تقنيات البرمجة العقلية

تقنيات البرمجة العقلية
هناك سلسلة من تقنيات البرمجة العقلية التي يمكنك استخدامها خلال يومك لتصبح شخصًا يتحلى بالمزيد من الإيجابية والفعالية. وتتسم كل تقنية من هذه التقنيات بأنها عملية ومجربة معًا، والمزج بينها جميعًا بمقدوره أن يجعلك شخصًا لا شيء يعترض سبيله أو يقاومه.
أولى هذه التقنيات هي الاستخدام المنتظم للعبارات الإيجابية من أجل برمجة عقلك اللاواعي حتى تحتفظ بمشاعرك في حالة من التفاؤل والانشراح خلال اليوم. إن نسبة 95% كاملة من انفعالاتك تتحدد بالطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك دقيقة بعد أخرى، من خلال سيطرتك على حوارك الداخلي، وتوجيهك له فإنك تسيطر على أفكارك ومشاعرك وتصرفاتك وفي الحد الأقصى على مستقبلك الخاص.


يعرف "د. مارتن سيلجمان" من جامعة "بنسلفانيا"، "نمطك التفسيري" بأنه الطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك وتفسر الأمور بها لنفسك والتي تشكل بدرجة كبيرة مشاعرك تجاه ما يجري من حولك. وبتعبير آخر ليس الأمر هو ما يحدث لك، ولكنه يتمثل في كيفية تأويلك لما يحدث لك، حيث يحدد نوع استجابتك، سواء إيجابية أم سلبية.


إذا لم تقم- عن وعي أو دون وعي- بالتفكير والتحدث بشأن الأمور التي ترغبها، فسينشأ لديك ميل طبيعي للتفكير في الأمور التي لا ترغب في حدوثها، وبالتفكير في الأشخاص وفي المواقف التي تجعلك غاضبًا ومنزعجًا. فإذا لم تحكم سيطرتك بصرامة على عقلك وأن تحتفظ بتركيز أفكارك على الموضع الذي ترغب في المضي إليه، فستجد نفسك تلقائيًا تبتعد عن حالة السلبية والقلق الغالبة على معظم الناس.

مبدأ العبارات الإيجابية
يقول مبدأ العبارات الإيجابية إنه إذا ما قمت بتكرار جمل تعزيز قوية في عقلك الواعي باستمرار فلا مناص من أن يقبلها عقلك اللاواعي على أنها أوامر.


أيًّا كان الهدف أو الأمر الذي تبرمجه داخل عقلك اللاواعي فسوف يبدأ في التجسد في العالم المحيط بك. وهذا سوف يرفع من حساسيتك وانتباهك نحو كل من الأشخاص، والأفكار، والفرص التي يمكنها مساعدتك. يتيح لك هذا أن تضع قدمك على جهاز زيادة سرعة إمكانيتك والتحرك بسرعة نحو أهدافك.


إن الحديث الإيجابي إلى النفس وعبارات التعزيز الإيجابية هي أدواتك للسيطرة على تفكيرك والحفاظ بتركيزك على بلوغ أهدافك. فمع عبارات التعزيز الإيجابية لا حدود لإمكانياتك، ويكون بوسعك تمامًا أن تتحدث إلى نفسك لتصبح نوع الشخص الذي تريد أو تكونه، كما أن أكثر الكلمات قوة وتأثيرًا في العالم عي تلك الكلمات التي تقولها لذاتك وتؤمن بها.


وتعد أفضل هذه العبارات التي يمكنك الاستعانة بها لتؤسس تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك هي عبارة: "إنني معجب بنفسي! إنني معجب بنفسي! إنني معجب بنفسي!" مرارًا وتكرارًا.

العبارات التحفيزية الإيجابية
ومن الطرق الرائعة لك لاستخدام العبارات التحفيزية الإيجابية هي أن تبدأ كل يوم بتكرار هذه العبارة: "أشعر أني سعيد، أشعر أني معافى، أشعر أني في أروع حال!"


وعندما يسألك الآخرون كيف تمضي الأحوال، أجب دومًا إجابة إيجابية بقولك: "عظيم!" أو "بديع!"
تحدث بشأن نفسك وبشأن حياتك بالطريقة التي ترغب لهما أن يكونا عليها، وليس بالطريقة التي قد يكونا عليها في اللحظة الحالية. ولا تنس أنه قبل أن تتمكن من معايشة ما تنشده بالفعل. وإذا لم تشعر بحالة من الإيجابية والحماسة في اللحظة الحالية فتظاهر بذلك. "تظاهر بتحقيق الهدف إلى أن تتمكن من تحقيقه فعلاً".


يتحكم عقلك اللاواعي بتوجهك النفسي، ونمط شخصيتك، وإشاراتك وإيماءاتك الجسدية، وانفعالاتك، ومستويات الهمة والاستنارة والطاقة لديك، وهم يتسم بالآلية، مثل أحد أجهزة الكمبيوتر. فهو معدوم القدرة على التفكير أو اتخاذ القرارات من تلقاء نفسه، ما عليه إلا تلقي التعليمات. ويبدو الأمر كما لو أن عقلك هو البستاني وعقلك اللاواعي هو البستان. إذ بوسعك أن تزرع الأزهار أو الحشائش الضارة، فكلاهما سينمو. ولكن إذا لم تزرع الأزهار فسيمتلأ بالأعشاب الضارة من تلقاء ذاته