل كل هذه المشاعر يوميا ، لذا يشتاق الناس دائما العودة للطفولة لا لشيء إلا لتذوق هذا الاستمتاع والسلام الداخلي الذي تم ارتباطه في العقل بالطفل وسماته .
كنت لا تستطيع التعبير عن المشاعر إلا بالاهتزازحركة أطراف الجسد يمنة ويسرة ، أعلى وأسفل ، ولأن المشاعر طاقة ، كنت تعبر عن خروج هذه الطاقة بالاهتزاز ، إن كانت الطاقة سلبية بسيطة عبرت عنها باهتزاز بسيط في أطراف جسدك ، ثم إن زادت هذه الطاقة السلبية االاهتزاز وأصبح أقوى حتى يصل إلى اهتزاز عميق منتظم قوي للرئتين وهوما يسمى البكاء
وإن كانت الطاقة إيجابية بسيطة عبرت عنها باهتزاز بسيط في أطراف جسدك ، ثم إن زادت هذه الطاقة الإيجابية زاد الاهتزاز وأصبح أقوى حتى يصل إلى اهتزاز عميق منتظم للرئتين وهو ما يسمى الضحك
هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، التعبير عن المشاعر بالاهتزاز وكلما زادت المشاعر كلما زاد الاهتزاز، هذه المشاعر طاقة لابد أن تخرج منك ، إن لم تسمح لها بالخروج نشأت الأمراض النفسية ثم تلتها العضوية ثم الحياتية هذا الخروج لا يحدث إلا بالاهتزاز ، أي نوع من الاهتزاز بداية من الاهتزاز الفكري بالأفكار وانتهاءا بالاهتزاز الجسدي بالحركات ، وفي الغالب يحدث الاثنين معا .
الاهتزاز أساس الحياة ، فالشيء الميت هامد صامت ، والشيء الحي يهتز ويتحرك ، الهامد تكون الطاقة ساكنة فيه ، والحي تكون الطاقة مهتزة فيه وهذا ما يسمى في العلم (الذبذبات والترددات والموجات) .
ناموس الكون أن تكون هذه الذبذبات (متوافقة متناسقة دقيقة) .. وانتبه لهذه الثلاث كلمات حيث سأستخدمها فيما بعد .
أشار القرآن إلى معلومة الاهتزاز كتعريف للحياة كما يلي "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"
إذن : حالة الاهتزاز هي رمز الحياة، وحالة الهمود هي رمز الموت .
تستمر في النمو حتى تتقن الكلام واللغة والألفاظ ، لكنك أيضا تستخدم الاهتزاز كتعبير عن المشاعر ، فالتوتر مثلا يخرج في شكل اهتزاز في بعض أطراف جسمك ، الحزن يحدث اهتزازا يزداد ليصل للبكاء أو الضحك بحسب نوع الطاقة إيجابية أم سلبية . وتستمر في الحياة على هذا المنوال
تنمو وتكبر ثم تبرمج بأفكار متوارثة من الآباء والأجداد تدفن داخلك هذه الفطرة ، أفكار متخشبة برمجت على أن الأصل أن تكون في حالة وقار دائم ولأن الاهتزاز الذي هو من الجذر اللغوي (هزز) ضد الوقار الذي هو من الجذر اللغوي (وقر) بدأ الموروث يقاوم كل ما فيه اهتزاز بحجة الوقار ، وبدأ يعتبر الوقار هو الأصل ، ثم كعادة الموروث إذا أراد أن يجبر أحدا على شيء خوفه وأقنعه أنه من الدين . فتعالوا لنرى ماذا يقول الدين عن الوقار وكل ما يتعلق بالجذر (وقر) ؟
من المعلوم أن الأذن تسمع عندما تهتز طبلة الأذن ، لذا عندما تتوقف طبلة الأذن عن الاهتزاز لا يسمع الإنسان الصوت نهائيا ، لذا عدم الاستماع بالآذان يسمى في القرآن "في آذانهم وقر" الوقر التوقف عن الاهتزاز فترة بسيطة والعودة مرة أخرى ، فلو كان معنى الوقر ، التوقف عن الاهتزاز التام لكانوا أصيبوا بالصمم ، لكنهم طوال اليوم تهتز طبلة أذنهم ، ثم عندما يقال كلام عن الدين يحدث الوقر فلا يفقهوا ولا يفهموا .
من الآية نفهم أن الوقار حالة من إيقاف الاهتزاز (الأصل) مؤقتا لتحقيق غرض ما . لكن الأصل هو الاهتزاز لذا تعالوا نتأمل باقي الآيات لنرى هل هذا المعنى الذي طرأ على العقل صحيح أم خطأ ؟
يقول الله تعالى آمرا عباده بأن يؤمنوا به وأن يوقروه ، قال تعالى : " لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
أنت عندما تكون في حالة أداء نسك أو فريضة لله سبحانه وتعالى تكون في حالة خشوع ووقار أي توقف كل أنواع الاهتزازات والحركات حتى تنتهي ثم تعود لحالتك الطبيعية مرة أخرى.
