فشل محاولات الإصلاح
لا يستطيع الأزواج التعساء أن يوقفوا المجادلات الحادة بينهما بأن يقول أحدهما مثلا: " مهلاً، إنني بحاجة للهدوء " ، أو بتلطيف حدة الحديث لمنع تصاعد الصراع، أما الأزواج السعداء فيتمتعون بهذه القدرة الحيوية.
وهذه الدلائل في حد ذاتها لا تؤدي بالضرورة إلى الطلاق، ولكنها إذا حدثت على مدار فترة طويلة، فمن المحتمل أن ينتهي الزواج. ويصف " جوتمان " الدفاعية، والتبلد، والانتقاد، والازدراء بأنها " معاول الهدم الأربعة " .، حيث تؤدي إلى سيطرة المشاعر الإيجابية حتى تصل السعادة الزوجية لدرجة من الانحدار تصبح العلاقة معها مؤلمه للغاية. وعندئذ ينفصل الزوجان عاطفياً، ويكفان عن محاولة إيجاد الحلول، ويبدأ كل منهما في حياة مستقله عن حياة الاخر رغم معيشتهما تحت سقف واحد. وعند هذه المرحلة، يبدأ أحد الزوجين أو كلاهما في البحث عن الاهتمان، والدعم، والرعاية في مكان اخر، فتنشأ العلاقات غير الشرعية التي يصفها " جوتمان " بأنها عادة ما تكون دليلاً على حياة زوجية محتضرة وليست سبباً لها.

ما يجعل الحياة الزوجية سعيدة
يدور معظم مبادئ " جوتمان " بما يجعل الحياة الزوجية سعيدة حول عامل واحد، وهو: الصداقة التي تجعل كلا الزوجين يسود بينها الاحترام المتبادل والاستمتاع بصحبة كل منهما للأخر. الصداقة بين الزوجين تؤدي إلى حاله من الرومانسية وتقلل العدوانية أيضاً، فنا دام الزوج يجد " حباً وإعجاباً " بزوجه، فيستطيع دائماً إنقاذ علاقته به. أما غياب الحب والإعجاب ، فإنه يوجد فرصة لتقزز أحد الزوجين من الاخر الذي يعبر عنه أثناء شجاره معه، والتقزز سم العلاقة الزوجية. ويرى " جوتمان " أن هدف الزواج " معنى مشترك " ، أي أن يدعم كل زوجه أحلاك زوجه وأماله، وأن الزواج يسير في الطريق الخطأ إذا ضحى أحد الزوجين بما يريده حتى يسعد زوجه؛ لأن الصداقة الحقيقية تقوم بين نظراء متماثلين. ويرتبط بهذه المسألة المحورية للصداقة الاحتياجات التالية:

تعرَّف على عالم زوجك، وأظهر اهتمامك به
لدى الأزواج في الزيجات القوية " خرائط حب " لأزواجهم؛ أي يتواصلون مع مشاعرهم ورغباتهم، ويعرفون الأشياء الأساسية عنهم مثل أصدقائهم. وفي غياب مثل هذه المعرفة فإن وقوع حدث كبير في حياة الزوجين مثل ميلاد طفلهما الاول من المحتمل أن يعف العلاقة لا أن يقويها.

توجه نحو زوجك
يقول " جوتمان " إن الزوجين يستطيعان الحفاظ على الرومانسية بينهما حتى أثناء حواراتهما الحاده، ولا يتعرض الزواج للخطر إلا عندما يكف أحد الزوجين عن معرفة الاخر (التباعد). ورغم أن بعض الأزواج يعتقدون أن الأمسيات الحالمة، أو الإجازات قد تجلب السعادة لحياتهما الزوجية، فالحق أن مظاهر الاهتمام اليومية البسيطة التي يبديها الزوج لزوجه (توجهه نحوه) هو المهم.


لا تكن صلباً
النساء منفتحات للتأثر بأزواجهن بحكم طبائعهن، ولكن الرجال يجدون صعوبة في التأثر بزوجاتهم. ومع ذلك، فعادة ما تكون الزيجات الناجحة هي تلك الزيجات التي يستمع فيها الزوج إلى زوجته، ويهتم بآرائها ومشاعرها. إن الزيجات الأكثر استدامة، والأفضل هي تلك القائمة على المشاركة في السلطة.

تعليقات ختامية
عندما تعرف " ما يجعل الزواج ناجحاً " بصورة علمية، فإنك تصبح في وضع أفضل لتحسين علاقتك الزوجية وحمايتها من الفشل.
من المحتمل أن نظل لمدة خمسين عاماً قادمة نعاود النظر في دهشة لنتساءل عن مدى ضعف معرفة الشخص العادي بردود أفعاله البدنية والنفسية للصراع، وكيفية تعامله مع علاقاته بوجه عام. ومن العجيب أن لدى العلم الكثير مما يعلمه لنا عن هذه الأشياء- الحب، والرومانسية، والصداقة- بما يجعل حياتنا تستحق أن نحياها.