تمرينات تنشيط الذاكرة
أفضل تدريبات للذهن
لماذا نجد أن اختبارات ملء الفراغات أفضل من الاختيار من متعدد؟

إن الذاكرة ليست مجرد تصوير لتجربة سابقة طويت بعناية في صندوق وتم تخزينها في مكان ما في قشرة المخ، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً، فأي وكل ذكرى هي نتاج استرجاع فوري لإجراءات مختلفة من تلك التجربة المُخزنة في أجزاء متفرقة من الذهن.
فحينما كنت تنظر إلى قائمة المشروبات لكي نختار أحدها بجانب الوجبة التي ستتناولها ذات مساء أثار ذلك لديك ذكرى تناولك لمشروب الكوكتيل اللذيذ في أحد المطاعم الشهيرة، ثم ذكرى سؤالك للنادل عن مكوناته واسمه، ثم جلوسك مع صديق في مدينة ديجون الفرنسية ترتشفان أيضاً مشروب الكوكتيل، ثم تعليق صديقك على مذاقه.
وبشكل عام كلما كانت المعلومة تتكون من عدة أجزاء-مثل سؤالك للنادل على سبيل المثال- كان من الصعب إغفالها، ولكن ليس ثمة ضمان بأن إعادة استرجاع كل أجزاء الذكرى سيماثل الأصلية أو أنك ستقوم باسترجاعها كاملة. فقد تتذكر على سبيل المثال جلوسك في مكان ما بفرنسا (ولكن ما هو اسم المدينة التي كنت فيها؟) وأنك كنت ترتشف كوكتيلاً لذيذاً (ولكن ما هو اسمه؟) وكذلك تجاذبك الحديث مع صديق عن شيء يتعلق بالمشروب، وستعلم- أو ستظن أنك تعلم- مكونات شراب الكوكتيل ولكن لن تتذكر أين عرفت ذلك ومن الذي أخبرك به. أو يمكن أن تتذكر أنك كنت تجلس مع صديق ترتشفان مشروباً. وتتذكر أيضاً حقيقة زياراتك لمدينة ديجون ولكنك لن تربط بين الواقعتين، أو قد تتذكر أنك كنت تجلس مع أحد الأصدقاء في مقهى بديجون، وتسلل إلى تلك الذكرى صورة زائفة لارتشافك لقهوة ساخنة لذيذة، وهو لم يحدث وأنك لم تتناول هذه القهوة إلا بعد مرور أسبوع وكان ذلك في مدينة "ريمز".
وحينما تسترجع ذكرى غنية بالأحداث بكل تفاصيلها الحية، فمن السهل إذن أن تعتقد أن الذاكرة بأكملها مخزنة في مكان واحد مرتب تنتظر استدعاءك لها، وحتى عندما تسترجع ذكرى الأحداث على مراحل، ويكون من السهل أن ترى أن أجزاء الأحداث المختلفة ليست مخزنة في مكان واحد، فهذا لا يبدو أنه يهم في شيء على الإطلاق. فعلى أية حال يستطيع المرء أن يعلم جميع الحقائق- أو قد لا يعلمها كلها- إذا تم استرجاع كل الأحداث الضرورية فقط، أو قد لا يعلمها كلها- إذا تم استرجاع كل الأحداث الضرورية فقط، فليس مهمًا أن تتذكر الأحداث المحيطة لعلمك بالأشياء- أي متى، أين ومن الذي أخبرك بالحقائق. ولكن قد تبدو ذات أهمية وتحدث اختلافاً في بعض الأحيان.

الدور الذي تلعبه الفصوص الأمامية بالمخ
هل تذكر أن تتناول دواءك هذا الصباح؟ قد تنطبع في ذهنك صورة بأنك قمت بذلك بالفعل، ولكنك لست على يقين إذا ما كانت هذه الصورة الذهنية ذكرى لتناولك أقراص الدواء أو أنها مجرد ذكرى لصورة قفزت إلى ذهنك وأنت تحدث نفسك بأنه عليك تذكر تناول الأقراص. أو قد تعتقد أنك تذكر أنه تنامي إلى مسامعك أن إحدى الصديقات تعانى من مشاكل في زواجها، ولكنك لا تذكر إذا ما كانت هي نفسها قد أخبرتك بذلك أم أن شخصاً آخر هو الذي فعل- وإذا ما حدث وكان شخص آخر غيرها هو الذي أخبرك- فهل طلب منك أن تحتفظ بذلك سرًّا أن أنه لا ضرار في إخبار أي شخص آخر؟
إن جزء المخ الذي يمثل أهمية كبيرة في عملية إعادة تجميع أجزاء الذاكرة هو الفص الأمامي. فذلك هو جزء المخ الذي يعمل بكفاءة كبيرة حينما نحاول بذل جهد شعوري لاسترجاع ذكرى ما أو استعادة معلومة قمنا بحفظها ونحتاج لها في وقت ما للإجابة عن سؤال أو لحل مشكلة ما. وإذا كان الفص الأمامي لا يعمل بكفاءة، فسيكون من العسير حينئذ استرجاع الذكريات الواضحة للأحداث مثل المكان الذي تواجدت فيه بالأمس بعد الظهيرة في الساعة الثالثة، أو الاسم الحالي لدولة فولتا العليا- أو الحدث بعيد الاحتمال بأن مليون دولار في انتظارك إذا ما استرجعت أن بوركينا فاسو أفريقية لا تطل على أي سواحل وعاصمتها هي "واجادوجو