وقال الله أيضا على لسان الرسول نوح عليه صلاة الله وسلامه " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا"
أي أن الاستغفار يفتح لكم أبواب السماء ويكون سببا في زيادة الإمداد بالأموال والبنين ويجعلكم تعيشان في جنات وأنهارا ، لكن هذا سيأتي بالتدرج وبهدوء كما خلقكم الله أطوارا ، أجنة ثم أطفال ثم تكبرون ثم ثم ثم ،، لذا أوقفوا الاهتزاز الناتج عن التوتر والاستعجال وكونوا في حالة وقار حالة انتظار الرزق ، بلا أي اهتزاز ناتج عن توتر أو قلق أو ضيق أو خوف أو استعجال .
هذا هو التعامل الطبيعي مع الوقار ، أن يكون حالة استثنائية لوقوفك بين يدي الله أو أثناء تأملك أو أو أو ، وكلما زادت حالة الوقار هذه عن اللزوم كلما أصبح هذا مخالفا للسنة الكونية فتنشأ الأمراض النفسية ثم العضوية ثم تليها تأثر الحياة التي تعيشها .
ولأن الإيجو عدو الإنسان الأول يدخله في حالة كبر وغرور ووقار للنفس ، يدخل المتكبر في حالة من افتعال السكون والوقار كي يكتسب احترام وتقدير المحيطين ، وباستمرار تمسكه بحالة الوقار ، يعتادها حتى يبدأ في منع أي اهتزاز يحدث طبيعي ، فإن كان لديه حزن أو ألم وأراد الجسد أن ينفس عن هذه الطاقة بالاهتزاز منعه وقاومه بحجة الوقار ، وكلما كانت الطاقة إيجابية وأراد الجسد أن ينفس عنها بقوة بالضحك والقهقهة منعها بحجة الوقار .
يوما بعد يوم يصبح هذا الشخص أبا، فيبدأ في تربية أبنائه والمحيطين به على هذا التخشب ويسميه لهم وقار ، ولو كان في عزاء مثلا وشاهد شخص (طبيعي) يهتز بقوة منفسا عن طاقة الحزن ، ينهره ويدعوه للتخشب ووقف هذا الاهتزاز بحجة الوقار ، ثم تبدأ الكارثة بإلباس هذا التخشب بلباس الدين واستخدام لفظة الصبر مثلا كوسيلة لمنع الشخص من الاهتزاز الطبيعي بقوة فيقول له : اتق الله ، اصبر يا رجل ، لا حول ولا قوة إلا بالله !! وكأن البكاء أصبح جريمة تخرج من الوقار ! وكأن الوقار هو الأصل !!!
ولأن الناس في الطبيعي كانوا سعداء والسعادة كلها اهتزازات بداية من اهتزازات خفيفة حتى الاهتزازات القوية بدأ الموروث يحارب هذه السعادة لأنها تخرج من الوقار ، أصبحوا يعبدون الوقار أشد من عبادتهم الله ، وأصبح الموروث يحارب السعادة وكل تعبيراتها وأي شيء فيه اهتزاز فحرموا أدوات الاهتزاز (الموسيقى) وحالات الاهتزاز ، بل وحتى الضحك تجد كثيرا في الموروث يتفاخرون بأن فلانا لم يضحك قط .
كانت النتيجة أن كبت هذه المشاعر السلبية والإيجابية بمنع الاهتزاز أدى إلى تحجر القلوب ، والغلظة والقسوة ، تجدها دائما في كل من يطبق الدين وفق تعاليم الموروث لا وفق مراد الله الحقيقي ، وهذا هو التفسير النفسي لتحجر قلوب هؤلاء .
الأخطر من ذلك ، أن هذه الطاقة الكامنة المتراكمة خلال هذه السنوات بمنع الاهتزاز والتعبير عنه لابد أن تخرج بقوة ، لذا تجدها تخرج بمنتهى القوة عند الغضب ، قم بإغضاب شخص من عباد الموروث المتمسك بالشكليات ستجد ما لا يمكن أن تصف به آدميا من قسوة وغلظة وشدة وتلذذ بالتعذيب قد تصل للقتل ، وهذا ما يفسر قسوة من يدعون الدين عندما يتملكون زمام الأمور يقومون بقتل ضحاياهم بصورة لا تفعلها الحيوانات !! كل هذا بسبب كبت الاهتزاز والتعبير عن الانفعال بصورة طبيعية طوال سنين (التزامهم) التي يظنون فيها أنهم يعبدون الله ! لكنهم يعبدون الموروث .
