هل تكذب الأرقام ؟ كتاب كيف تكذب الاحصاءات خير دليل



كثيرا ما نسمع كلمة صحيحة ولكنها قد تستخدم بطريقة مخادعة وهي "الأرقام لا تكذب" , يوضح لنا داريل هف صاحب الكتاب الرائع والمتميز "كيف تكذب باستخدام الاحصاءات" الطرق المتنوعة التي يمكن أن تستخدم فيها الاحصاءات لخداعنا سواء كان هذا الاستخدام من قبل اعلانات تجارية أو احصاءات رسمية أو غير رسمية. إن قراءة هذا الكتاب سوف يعطيك قدرة أكبر على التعرف على مصداقية الاحصاءات التي تراها أو تقرأها.



فكثيرا ما نقرأ احصاءات مضللة ولا قيمة مثل : نسبة الفقر 2% ثم نتفاجئ أن الاحصاءات تمت في مناطق غنية وتم اهمال المدن الفقيرة أو عن تعليم راق وصور متميزة للمدارس ونفاجئ أنها تمت في أكثر المدارس فخامة وتميزا أو عن آداء متميز في جهة حكومية لكنه ركز على قسم من الأقسام وأهمل البقية.

وكذلك يمكن أن توظف الاحصاءات بطريقة غير نزيهة من خلال حذف بعض المعلومات مثل أن يقال إن المواد الغذائية لدينا أرخص من الدولة المجاورة بنسبة 5% وهذا صحيح لكن لم يتم ذكر أن معدل الأجور لديهم أعلى بــ 100% .

أو مثلا أن يتحدث المسؤول عن السياحة عن تطور السياحة لدينا وأن هناك أكثر من 5 مليون سائح يأتون من خارج السعودية متجاهلا أن 99% منهم جاءوا للحج أو العمرة مما يجعل هذه الاحصائية عديمة القيمة.



إن الاحصاءات تمر في مرحلتين يمكن أن تكون كل واحدة منهما عرضة للتزييف وهما:



1- مرحلة جمع البيانات وتحليلها وتفسير واستخلاص النتائج.

2- مرحلة استخدام النتائج.



ظهر هذا كتاب "كيف تكذب باستخدام الاحصاءات" في عام 1954 قبل أكثر من 60 عاما تقريبا لكن المعلومات التي فيه قيمة جدا وهو في غاية الأهمية خصوصا في هذا الزمن الذي أصبحنا نُمطر فيه وبشكل يوميا بأرقام لا نعرف كيف نتعامل معها.



يتكون الكتاب من عشرة فصول بدأ فيه بالفصل الأول وهو أخذ العينات بطريقة متحيزة لكي تحقق نتائج غير نزيهة تصب في مصلحته وانتهى المؤلف في الفصل العاشر المسمى بــ "كيف تناقش الاحصاءات" وطرح طريقة منهجية لكي نتعامل مع الاحصاءات ونكتشف أي تلاعب من خلال خمسة أسئلة وهي :



1- من قال ذلك -من قام بهذه الاحصائية- ؟

2- كيف عرف ذلك ؟

3- هل هناك شيء ناقص ؟

4- هل غير أحد ما الموضوع ؟

5- هل هذه النتيجة منطقية ؟