تعد الثقة بالنفس أحد مفاتيح النجاح وهي متطلب إلزامي للسلوك الإنساني النافع ومقدمة للسلوك المنتج بشكل عام ، وكلما كان الشخص واثقاً من نفسه كلما تحلى بالتفكير الإيجابي وبالتالي يكون لديه صورة إيجابية عن ذاته . فالثقة بالنفس تزداد عندما نرسم لذواتنا صورة إيجابية.

والثقة بالنفس لا نرثها فسيولوجياً منذ لحظة الميلاد ولكن نتعلمها ونكتسبها خلال مرحل حياتنا وما نمر به من خبرات.
وحتى نحقق أهدافنا يجب أن ننمي ثقتنا بأنفسنا حتى نستفيد الاستفادة المثلى والقصوى من قدراتنا وإمكاناتنا وسماتنا ومواهبنا. فالثقة بالنفس هي درجة التقييم الإيجابي في حكم الشخص على نفسه وعلى قدراته وإمكاناته ومهاراته وما يعتقده أو يشعر به تجاه ذاته. وهي الأسلوب أو الطريقة التى يعمل أو يسلك بها شخص ما ، فقد أثبتت البحوث والدراسات أن هناك علاقة إيجابية بين الثقة بالنفس والأداء الجيد. وأيضا هناك علاقة إيجابية بين التحصيل الأكاديمي والثقة بالنفس .

فالطالب الذي يحصل على معدلات أكاديمية مرتفعة بالمستويات الدراسية يتكون لديه الإحساس والاهتمام بالذات وبالتالي ينمى لديه الشعور بالثقة بالنفس.

ولذلك فإن الطالب الذي لديه ثقة في نفسه هو الذي يتميز بالإبداع ولديه قدر كبير من الانضباط الداخلي ، وهو شخص واقعي يعرف نقاط ضعفه وقوته ، ويتميز بعلاقات اجتماعية قوية مع الآخرين ، بل ولديه قدرة على تكوين علاقات جيدة مع الآخرين.
وتشمل الثقة بالنفس عوامل داخلية تتمثل في ( الاعتقادات الذاتية – والطموح – والإنجاز ) حيث يؤثر مستوى طموح الطالب على ثقته بنفسه من خلال التحصيل الأكاديمي. وعلى أداءه للمهام وكيفية أدائها وإنجازها ولذلك فالكفاءة في الدراسة تحفز مستوى الثقة بالنفس .
كما أن هناك عوامل خارجية تتمثل في التأثير الإيجابي للوالدين من خلال أنماط معاملتهم للأبناء ، فالسلوك ونمط التنشئة الاجتماعية الذي يتبعه الوالدين من معاملة سوية واحترام وتفاعل ومشاركة في كافة الأنشطة التي يمارسها الأبناء يرتبط بشكل إيجابي بثقة الابن بنفسه.

وأخيراً تتأثر الثقة بالنفس بكيفية معاملة الآخرين لنا ، فالطالب الذي يتم معاملته باحترام ويكون محور اهتمام الزملاء والأقران والأساتذة يكون لديه ثقة عالية بالنفس. ولكي نعزز ثقتنا بأنفسنا يجب أن نغير الصورة التي نضعها ونكونها عن أنفسنا وهي صورة عقلية ذهنية معرفية.\