من المستحيل أن تجد شخصا يعبر عن مشاعره بالاهتزازبحرية لديه هذا الكم من الغلظة والشدة والقسوة ! من المستحيل ، لذا تجد الغرب دائما في قمة الرقة والرقي حتى على الحيوان بسبب أنهم على الفطرة في موضوع الاهتزاز ولم يصلهم هذا الموروث المتخشب .. بل إنهم يعانون في التجنيد وهذه معلومة سرية جدا عن جيوشهم ، فيجندون دائما من يعاني من قسوة وغلظة بعد اختبارات نفسية عديدة كي يتسنى لهم استخدامهم في تحقيق مآربهم إذا كانت تنافي العدالة ..
ولأنك تعبد الله حقا وتتبع رسوله ، فينبغي عليك أن ترجع إلى الأصل لتعرف حقيقة الأشياء عارية وخالية من ما التصق بها من بناء معرفي سلبي في الموروث .
ستجد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا الاهتزاز بقوة ، فكان يضحك حتى تبان نواجزه ، يعني يضحك من القلب ويهتز كامل الجسد بقوة .. هذا عند الموروث مخالف للوقار. وقلما تجد من يعبد الموروث في حالة الضحك من القلب حتى يهتز كامل الجسد بقوة من شدة الضحك وحلاوته . هذه سنة كان يفعلها النبي ، لكن لأن الموروث ينتقي ما يوافق هواه من الدين فيترك هذا ومسك شيئا آخر فيضخمه .
ولكي تعلم أن هذا الموروث المدعو (الوقار) مأخوذ من الجاهلية ، أن الصحابة فوجئوا عندما بكى النبي !! لأن هذا من برمجتهم يخالف الوقار !! فقال لهم بقوة : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .. عادي هذا هو الطبيعي ، فتناسى موروثنا كلام النبي وطور ونما استغراب الصحابة الذي عدله النبي !! ترى من تعبدون ؟ أين السنة ؟
ولأن الإنسان الطبيعي إذا اشتدت فرحته يعبر عن هذه الفرحة بهز جسده ، ولأن هز الجسد بقوة يشعل الارتباط الشرطي بذكريات الطفولة ، فيهز الإنسان أطرافه بقوة تنفس عن الطاقة داخله وتزيد استمتاعه وراحته النفسية بخروج الطاقة المتراكمة من الجسد .
لذا يلاحظ دائما أن المنطوون الخامدون (وقورون) تتراكم لديهم الطاقة فيستمر حزنهم الذي لن يتم التنفيس عنه إلا بالاهتزاز وبقوة .
جرب أن يكون هناك ألما في جزء من أجزاء جسد ، ثم احدث اهتزازا عليه بقوة إما بالطرق بانتظام أو بنغمة معينة ، ستفاجأ أن الألم يقل نسبته حتى ينتهي مالم يكن السبب لازال قائما . يعني لو عندك صداع ، اطرق بقوة منتظمة متناغمة على منطقة الألم بإصبعك بتركيز على نقطة ما .. انتبه (الاهتزاز إما يقلل أو يزيد) في حالة الصداع تركيز الاهتزاز بالطرق على نقطة معينة يخفف الألم (في الغالب بين في المنطقة مابين إحدى العينين والأذن) ، وتعميم الاهتزاز على كامل الرأس يزيده (كمن يضرب رأسه كامله بكفه كاملا) .
ولأن التوازن والدقة هي من سنن الكون ، ولأن التناسق والتوافق والدقة هو سحر إدارة الكون ، فمن يتوافق معهما تسري طاقة إيجابية هائلة في جسده تحدث له استمتاعا جميلا .
لذا كلما كان الاهتزاز عشوائيا كان الاستمتاع بسيطا ، ولو كان الاهتزاز متوافقا مع نغمة بدقة وتناسق كلما زاد استمتاع فاعله وزاد استمتاع الناظر إليه .. وهذا ما كان يفعله النبي ، يشاهد استمتاع تناسق اهتزاز أطراف أجسادهم مع إيقاع الطبول والدفوف (أدوات الموسيقى) في المسجد النبوي .
نعم لقد رأى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الرقص أكثر من مرة ولم ينه أحد أبدا عنه ، بل كان يستمتع بمشاهدته وكان يحث زوجاته على ذلك وكان يساعدهم ، وهذا الرقص كان داخل المسجد النبوي ، هذا هو الدين الذي دفنه بعض متحجري الموروث وجعلوا المسجد للوقار فقط وليس للاهتزاز والوقار بتوازن ورقي وفرحة وسعادة فديننا دين السعادة ..
