التواصل الحاسم مع الآخرين
البحث عن فرص لتبادل المنفعة
‏في العلاقات الحميمة، قد تبدو فكرة المقايضة أو تبادل المنفعة فكرة تجارية بحتة، لكن النقطة هنا هي أنه من خلال توسيع مناطق اتفاوض، يبتعد" ستيف" و" كيت" عن الشجار حول قضية واحدة ويتحدثان عن عدة جوانب للعلاقة التي بها منظوران مختلفان، في هذه الحالة قبلت" كيت" الجدول الزمني لـ" ستيف "، ووافقت على تأجيل مناقشة موضوع الجنس. ووافق" ستيف" على القيام بكل الأشياء الأخرى التي تعمل على توطيد العلاقة بشرط أن ‏تقوم" كيت" بتحديد هذه الأشياء : الخروج معها في ( حفلات الموسيقى، زيارة الأصدقاء، زيارة الأقارب. . . .إلخ )، كما وافقت" كيت" على الإكثار من الأوقات التي يقضيانها معاً لإتاحة الفرصة للتحدث عن رغباتهما وأفكارهما، وفي ظل ثقتها بأنه لن يجبرها على ما لا تريد استطاعت أن تكون أكثر استرخاءً ووضوحاً في الطرق التي تستخدمها للتعبير عن نفسها بشكل عام.

إن ما تريده هو" الفوز" في النقاط الأكثر أهمية بالنسبة لك من الطرف الآخر، وأن يفوز الطرف الآخر في النقاط المهمة له وغير المهمة بنفس الدرجة لك، واستخدام التفاوض بمهارة وهو ما يحتاج للممارسة والتدريب بهذه الطريقة سيحول الخلاف المبدئي إلى طريقة لتقوية العلاقة وليس إضعافها، كما يعد إظهار رغبتك في مراعاة الرغبات المهمة للطرف الآخر طريقة أخرى لإظهار الاحترام والحب.

التواصل الحاسم

في بعض المواقف لا يكون التفاوض هو المهم، بل القدرة على أن تكون أكثر حسماً في طريقة تواصلك مع الطرف الآخر، وهذا ليس سهلاً دائماً.

الانفصال بهدوء
‏كانت علاقة" انديا" و" توم" راكدة وكلاهما شعر بذلك على مستوى ما، حينئذ بادر" توم" بالانفصال، غالباً ما يكون الانفصال صعباً وفي هذه الحالة، كان" توم" يعرف أن" انديا" ستحزن جداً مثلما كان وأخبرها هو أيضاً، استجمع" توم" شجاعته لكي ينفصل عنها عن طريق تذكير نفسه بالأمور التي ضايقته منها، وأقنع نفسه بعدم جدوى هذه العلاقة له وأخبرها بالضبط بكل عيوبها التي أدت لتدهور العلاقة بكل قسوة، وانتهى بها الأمر بأن شعرت بأنها قد أهينت وأن أوقاتهما الجميلة معاً كانت وهماً، كان سلوك توم" عنيفاً" ليس به أي حسم أو تأكيد للذات، وسبب لها الكثير من الألم، وتأكيد الذات، هو أن تكون منصفاً لنفسك وللآخرين في نفس الوقت.

الرفض بلطف
‏بعد انفصال" انديا" عن" توم" بفترة قصيرة، أرسلت رسالة لأقرب صديق لـ ‏" توم" وهو" سام "، ‏وطلبت منه الحضور إليها، كانا يعرفان بعضهما البعض جداً وحزن" سام" بسبب الطريقة الفورية التي انتهت بها العلاقة. اعتقد" سام" أنها تريد التحدث معه عن كيفية رجوعها إلى" توم "، ولكن بدلاً من ذلك أخبرته بأنها كانت معجبة به أكثر من" توم "، واندهش" سام" لإطرائها وشعر بالزهو لكنه لم يرغب في إقامة علاقة معها، إنه معجب بها لكن ليس بدرجة كبيرة، وأخبرها برفضه للعرض الذي قدمته بلطف ولكن بحزم، لكنها غضبت وشعرت بالبؤس، فاندهش" سام "وبدأ في الشعور بالذنب والأسى لها، لكنه لم يرغب في إقامة علاقة معها.
‏قدرة" سام" على تأكيد ذاته في هذا الموقف مبنية على إدراك أنه إذا بدأ علاقة معها حتى يتجنب إيلامها سيجرحها أكثر بالتأكيد، فإخفاء حقيقة أنه غير منجذب إليها.