السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
***********
كن سياسياً دون أن تخسر أصدقائك


إسلاميون، ليبراليون أو علمانيون، تتعدد الاتجاهات السياسية بين الناس، وخاصة بعد كبرى الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا. ولكن ما هو ملفت للنظر ويثير الانتباه حقا هو عدم القدرة على اتخاذ الحوار السياسي بأسلوب متحضر أو متمدن، بل وغالبا ما تتحول الحوارات السياسية بين الأصدقاء إلى معارك ومشاجرات تتحول إلى خصامات فيما بينهم.

والآن هل يمكن ألا تنتهي الأحاديث السياسية إلى انتصار الأنا أو جرح المشاعر؟ وهل أصبحت السياسة كالدين من المحرمات المحظور تناولها في اجتماع الأصدقاء وأفراد الأسرة؟ وإذا بدأ شخص في الحديث فجأة عن السياسة على مائدة العشاء، فماذا ينبغي عليك فعله..؟؟




فيما يلي بعض من الأفكار التي تمكنك من الحديث في السياسة دون أن تخسر أصدقاءك وأحباءك:


- استشهد بالحقائق وليس الآراء:


إذا كان ولابد من الحديث في السياسة على طاولة العشاء، فهناك طريقة واحدة لتفادي الخلافات وهي الاستشهاد بالحقائق بدلا من الآراء. فلا تقول على سبيل المثال أنك ترى أن الليبراليين أقل نفوذا أو أن الإسلاميين هم النخبة، ولكن استخدم الحقائق لتوضيح موقفك وسيتطلب ذلك المزيد من الاستعداد والدراسة في الليلة السابقة لموعد الاجتماع. وبشكل عام فإن الحوارات السياسية التي تستند على الحقائق تكون أكثر عمقا وأقل احتمالا لأن تنتهي بمشاجرة.



- اختلف باحترام:


لا تهز رأسك باشمئزاز، لا تقاطع، لا تغمض عينك، لا تنظر بفظاظة، وبعبارة أخرى هناك جانبان لكل مناقشة؛ رؤيتين للمستقبل وليس بالضروري أن تكون وجهة نظرك هي الصائبة.
أعط فرصة لصديقك بأن يسرد رأيه، ثم اشرح بعد ذلك في لهجة مهذبة سبب اختلافك معه، فلا تستخدم عبارة "أنت خطأ" لأن هذا يجعل الخلاف شخصيا ولا ينبغي أن يكون كذلك.
خلاصة القول: لابد وأن نتفق على الاختلاف.



- انظر إلى الجانب الآخر:


دعونا نواجه الأمر .. إذا كنت دائما على صواب، فلابد وأن تكون رئيس الجمهورية، وليس ذلك الشخص العادي المتحدث في السياسة. فمن المؤكد أنك تخطيء في بعض الأمور، ولكن هل شعرت يوما أنك بحاجة إلى إطفاء ما يسمى بتصعيد الخطاب السياسي من خلال توقف صديقك وقولك "أنت تعرف، هذه نقطة جيدة، لم أتوقع أبدا أن أنظر إلى الأمور من هذا النحو".



- لا تأخذ الأمورعلى محمل شخصي:


سواء اختلفت أنت وأصدقاؤك حول كيفية تعامل رئيس الجمهورية مع الاقتصاد أو كيفية تفهمه للطبقة الوسطى، فلا ينبغي أن يكون لذلك تأثير على صداقتكم.



خلاصة القول:

لا يتعلق هذا الأمر بك، تغلب على اعتلاء الذات أو أذى المشاعر، امضِ قدما وتفهم الخلافات، فهذا ما يجعل بلدنا عظيمة حقا.