تأمل هذا الحديث :
- عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : جاء حَبَشٌ يزْفِنونَ في يومِ عيدٍ في المسجدِ . فدعاني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فوضَعْتُ رأسي . على منكبِه . فجعلتُ أنظرُ إلى لعبِهم . حتى كنتُ أنا التي أنصرفُ عن النظرِ إليهم
كان النبي يتأملهم ويحث عائشة على ذلك . تأمل هذه الرواية الأخرى :
- وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن.
هل رأيت عمر ؟ وهل رأيت ما فعله ؟ هذا يسمى برمجة خفية ، أو برمجة ضمنية . يتلقفها العقل المكبل بعبادة الموروث ، فينسى ما فعله النبي ويركز على ما فعله عمر . مع أن النبي نهاه ، وكم من عابد لموقف الموروث الذي فعله عمل يفعلون ذلك يوميا في المساجد حتى مع الأطفال لو كانوا يلعبون أو يركضون أو يمرحون حتى كرهوا الناس في بيوت الله وكأنها بيوتهم !!! هم لا يدركون أنهم يسيئون الأدب مع الله ، فيمنعون في بيته ما أقره الله ورسوله !!! يديرون بيوت الله بقواعد الموروث لا بقواعد الدين !
وفي موقف آخر ، كان الناس يعبرون عن فرحتهم بالنبي الكريم بالرقص والغناء له بأسمه بلغة لم يفهمها ، أقرهم النبي وسأل عما يقولون كي يفهم كلامهم ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : لمَّا كانَت الحبشةُ يزفُنونَ بينَ يدَي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ويرقُصونَ ويقولونَ : محمَّدٌ عبدٌ صالحٌ فقالَ ما يقولونَ قالوا يقولونَ محمَّدٌ عبدٌ صالِحٌ
هل رأيت أنه يتناول كلمة رقص عادي ، لأنه غير مبرمج بالموروث على كلمة الرقص الخبيثة الحالية .
إليك المفاجأة التالية ، كان هناك بنات يعبرون عن فرحتهم بالرقص وكان النبي يشاهدهم هو والسيدة عائشة ، تأمل هذا الحديث : خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والحَبَشةُ يلعَبونَ وأنا أطَّلِعُ مِن خَوْخةٍ لي فدنا منِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوضَعْتُ يدي على مَنْكِبَيْهِ وجعَلْتُ أنظُرُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّهنَّ بناتُ أرفِدةَ فما زِلْتُ أنظُرُ وهم يلعَبونَ ويرقُصونَ حتَّى كُنْتُ أنا الَّذي انتهَيْتُ
طبعا ستقفز صورة (راقصات العري) في ذهنك وهذا ما تبرمج في الموروث لتظن أن هذا ما كان يحدث أمام النبي ، لكن الرقص هو حركات متناسقة بالأيدي والأرجل والرؤوس تعبيرا عن الفرحة والسعادة ..
ما حدث في فترة سرق منا الدين المتوازن ، سرقه بعض المتحجرين وبعض المزورين فكتبوا وغيروا وألفوا وأضافوا وحذفوا ، ثم جاء من لا يتبين ولا يتفكر ليأخذ كلام الموروث كأنه قرآن دون أن يتفحصه ويمحصه فحرموا الغناء وحرموا الرقص على إطلاقه وحرموا كل مظاهر السعادة ..
وجيل بعد جيل ظل الناس يبعدون هذه الحالة من التخشب ، حتى بدأ يفعل الغناء والرقص البغاة والمنحلون أخلاقيا فقط الذين لا يلتزمون بالدين .
تدريجيا بدأ استخدام الاهتزاز الذي هو في الأصل تعبير عن السعادة ، أصبح يستخدم للإثارة والدعارة بالاهتزاز المقزز القذر الذي يثير الغرائز لا الاهتزاز المتوازن الراقي الذي يعبر عن السعادة . وبدأت الأغاني تأخذ منحى لا أخلاقي بألفاظ لا أخلاقية تنافي العقل والدين .....
نسى الناس معنى الرقص الحقيقي والغناء الحقيقي الحلال المتوازن ، ثم برمجت عقولهم على هذا النوع الغير حقيقي وأصبحت كلمة رقص تستدعي هذه اللقطات المنفرة للعقل السوي . ثم بدأ التحريم على الصورة الذهنية وليس على الحقيقة المخفية !!!
أراكم غدا لأني متأخر على ميعاد الطائرة ، لازال هناك أكثر ، غدا أكمل بمشيئة الله ، ويمكن أعمل تعديلات بسيطة (تنقيح) في المطار لبعض الأخطاء المطبعية في هذه المقالة وطريقة إنهائها
المفضلات