عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
العقل الظاهري والعقل الداخلي
العقل الظاهري والعقل الداخلي
توضيح مصطلحي العقل الظاهري والعقل الداخلي
يشار أحيانا إلى عقلك الواعي بأنه العقل الظاهري لأنه يتعامل مع الأشياء الظاهرية والخارجية ويكتسب الإدراك والمعرفة بالعالم الظاهر. ووسائل هذا العقل في الملاحظة هي حواسك الخمس. فعقلك الظاهر هو المرشد الذي يوجهك في التواصل مع البيئة المحيطة بك. إنك تستكسب المعرفة بواسطة الحواس الخمس ويتعلم عقلك الظاهري من خلال الملاحظة والتجربة والتعليم. وكما تم توضيحه سابقا فإن أعظم وظيفة لعقلك الظاهري هي التفكير.
تخيل انك احد الاف السائحين الذين يزورون وادي جراند كانيون كل عام. سوف تحصل على استنتاج انه من اروع عجائب الطبيعة وابداع الخالق، حيث سيعتمد استنتاجك على عمقه الهائل والتكوينات الصخرية المعقدة التي يتسم بها، والألوان الرائعة التي تميز الطبقات الجيولوجية المختلفة له، فكل هذا من عمل عقلك الظاهري.
يشار في أحوال كثيرة إلى عقلك اللاواعي بمصطلح آخر وهو العقل الداخلي، حيث يكتسب عمله ومعرفته بالبيئة من خلال وسائل مستقبل عن الحواس الخمس. وعقلك الداخلي يعي ويفهم عن طريق الحدث او البديهة. وهو مركز للعواطف والانفعالات وخزن الذاكرة. ويردي عقلك الباطن الداخلي، أهم وظائفه عندما تكون حواسك الظاهرية معطلة بشكل مؤقت. وخلاصة القوة ان عقلك الداخلي هو ذلك الذكاء الذي يظهر عندما يكون العقل الظاهري الواعي معلقا او في حالة نعاس او نوم او هدوء.
ويرى عقلك الداخلي بدون حاسة البصر الطبيعية، فهو يمتلك القدرة على رؤية كل ما هو واقع وراء نطاق البصر وهوما يطلق عليه الاستبصار او حدة الادراك ويمكن لعقلك الباطن ان يغادر جسدك ويسافر إلى أماكن بعيدة ويجلب في أحيان كثيرة معلومات دقيقة وحقيقة تماما. ومن خلال عقلك الباطن، تسطيع ان تقرأ افكار الاخرين، وتقرأ محتويات الخطابات والخزائن المغلقة. ولدى عقلك الباطن القدرة على ان يعي ويفهم أفكار الآخرين بدون استخدام وسائل الاتصال العادية الظاهرة.
وبمجرد فهمنا للتفاعل بين العقل الظاهري والعقل الداخلي، سوف نصبح في حالة تمكننا من تعلم طبيعة الدعاء والتضرع الحقيقي.
عقلك الباطن لا يستطيع ان يستخدم المنطق مثل عقلك الواعي
لا يمتلك عقلك الباطن القدرة على المساءلة او التشكيك فيما يتلقاه من معلومات. ومن ثم فإذا أعطيته افتراضات خطأ، سوف يقبلها كشيء حقيقي. وسوف يبدأ في تحويل هذه المعلومات الخاطئة إلى معلومات صحيحة وسوف يقوم بتحويل افتراضاتك حتى الخاطئة منها إلى أحوال وتجارب وأحداث.
فكل الأشياء التي وقعت لك مبينة على أفكار انطبعت في عقلك الباطن من خلال الاعتقاد واذا نقلت مفاهيم خاطئة إلى عقلك الباطن، فيجب عليك تصحيحها على وجه السرعة، وأفضل طريقة لتصحيحها هي ترديد الأفكار الإيجابية والبناءة بشكل مستمر وتوجيهها لعقلك الباطن وبتكرار ترديد هذه العبارات سوف يبدأ عقلك الباطن في تقبلها وبذلك ستتمكن من اكتساب سلوكيات وعادات صحية جديدة في كل من حياتك وفكرك، حيث ان العقل الباطن هو مركز العادات والسلوكيات.
ان التفكير الاعتيادي لعقلك الواعي يرسخ عادات ثابته في عقلك الباطن، فإذا كانت أفكارك المعتادة تتسم بالانسجام والتناغم والايجابية، فإن عقلك الباطن سوف يستجيب بإيجاد ظروف وأجواء متناغمة وبناءة يعمها السلام والسكينة.
أما إذا انغمست في الخوف والقلق والأشكال الأخرى من التفكير الهدام، فإن العلاج في هذه الحالة هو التعرف على القدرة الكلية لعقلك الباطن واصدار الأوامر لكي يوجد لك الحرية والسعادة والصحة الكاملة. ولأن عقلك الباطن يتسم بالإبداع وبكونه أحد مصادر الحدس. فإنه سوف يشرع في إيجاد الحرية والسعادة التي امرته بجلبها.
المفضلات