الطفولة والمراهقة والدور الأهم بين الأسرة والمجتمع
مما لاشك فيه أن مرحلة الطفولة والمراهقة من أهم الفترات في حياة الإنسان ليس من الناحية الصحية والتعليمية فحسب بل من ناحية التكوين النفسي حيث تعتبر هذه المرحلة هي ركزية مباشرة في ترسيخ الافكار والعادات والسلوكيات التي يتأثر فيها الطفل في بيئته سواء أكانت من الاسرة والمدرسة أو خارج هذا النطاق التي تساهم في تشكيل شخصية نموه الى أن يصل لسن البلوغ والمراهقة..
فبفعل التقدم والتطور الحضاري أثر بطبيعة الحال على الأطفال حيث أوجد لديهم حالة بعدم التكيف والاستقرار النفسي وهذا ما نلاحظه في الكثير من الاسر التي نجد أنها تعاني لعدم تمكنها من فهم أبنائها وكيفة توجيههم حسي متطلبات المحيط الذي يعيشون فيه..
فالاسرة المترابطة التي توفر جوا آمنا من الحب والرعاية والتي تراعي القيم الإيجابية وتبعد الطفل عن العادات والقيم السلبية وتشجعه على استغلال مواهبه وقدراته وتعوده على التعاون والمشاركة في جو من المحبة والإلفة كل هذا يكون النواة الأولى للرعاية النفسية للطفل...
والمدرسة كذلك تكون استمرار يكمل مسيرة الأسرة وتنمي في الطفل الثقة بالنفس والثقة بالآخرين وتبث فيه روح التعاون والمشاركة وإيثار المصلحة العامة ويجد فيها الفرصة لتأكيد ذاته في جو تربوي سليم يساعده على اكتمال شخصيته ويكسبها المناعة اللازمة للتأقلم مع متغيرات الحياة مستقبلا..
وهنا نسلط بعض الأضواء على أهم المشاكل النفسية التي يتعرض إليها الطفل في هذه المرحلة وأسباب هذه المشاكل التي علينا أن نضعها دائما محض الاهتمام لإنشاء الطفل السليم المعافى من اي ظواهر نفسية...
ومن نا نبدأ الة أهم مصدر للمشاكل النفسية والتي تتعلق بالاب والام أي بمعنى أن هناك أسباب مصدرها الام وأسباب مصدرها الاب ,اسباب مصدرها الطفل نفسه وتعود الاسباب التي مصدرها الوالدين التي تنشأ من المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتي تؤدي الى توقف نمو ثقته بنفسه فيملأه الخوف والتردد في اي شيىء يريد القيام به ويصبح عرضة للمعاناة النفسية ’ والخلافات العائلية التي تجبره على أن يأخذ جانبا إما في صف الام أو الاب مما يدخله في صراع نفسي’ كذلك مسألة التدليل والاهتمام بالطفل الجديد’ فمجيىء الوليد الجديد يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الاطفال فهنا ينشا لديه التضايق الى درجة الحزن ’ وإحساس الطفل بالكراهية بين الاب والام سواء كانت معلنة أو خفية’ كذلك الطلاق بين الوالدين حيث وجد أن نسبة 60% من المطلقين لديهم أطفال تحت سن الخمس سنوات يعانون من اضطرابات نفسية..
وأما عن الأسباب التي يكون منشاها الام والتي تبدا من الام المسيطرة والتي تلغي تماما شخصية الاب في البيت مما يجعل رمز الاب عند الطفل يهتز ’ واهمال تربية الطفل وتركه للشغالة أو المربية أو انشغالها الدائم باأمورها الشخصية وخروجها المتواصل من البيت وترك الطفل وتخويفه من اشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المخيفة من خلال الحكايات التي تحكى له مما يترك أثرا سيئا على نفسيته..
وتأتي الاسباب التي يكون مصدرها الاب والتي تلعب الدور الكبير وذلك بيسيطرته القمعية في المنزل وإلغاء شخصية الام ودورها ’ أو انشغاله الدائم بعمله وعدم تخصيص وقت كاف للجلوس مع أطفاله والاهتمام بهم مما يجعل الطفل يفتقده كمثل أعلى وكمعلم ومربي وقدوة’ هذه الاسباب يخلقها الوالدين وتؤثر على الطفل..
إلا أن هناك أسباب تكون موجودة عند الطفل نفسه قد تكون سببا في مشاكله النفسية كتواضع قدراته الذكائية مقارنة بزملائه في الفصل مما يجعله يشعر بالنقص والخجل وخاصة إذا تعرض الى ضغط زائد من مدرسته ’ ووجود عاهه عند الطفل يعرضه لسخرية بقية الاطفال كشلل الاطفال أو ضعف السمع أو تشوه خلقي في جسده...
وقد يصاب الطفل للأسباب العديدة التي سبق الحديث عنها بالاضطرابات العاطفية مثل القلق ’ الخجل ’ الميل الى البكاء والحزن وقد تظهر على شكل أعراض جسمية كالاستفرغ والاسهال واضطرابات النوم والشهية أو السمنة وتناقص أداء الطفل بالمدرسة ’الاكتئاب النفسي ويظهر بلاضطراب في السلوك والخوف والاضطرابات التحويلية أو مايسمى ( الهستيريا )’ الاضطرابات العقلية كالفصام والهوس..
كما أنه من الممكن أن يصاب بأمراض شخصية ’ كالشخصية التجنبية والشخصية المعارضة التي تتسم بالعصيان والتمرد والعناد وإثارة الآخرين واضطراب السلوك كعمل تصرفات غير لائقة مثل انتهاك حقوق الآخرين والتخريب وإشعال الحرائق والسرقة والكذب والهروب من المدرسة..
وكذلك ظهور بعض العادات غير المستحبة كمص الاصابع وقضم الأظافر ونتف الشعر ولمس الاعضاء التناسلية وإضافة لمشاكل النوم بأنواعها كالتبول الليلي واضطرابات الكلام والتأتأة..
وهذه المشاكل أهم مايتعرض إليه الطفل في هذه المرحلة التكوينية من عمره والتي تؤثر على شخصيته المستقبلية إن لم تعالج بالشكل الصحيح والمنطقي والتي يعود لدور الاهل الحيز الاكبر وما يوفرانه من بيئة أسرية طبيعية ملائمة خالية من التعقيدات والسلبيات وتأمين المناخات المناسبة لتكوين شخصيته السوية والمقومة..