كيف تنمّي مقدرة التفكير إستراتيجياً

ميكايل واتكنز


مهارة التفكير الإستراتيجي تولد مع المرء ولادة و كذلك تصنع بالتدريب و المراس صناعة.

على مستوى المنظمات يعني الكلام السابق حاجة المنظمات المعاصرة إلى إيجاد الطرق الملائمة لاستكشاف ورعاية قادة المستقبل المتمتعين بمقدرة التفكير إستراتيجياً.

وعلى مستوى القادة الأفراد يعني الإقلاع عن البحث فيما لديهم من مقدرات فطرية وتوجيه الوقت والجهد لتنمية ما لديهم من مواهب تنمية منهجية.

نستعرض فيما يلي بعض الأساليب المهمّة في تنمية مقدرة التفكير إستراتيجياً:

- الانغماس: الانغماس التام هو أفضل طريقة لتعلّم لغة أجنبية. و هو كذلك الطريقة المثلى لاستيعاب بيئات الأعمال المعقدة.

والانغماس مهمٌ أيضاً لأنه يتيح للناس ما يحتاجونه من فترة "تشرّب واختمار" من أجل بناء نماذجهم العقليّة المحكمة.

وعند هذه النقطة ينبغي أن ينتبه المسؤولون عن رعاية المواهب في الشركات إلى أضرار تنقيل الناس بسرعة بين المواقع الوظيفية المختلفة وحرمانهم من المهلة الكافية لتشرّب جوهريّات العمل في كل موقع.

- الممارسة: مثل معظم الفنون، يعتبر العمل إلى جانب الأساتذة من أفضل السبل لتعلّم التفكير الإستراتيجيّ.

إن أجواء المراس هذه تتيح بيئات منخفضة المخاطرة يستطيع المبتدئون فيها ملاحظة عمل الأساتذة و تشرّب أساليبهم.

- النماذج التمثيليّة: نماذج العمل التمثيلية أداةٌ رائعة لتطوير الحدس الصحيح المستوعب للتفاعلات المعقّدة المحرّكة للأداء التنظيمي. تتيح النماذج التمثيلية بيئاتٍ قابلةً للتحكّم يمكن للمديرين أن يجرّبوا ضمنها بأمانٍ و يكتسبوا خبراتٍ في ملاحظة العلاقات السببية.

و خلافاً لعالم الواقع يمكنك في النماذج التمثيلية أن تكرّ شريط الأحداث عكسياً إن لم تنجح محاولاتك الأولى.

- التدريب على نظرية الألعاب: نظرية الألعاب هي دراسة " الألعاب" التي يدخل فيها أطراف أذكياء بمصالح متعارضة

و يمكنهم القيام بالحركات و الحركات المضادة المولّدة لنتائج محدّدة محتملة.

ليس غريباً هرب معظم الناس من نظرية الألعاب بسبب ما تقتضيه تفاصيلها من عملياتٍ رياضية معقّدة أو لا يمكن تطبيقها في كثير من المواقف الواقعية.

و لكنها مع ذلك تبقى أداةً رائعةً لتخيّل المواقف و كيف يمكنك التصرّف فيها.

- ثقافة الحالات الواقعية: يمكنك تسريع تطور تفكيرك الإستراتيجي من خلال تعريض نفسك لطيف واسع من الحالات الواقعية و التأمّل في التجارب حتى يمكنك استيعاب الدروس.

و تشير الأبحاث إلى أن هذا التعرض لخلاصات الواقع يزداد فاعليةً عندما يتضمّن مقارنات بين حالات متشابهة و لكنّها تحتوي بضعة فروق جوهرية تقود إلى اختلافات مهمّة في النتائج.

إعادة تشكيل التفكير: يعني هذا الأسلوب ممارسة التمارين العقلية التي تولّد عادات ذهنية جديدة. و من الأمثلة على ذلك تمرين

" اذهب إلى الشرفة" المقترح للمفاوضين. يُنصح المفاوضون بأن يسيطروا على أنفسهم مهما كانت الظروف ضاغطة و يتوقّفوا بين الحين و الآخر " ليذهبوا إلى الشرفة" و يتأمّلوا في الصورة الكبرى لما يحدث و يعدّلوا إستراتيجياتهم تبعاً لذلك.

و هناك أيضاً "تمرين المعمار" الذي يقترح عليك عندما تدخل أي مبنىً جديد أن تأخذ وقتا للتفكير في كيفية تغيير هندسته حتى يكون أكثر جاذبية و ملاءمة للعيش أو للعمل. و هذا التمرين مفيد خصوصاً في تقوية مقدرة التصوّر.