المعارف و الانطباعات الأولى
الكثير من الناس لا يعرفون سوى مجموعة محدودة من الأشخاص. فإذا ما كتبت أسماء جميع أفراد أسرتك وأصدقائك وأقاربك فسوف تحصل على قرابة المائتي اسم.
قاعدة إلقاء الثاني ينبغي عليك أن تنتقل من علاقتك الحالية إلى علاقات أخرى وبسرعة، أعلم أن هذا قد يبدو غريباً عند تتحدث عن إيجاد الشريك المناسب لكنه ينبغي أن تسرع حتى لا يفوت العمر وتضيع الفرص المتاحة أمامك حالياً. فأعمل الشخص الذي تواعده فرصتين على الأقل أو ثلاثاً. إن اللقاء الأول لا يكفي لتقييم الموقف ومعرفة ما إذا كان هذا الشخص أو تلك الفتاة تناسبك أو لا. إن الكثير من الناس يشعرون بالتوتر في اللقاء الأول وأغلبهم يحاول جاهداً تهدئة نفسه بلا جدوى. لهذا السبب ينبغي أن تعملي الطرف الآخر فرصة كي يسترخي ويظهر على طبيعته. ومن أجل ذلك ينبغي عليك ألا تكتفي بمواعدة واحدة.


أحياناً تكون انطباعاتنا الأولى صحيحة وأحياناً لا تكون كذلك. في اللقاء الثاني ستكونا أكثر هدوءاً وسيتضح لكما إن كانت هناك إمكانية للاستمرار في العلاقة أو لا. إن الأفلام الكثيرة التي شاهدناها تجعلنا نتوقع أننا في اللقاء الأول سوف ننغمس في بحر من العاطفة والانبهار. وأحياناً يحدث هذا ويكون الحب مدوياً ساطعاً كالألعاب النارية وأحياناً يكون هادئاً بطيء الاشتعال. كانت إحدى عميلاتي التي تبلغ من العمر بضعةً وأربعين عاماً، لا تواعد سوى رجال رائعين وغير عاديين بالمرة. لقد كانت سيدة مليئة بالحيوية ذات شعر بني ومع ذلك كان الناس حين تمشي مع صديقها في الشارع لا ينظرون إليها وإنما لصديقها من فرط وسامته وروعته.


وبالرغم من أن صديقها هذا كان بالفعل رائعاً وفتاناً إلا أنه لم يكن توأم روحها. وكانت تعلم أنه قد حان الوقت لهذه العلاقة لأن تنتهي، لذا بدأت في البحث عن شريك جديد فسجلت بياناتها في موقع للتعارف على الإنترنت. وذات مرة تعرفت من خلال الموقع على رجل طيب الكلام شيق الحديث لكنها قررت أنه ليس من تتمنى فقط؛ لأنه لم يكن وسيماً بما يكفي من وجهة نظرها. كان يبدو لها عادياً وبالرغم من أن الرجل كان جذاباً بما يكفي، لكنها كانت ترى أن شعره خفيف إلى حد ما. قلت لها إن عليها أن تتجاوز الشكل وأن تعطي الرجل فرصة أكبر. تقابلا ووجدت أن لشخصيته كاريزما هائلة ما كانت لتبدو واضحة من خلال صوره على الإنترنت. بالفعل كان شعره قليلاً بعض الشيء لكن نظراته الخلابة أسرت قلبها على الفور.


بعد المقابلة الأولى لم تجد في نفسها اليقين الذي يمكنها الاعتماد عليه للاستمرار في هذه العلاقة. لقد كانت مقتنعة بأنه لابد لها أن تتزوج رجلاً وسيماً بما يكفي حتى يشبع كل رغباتها الجنسية. طلبت منها أن تراه مرة أخرى ففعلت وبدت لها في المرة الثانية الكثير من المميزات التي لم ترها في المرة الأولى. فقد وجدت أنه عطوف ورقيق وساحر. لقد زادت جاذبيته -في نظرها -بعدما بدأت تتعرف على جوانب شخصيته التي لم ترها في المرة الأولى. في اللقاء الثالث لهما أحست أنه تحبه كثيراً وتريده. واستمرت تقابله بعد ذلك وهما الآن متزوجان. شكرتني كثيراً على أنني شجعتها على التغاضي عن الصورة التي رسمتها في خيالها لشريكها وإعطاء مَن أصبح زوجها الحالي فرصة أخرى.