التعايش مع الشكوك
‏إن العلاقات مليئة بالشكوك، فلا يمكنك أبداً أن تعرف ما يدور بعقل الآخر أو ما يفعله عندما ‏لا تكون متواجداً معه، لذا فإن العديد من هذه الشكوك، يكون علينا إما تقبلها أو نظل عرضة للشعور المتكرر بالضيق، في هذا الجزء سنتأمل بعض الأسئلة التي تميل لإثارة الشكوك.

في أي مسار تتجه هذه العلاقة ؟
‏معظم الناس يقيمون علاقات عابرة مع أناس مختلفين، بعضها يكون رائعاً، والبعض الآخر علاقات فاشلة، قد يجتمع الجنس والحب في العلاقة الزوجية أو لا يجتمعان، فمن الممكن أن تحب شخصاً ما جداً وتتزوجه دون أن تمارس الجنس معه من أي نوع، ومن الممكن أن تتزوج من لا تحب وتمارس معه الجنس، أو تتزوج من تنجذب له بدون وجود أمور مشتركة بينكما، والكثير من الناس يقيمون علاقات مختلفة في مراحل مختلفة من الحياة، وقد يكونون واضحين تماماً فيما يبحثون عنه، لكنه أحياناً ينتابهم الشك فيما يريدون وفي مدى تطور العلاقة.

‏كان" ليفي" و" زارا" لديهما خبرة في مجال العلاقات وتطورت بينهما علاقة محفوفة بالمغامرات وكانت العلاقة تروق لهما، وتزوجا، لكن الرابط الوحيد بينهما كان الجنس، وعندما بدأت الإثارة الأولى تخفت، قلق" ليفي" على غير العادة من أنه قد يفقد" زارا" فبدأ يقلق بشأن أدائه في العلاقة الحميمة فذهب للطبيب الذي نصحه بوضع أساس أقوى لعلاقته بـ" زارا" أن يعرف ما إذا كانت هناك أشياء أخرى كانا يستمتعان بالقيام بها معاً؛ وأن يتحدثا معاً ليعرفا ما إذا كان لديها هوايات مشتركة، ويقابلا أصدقاءهما وهكذا.

خمسة جوانب للتوافق


- الجانب الجسماني: درجة الانجذاب المتبادل.
‏ -الجانب العاطفي: هل تحبان نفس أنواع الأشياء بنفس القوة أو لديكما روح دعابة أو ترتاحان للتحدث عن مشاعرك ؟
‏ - الجانب الفكري: هل لديكما اهتمامات وآراء وقضايا مشتركة ؟ ‏هل تحبان قراءة نفس الجرائد والمجلات ؟ هل يثير فضولكما نفس الأشياء ؟
‏ - الجانب الاجتماعي: هل تستمتعان بنفس الأنواع من الأنشطة وتحبان نفس الفئة من الناس ؟ هل تحبان أصدقاء كل منكما ؟ ما رد فعلكما إزاء الخلفية الاجتماعية لعائلة كل منكما ؟
‏- الجانب الروحاني والأخلاقي: هل لديكما قيم ومبادئ متشابهة ؟ هل تتفهمان بعضكما البعض ؟

لن تنجح العلاقات وتنمو على المدى الطويل إذا كانت قائمة على الجنس فقط، إذا ظهرت مشكلات في العلاقة وأردت التفكير في الاحتمالات التي تنتظر هذه ‏العلاقة على المدى الطويل، فحاول معرفة مدى توافقك مع الطرف الآخر بشكل عام، المربع التالي يوضح الفئات الرئيسية للتوافق.

إن معرفة مدى التوافق بينكما لا يتعلق فقط بالتنبؤ بمدى القدرة على الاستمرار في العلاقة، بل هو مفيد أيضاً لتحديد جوانب العلاقة التي قد ترغبان في تنميتها أو تغييرها، ففي وقت تكوين العلاقات الحميمة تكون هناك هوايات واهتمامات مشتركة وأخرى غير مشتركة بين معظم الناس. وعندما يمارس كل طرف هواياته، بحيث يتجاهل أو يلغى الطرف الآخر تماماً، قد ينفصلان وتنتهي العلاقة.

‏لا شك أن اختلاف الخلفية الاجتماعية وفرق السن قد لا يعوق تكوين علاقات حميمة طويلة الأمد، ولا يهم اختلاف المعتقدات أيضاً، ولكن في وجود خلافات حول قيم أساسية الصواب والخطأ في التعاملات اليومية مع الناس من وجهة نظر كما قد يزداد الأمر خطورة، لكي تستمر العلاقة، يجب أن:
- ‏تحترما بعضكما البعض وآراء بعضك البعض، حتى عند الخلاف، لأنه إذا عامل أحدكما الآخر باحتقار ستنهار العلاقة.
- تحبا بعضكما البعض واهتمامات بعضكما البعض بعيداً عن أي جاذبية جسدية.
- ‏تستمتعا بأنشطة ترفيهية مشتركة في أوقات الفراغ.
- تتحدثا لبعضك البعض عن المشكلات عامة، ومشكلات العلاقة بشكل خاص.

‏إن محاولة حل مشكلات العلاقة عادة ما يكون شيئاً مناسباً لكي تقوم به، ولكن ليس دائماً، فالمشكلات قد تخبرك بعدم وجود مستقبل للعلاقة. -